هل تنفرج الأمور في لبنان مع إدارة بايدن؟

إعداد - روبير عويدات

2021.01.21 - 06:52
Facebook Share
طباعة

 بعيداً عن المنجمين ومن يُسمون بعلماء الفلك، باتت المصادر السياسية المقربة من قيادات حزبية وزعامات كبرى تحل مكان العرافين في التنبؤ لما يمكن لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أن تقدمه للبنان، كل فريق وفق أمنياته ومخاوفه.

أول ما تم إعلانه كخطوط عريضة وعامة من قبل بايدن خلال خطابه، هو دعم حل الدولتين في فلسطين، و دعمه الإستقرار في سورية، والأهم مساعدة المجتمع المدني اللبناني لتمكينه من إحداث التغيير المطلوب.

الوزير السابق سجعان قزي اعتبر أنه من المبكر إعطاء قراءة واضحة لسياسة الرئيس الاميركي الجديد، لأن الأكيد ان السياسة الاميركية لا تتغير بتغير الرؤساء إلا من خلال حصول حدث إستثنائي، فالسياسة الأميركية ثابتة في المنطقة، ولو لم يحصل 11 أيلول لما وقعت الحرب أفغانستان، ولو لم يحتل صدام حسين الكويت لما حصلت الحرب على العراق، ولولا قصة داعش لما كانوا ليتدخلوا في سورية وفق رأيه.

وفيما يخص لبنان قال قزي: إذا لم نتحرك نحن كلبنانيين باتجاه أميركا وتكلمنا معها وعرضنا قضيتنا، فكيف سيهتموا بنا؟"، داعيا اللبنانيين الى التحرك باتجاه أميركا، وأضاف: "مع الأسف الدولة حاليا مرهونة، لقوة لبنانية في 8 آذار بحسب تعبيره.

دعوة قزي أثارت تفاعلاً في أوساط قوى 14 آذار، حيث قالت مصادر محسوبة عليها بأن بعض الشخصيات السياسية في القوات عملت في الفترة الماضية على التواصل مع واشنطن عبر سفارتها في لبنان، وهي تضع نصب عينيها فتح قنوات اتصال وتنسيق مع إدارة بايدن الجديدة لطرح وجهات النظر والمخاوف والمطالب .

من جهته اعتبر مصدر اشتراكي -فضّل عدم الكشف عن اسمه- أن دعوة قزي  منطقية، أساساً هناك من يحرص على التواصل مع الأمريكي والتنسيق معه، كما أن الأخير لا خيار له إلا بالتواصل والتنسيق أيضاً مع قوى لبنانية باتت معروفة كخط نقيض لقوى 8 آذار .

ويضيف المصدر الاشتراكي بالقول: نتمنى من إدارة بايدن إيلاء أهمية أكبر للبنان، والدفع في عجلة التسوية وتشكيل الحكومة، ليكون ذلك بدايةً لمساعدة لبنان أمريكياً وغربياً في الشأن المالي والاقتصادي والاستثماري.

فيما تفاءلت مصادر قواتية مع مجيء بايدن، معتبرةً أن الرجل على الرغم من عدم تفضيله أي خيارات بالقوة التقليدية، إلا أنه متطرف تجاه العقوبات والحصار على الخصوم، ما يعني بأننا قد نشهد فرض المزيد من العقوبات على شخصيات لبنانية.

الأمر الذي رأته مصادر أخرى بأنه غير منطق وتحليل متسرع، فالرئيس الأمريكي الجديد أعلن صراحة أنه سيعود لضخ العروق في الاتفاق النووي، وإن رأى تجاوباً سيخفف من العقوبات، ما يعني بأن مسألة فرض عقوبات على شخصيات لبنانية لن يكون ذو مسوغ ولا تأثير حتى.

أما الأوساط المقربة من قوى 8 آذار فقد رأت أنه لا يجب التفاؤل أبداً بمجيء أي رئيس أمريكي، لأن هناك خطوط عريضة للولايات المتحدة لا يقوم لا الديمقراطيون ولا الجمهوريون بخرقها، منها ما يتعلق بفلسطين المحتلة والكيان الإسرائيلي، وكل ما يهدد هذا الكيان، بالتالي فإن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة مفاوضات وعقوبات وستكون مليئة بالعصي والجزر، لكنها ستكون عصي سياسية اقتصادية دون أي مظهر من مظاهر القوة العسكرية .

يبقى القول إنه من الممكن أن تشهد الساحة اللبنانية انفراجاً لجهة تشكيل الحكومة العتيدة، لأن بايدن يريد تهدئة بعض الساحات المرتبطة بأخرى، كلبنان المرتبط بكل من سورية وفلسطين المحتلة، دون أن يكون هناك إفراط بالتفاؤل، وأكثر ما يلفت النظر هو ذكر بايدن للمجتمع المدني في لبنان، الأمر الذي اعتبره البعض إشارة إلى أن الرجل لا يفكر بدفع عملية تشكيل حكومة الحريري حالياً، واقتصاد الأمر على مساعدات المجتمع المدني دون الحكومة، وفق رأيهم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5