هل انتهى شهر العسل بين الجيش اللبناني والحزب؟

كتب جورج حايك

2021.01.21 - 09:03
Facebook Share
طباعة

 تتجه الأنظار مؤخراً إلى الجيش اللبناني بعدما أثار البعض تساؤلات وملاحظات عن دوره في شؤون عديدة وخصوصاً في ظل التعايش مع معادلة "جيش وشعب ومقاومة" التي يكررها حزب الله وحلفائه وحالة التأزم التي تتخبط فيها الساحة اللبنانية.

الجيش جاهز

ثمة من يؤكد أن قوة لبنان بالتعاون بين جيشه وقواه الأمنية من جهة وحزب الله من جهة أخرى معتبراً ان لا داعش ولا اسرائيل قادرتان على الاعتداء على لبنان طالما التنسيق قائم بينهما علماً أن سوريا شهدت بعض العمليات لداعش في اواخر عام 2020 أي منذ شهر تقريباً، إلا أن العميد المتقاعد مارون خريش يؤكد "أن داعش محطّمة في سوريا وتفتقر إلى الفعالية، وربما استغلت فترة التغييرات السياسية في الولايات المتحدة لتقوم ببعض العمليات، لكنها لا تقدر على مواجهة الجيشين اللبناني والسوري، وهي تقوم بعملية واحدة ثم تغرق في سبات عميق لمدة ثلاثة أشهر بسبب عدم قدرتها على التحرك لوجستياً ومخابراتياً ولا بيئة حاضنة لها".

يضيف:"ما يمكنني قوله ان الجيش اللبناني وحده قادر على مواجهة داعش على الحدود والأفواج هناك يقف خلفها الدعم اللوجستي والعديد والاسلحة والخطط جاهزة والأوامر وصلت لكل الألوية علماً ان لكل لواء خطته ضمن خطة القيادة والجيش لن يكون متساهلاً مع داعش لا بالداخل ولا على الحدود".

الزميل خضر عواركة يعلق على كلام خريش فيقول " مع احترامي للعميد لكن كلماته تمنيات ولا تمت للواقع بصلة.

وأضاف أن الجيش اللبناني كرجال ومعنويات وتدريب وتنظيم من أعلى الجيوش جهوزية لكن الحروب سلاح وتقنيات حديثة ومسيرات ورادارات متطورة، وليس لدى الجيش حتى صواريخ مناسبة لمعارك حقيقية مع إرهابيين مثل داعش لديهم بيئة حاضنة في سورية جاهزة لاحتضان أي هبة من هباتهم حين تقرر جهات راعية إعادة إطلاق داعش كحيوانات سيرك مفترسة تعمل لصالح مروضين دوليين يستخدمون الإرهاب لتحقيق غاياتهم، الجيش احتاج للحوم فمنعها عنه السياسيون، فمن يعطيه الذخيرة للدبابات وكم لديه منها وأي نوعية رادارات يملك في ظل إصرار الولايات المتحدة على منع تسليح الجيش بأي نوع من الأسلحة المناسبة كون عقيدته لا تزال هي اعتبار اسرائيل عدواً وطالما تنسق قيادته مع المقاومة".

يتابع عواركة بالقول: إن المشكلة ليست في الجيش ولا في قيادته بل في القرار السياسي الذي يمنع تسليح الجيش إلا من المساعدات الأميركية التي يقرها الكونغرس سنوياً طالما لا تبدل في ميزان القوى ولا تهدد اسرائيل.

هل يمكن للجيش اللبناني ردع اسرائيل؟

 يرى العميد خريش "أن الجيش قادر على مواجهة اسرائيل في حال اعتدائها على الدولة اللبنانية، إذ يختلف السيناريو إذ كان الاستهداف لحزب الله"، ويتساءل "هل اسرائيل أولاً قادرة دولياً وفي هذه الظروف أن تشن حرباً على لبنان؟".

ويستطرد:"لنفترض أن اسرائيل لديها نيّات عدوانية وارادت اجتياح الجنوب حتى نهر الليطاني، أؤكد أن الجيش اللبناني قادر على مواجهتها على الأرض بحيث لا يدعها تهدأ، أنا كنت قائد لواء ومنطقة عملياتي تمتد من جسر الدامور حتى المتحف علماً ان كل لواء كان يضم 6 كتائب، وكان مطلوباً مني أن أضع خطة لأواجه اسرائيل عام 2001 في حال أقدمت على أي هجوم، فخصصت مجموعات للقتال تحارب بطريقة غير كلاسيكية وأبقيت الكتائب في مراكزها الأساسية وجعلتها متحركة للاستفادة منها لوجستياً وللخدمات الطبية والطعام، عرضت خطتي للعماد ميشال سليمان الذي كان قائداً للجيش وتمت الموافقة عليها بل طبقت على كل الألوية الأخرى، أما إذا كان السيناريو ضرب حزب الله فحتماً يتطلب خططاً أخرى ويصبح موقف لبنان أضعف دولياً ويمكنها اسرائيل أن تقوم يعمليات أرض محروقة بدون رادع، ولدينا مثل واضح عن محدودية اسرائيل على الرد عندما يكون الجيش اللبناني في الميدان وهو معركة شجرة العديسة، وتمكن من قتل جنديين اسرائيليين وبعض الجرحى وبقيت الطائرات الحربية الاسرائيلية تعربد في اِلأجواء وقصفت مدفعيتها وبقينا صامدين ولم نتراجع وسرعان ما هدأ الوضع لأن المعركة وصلت أصداءها إلى عواصم القرار وحصل التفاف وطني حول الجيش ولم تستطع اسرائيل أن تذهب بعيداً".

ويقدّم خريش لائحة من السلاح الذي يحتاج إليه الجيش اللبناني قائلاً:"نحتاج إلى مروحيات قتالية متطورة تحلق على ارتفاعات منخفضة ولا تظهر بالرادار وتتضمن أجهزة تشويش وترمي قنابل ذكية، المضادات الأرضية الحديثة، مدفعية حديثة مع آليات لنقلها، ومضاد للدروع وتحتاج إلى تدريب وحدات خاصة لديها إيمان في لبنان، علماً أن مدارس التدريب اللبنانية ليست مقصّرة بتاتاً ويضم الجيش أفضل الضباط الذي يشاركون في أعرق المدارس الحربية الاوروبية والأميركية ونفتخر بهم".

في المقابل، يعتبر عواركة "أن كلام العميد خريش رائع وخطته أروع ولا يوجد في لبنان انسان عاقل يطالب بحماية حزب إذا كان الجيش الوطني قادراً على مواجهة العدوان"، وأضاف: يجري الاعتداء يومياً على سيادة لبنان خيث تجري اسرائيل غارات وهمية شبه يومية على علو منخفض، فكم مرة ردعناها كلبنانيين؟؟، والحديث عن الاستعدادات سهل ولكن وقت الحرب تثبت دوماً قوة من لديه قرار سياسي بالمواجهة، فهل إن غزت اسرائيل حدودنا هناك قرار سياسي بمواجهتها؟؟

وتساءل بالقول: هل في الدولة من يجرؤ ولو كان هناك من يجرؤ لأصدروا أمر الموافقة على قبول هبة روسية هي طائرات حربية للجيش فلماذا رفضوها؟؟

وأجيبكم، خافوا من واشنطن. كلهم في النظام السياسي لا يتجرأون على تحمل قرار رسمي بدفع الجيش للقتال الفعلي، من ٨ الى ١٤.

في ٢٠٠٦ غزتنا اسرائيل فهل تصدى لها الحيش بخطة شاملة؟؟

تعرض الجيش لعدوان متكرر فأين رد ومتى رد؟؟
ويضيف: "بالعكس جرى تحييد الجيش بوساطة أميركية شرط أن يوقف تنسيقه مع الحزب خلال العمليات الاسرائيلية وعندها أصدر السنيورة قراره الشهير للجيش بمصادرة أي اسلحة متوجهة للجنوب."

يتابع عواركة: أنا وأغلب اللبنانيين لا يهمنا سوى أن يحمينا الجيش، ولا نريد مدافعاً سوى الجيش، لكن أين ميزانيات التسلح وأين الاستراتيجية الوطنية وأين الانفاق وأين الانتشار الدفاعي والاستعدادات والتحصين؟؟، وعلى الورق الجيش مستعد، ولكن ميدانياً أي حرب بين لبنان واسرائيل دون أن يكون للجيش أنفاق تحميه وتكون هي خط دفاعه فإن الطائرات الاسرائيلية ستبيد القوات والمنشآت، و"اسرائيل لا تحترم إلا القوة ولدينا ثروات نفطية تحاول الاستيلاء عليها وليس لديها أي رغبة بالسلام وإنما بالاستسلام فنحن لسنا دبي البعيدة بل للدولة العبرية مطامع حتى في أرضنا ومدننا.

من جهته خريش يقول :"أود أن ألفت النظر بأن الهبة الروسية التي منحت الجيش 9 طائرات سوخوي لم يرفضها الجيش بسبب ضغوط أميركية أو غيرها، إنما بسبب كلفة صيانتها التي تتجاوز خمسة أضعاف ميزانية الجيش السنوية، لذلك أحمّل مسؤولية عدم تسليح الجيش لهذه السلطة الحاكمة المنهمكة بالسرقة بدلاً من الإنفاق العسكري الضروري بحيث لا يعود لبنان بحاجة إلى أي تنظيم عسكري غير جيشه، مع ذلك لا تستطيع اسرائيل بوجود الجيش وحده من اجتياح لبنان وخصوصاً في وجود الأمم المتحدة، فكيف تدافع نيبال التي لا يتجاوز عدد سكانها الثلاثة ملايين عن نفسها أمام الصين والهند؟

طبعاً الدنيا ليست شريعة الغاب ولبنان عضو مؤسس بالأمم المتحدة ومؤسس لجامعة الدول العربية، فلماذا تزيلنا اسرائيل عن الخريطة؟ ولماذا تبقى الدول مكتوفة؟ كانت اسرائيل تضرب الفلسطينيين فتصل إلى صور وتعود إلى الانسحاب بقرار من مجلس الأمن دون قيد أو شرط، وهناك العشرات من قرارات الأمم التحدة التي تحمي لبنان".

كلام العميد خريش عن نيبال برأي عواركة دليل عن أن حضرة العميد لم يعيش الواقع، يومياً تعتدي علينا اسرائيل جواً وبحراً فأين الأمم المتحدة؟؟

يومياً ترعب طائرات الاحتلال أطفالنا في بيروت والجنوب وصولاً إلى الجبل فمن منعها؟؟

أين الأمم المتحدة وقواتها؟

هل نسينا أنهم اختفوا عام ٢٠٠٦؟

ماذا يضمن أمن اللبنانيين إذا اختفت اليونيفيل وتقاعست كما حصل في مجرزتي قانا؟

اسرائيل فوق القوانين الدولية، ضمت الجولان وضمت القدس فأين حماة الغابة من الحيوان المفترس الاسرائيليي؟؟

إنها شريعة الغاب ...يقول الزميل عواركة، ويضيف: الصين ليست اسرائيل، ونيبال ليست لبنان، لدينا تجربة احتلال طويلة مع الاسرائيليين، والعاقل يعرف أن شهية الاسرائيليين لاحتلال لبنان لم تتوقف بسبب حبهم للسلام ولا لرغبتهم فيه بل لأنه دفعوا ثمناً كبيراً بسبب احتلالهم، ولو كان لدينا حكومة جريئة تسلح الجيش ولو كان لدينا حقاً قوات مسلحة قادرة لما تجرأت اسرائيل على منع أي لبناني من الاقتراب لمسافة الف و ٨٠٠ متر بحراً عن رأس الناقورة، مسافة يمنع فيها على أي صياد الاقتراب منها رغم أنها مياه لبنانية.

فأين اليونيفيل؟؟

ومن يمنع قواتنا من تحرير حرية حركة الصيادين في مياهنا جنوباً" ؟

ويختم عواركة" نريد جيشاً قوياً يحمي بلادنا، ولا نريد أحزاباً تحمينا، لكن في غياب أي مشروع جدي لتسليح الجيش لو حملت القوات اللبنانية والحزب التقدمي السلاح لحماية لبنان فيجب أن نشكرهم.

حول السؤال الأهم فيما يخص انتهاء شهر العسل بين الجيش والحزب وما قيل إنها سبب الهجمة الاعلامية على قائد الجيش يجيب عواركة " أعتقد أن العلاقة بين الجيش وأي مواطن لبناني يجب أن تكون تكاملية، بالتالي حين يكون للجيش قوة تسنده وتسانده فلا ينبغي للعسل بينهما أن يصبح مراً خصوصاً وأن الجيش لم يشكُ قط من تعد على صلاحياته على كامل الأراضي اللبنانية من الحزب.

وأضاف: أظن أن الموضوع دعائي ولا مشكلة بين اليرزة وحارة حريك" لأن الجيش ليس حزباً مستقلاً بل هو القوات المسلحة الرسمية التي تخضع للقرار السياسي والحزب جزء من البرلمان وجزء من الحكومة التي تكلف الجيش بمهامه.

وذكر أن ما يقال عن هجوم إعلامي هو صراع أجهزة لا علاقة لحارة حريك به، وبحسب معلوماتي التواصل بين الطرفين يومي عبر نواب ووزراء وعبر الأطر الرسمية.

واعتبر أن تفاهات بعض الإعلاميين مدفوعة الثمن وتتناول الجيش لمصلحة أجهزة وجهات محلية بعيدة كل البعد عن حارة حريك.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9