مخاوف من جبهة معارضة: هل يتزايد الانقسام اللبناني

إعداد - سيمار خوري

2021.01.21 - 07:04
Facebook Share
طباعة

 مع الفراغ الحكومي الذي يعيشه لبنان، والهوة التي اتسعت بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، ينشغل البعض في مكان آخر بتشكيل جبهة معارضة لقلب الطاولة على الواقع السياسي، والحديث هنا عن القوات اللبنانية والكتائب اللذين يعيشان سجالاً فيما بينها منذ أيام.

في هذا السياق، صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيان جاء فيه إن "الهدف من الاتصالات التي تقوم بها  القوات اللبنانية في الوقت الحاضر، هو تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال وطال انتظارها".

فيما حزب الكتائب الذي طرح فكرة جبهة المعارضة، تختلف عن رؤية القوات بقيادة جعجع، إذ أن الكتائب لا تريد تشكيل جبهة معارضة تضم قوى من ذات المنظومة السياسية المتهمة بالفساد، لأن كل أفرقاء التسوية اللبنانية متساوون بالنسبة للكتائب، كما أن رؤية الكتائب هي أن تضم جبهة المعارضة قوى التغيير في البلد، وهي قوى مستقيلة من المجلس النيابي إضافة الى المجموعات التي أفرزتها الثورة، بحيث تشكل بديلاً عن منظومة السلطة الحالية.

مصادر قيادة في الكتائب قالت بأن الحزب لم يدعو أصلاً إلى تشكيل جبهة معارضة كالتي يتم البحث بها حالياً، وكشف القيادة بأن هناك تقاربات وتفاهمات تجري حالياً بين الكتائب وبين الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي.

من جهتها، تقول مصادر محسوبة على قوى 8 آذار: إن محاولة الدكتور جعجع تشكيل جبهة معارضة لتأتي بأكثرية نيابية جديدة و حكومة جديدة ورئيس جديد، هي أداة لجعجع من أجل تعبيد الطريق أمامه نحو بعبدا، فالرجل مولع بتلك الفكرة منذ زمن، وهو يريد خلق حالة أمر واقع سياسي جديد في البلد، بعيداً عن التقسيمة التي سادت لسنوات وهي 8 و14 آذار.


 وتضيف المصادر: القوات تعمل بجد للتقارب مع التقدمي الاشتراكي بالدرجة الأولى، إضافةً إلى حديث عن قنوات اتصال مع الجماعة الإسلامية وقوى أخرى، على اعتبار أن هناك شرخاً وخلافاً في وجهات النظر بين القوات والكتائب، أما المستقبل فهو معني حالياً بإنتاج منظومة سلطوية لا تختلف عن سابقاتها بالشراكة مع القوى الموجودة، وفق قولها.

في حين، تتخوف مصادر مقربة من الكتائب من أن تقوم القوات محاولة لقيادة جبهة سياسية جديدة تحت مسمى جبهة معارضة لتزيد حالة الانقسام السياسي في البلد، فبعد أن كنا معسكرين 8 و14 قد نصبح ثلاث معسكرات، ومن يدري قد يحاول جعجع استباق بدء الرئيس الأمريكي جو بايدن لمهامه من أجل فرض نفسه كرقم صعب في المشهد اللبناني من أجل تسويات مستقبلية تضمن له مكاناً في السلطة، وفق اعتقاد تلك المصادر.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1