تصدعات في البيت المسيحي اللبناني

إعداد - كميل عريبي

2021.01.20 - 05:48
Facebook Share
طباعة

 لم يكن ينقص لبنان سوى سجال مسيحي ـ مسيحي بعد أن تصدر المشهد السياسي سجال الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري مع تيارهما وأنصارهما.

ويقول مصدر مقرب من قوى 14 آذار: للأسف لقد بتنا نرى تشظياً بين المكونات السياسية في لبنان، فإلى جانب معضلة تشكيل الحكومة والخلاف العوني ـ الحريري، طرأ خلاف داخل البيت المسيحي في الوقت القاتل، في إشارة إلى السجال بين الكتائب اللبنانية والقوات.

المصدر تمنى من القوات اللبنانية والكتائب تدارك الموقف، ولملمة ما تبقى من البيت المسيحي، من أجل التأهب للمرحلة القادمة، والتعاون في مسألة الفراغ الذي يعيشه لبنان، إضافةً للوضع الاقتصادي والصحي المتدهور.

السجال بين الجانبين بدأ من كلام رئيس حزب الكتائب اللبنانية  النائب سامي الجميل، في ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية الأسبق بشير الجميل، على خلفية انتقاد الجميل لهم، واتهامهم بالقيام بالتسويات والتلطي خلف صورة بشير، لتبدأ بعدها سلسلة الردود التصعيدية.

النائب في القوات فادي سعد رد على الجميل قائلاً: يا فخامة الشهيد بشير، لو كنت بيننا اليوم لما ارتضيت أن ترى على رأس  حزب الكتائب اللبنانية ولداً لطالما غرد خارج السرب ، ليرد بعدها عضو المكتب السياسي للكتائب سيرج داغر بالقول: يبدو أن الحقيقة الصعبة توجع "قصاقيص ورق على كراسي كرتون" تخاف مواجهة حقيقة تسوياتها المصلحية، بحسب توصيفه.

ومن المواقف اللافتة كان ما صدر عن نائب رئيس الكتائب  الوزير السابق سليم الصايغ الذي أوضح بأن التباعد مع قيادة  القوات اللبنانية  سببه الخلاف على التسوية  السياسية التي أدت لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، و التي نعتبرها رهاناً خاطئاً، لأنها وضعت سيادة لبنان أمام خيارين؛ إما الاستسلام أو الانتحار، وفق تعبيره.

بدوره رد المكتب الإعلامي للقوات اللبنانية، على تصريحات الجميل، موضحاً أن الجميل يتهجم على القوات اللبنانية في محاولة لإحباط مسعاها لتشكيل جبهة معارضة جدّيّة في البلاد، لافتاً الى أنه أصبح واضحًا أنّ الجميل يتصرّف انطلاقًا من شعور وموقف شخصي بحت، لن تنجرّ إلى أيّ سجالات سياسيّة عقيمة لا فائدة منها، خصوصًا في هذه المرحلة بالذات، بل ستعكف على توضيح بعض النقاط التي طرحها الجميل منعًا لمحاولته تضليل الرأي العام ليس إلا.

من جهتها، قالت أوساط شبابية مسيحية ناشطة تصف نفسها بأنها عابرة للأحزاب المسيحية، هناك 4 أقطاب يحتكرون التمثيل المسيحي اليوم في لبنان وهم  التيار الحر والقوات اللبنانية والكتائب والمردة، وجميعهم يدّعون المحافظة على المسيحيين، بينما يعيش المسيحيون أزمة وجودية، و أعدادهم إلى تناقص حتى أصبحوا يشكلون ٣٣% من مجمل سكان لبنان، وفق تلك الأوساط.

بينما رأت مصادر مسيحية أخرى -طلبت عدم كشف هويتها- بأن ما يحدث حالياً يجب أن يتم احتواءه، واستغلال الظروف السياسية في البلد، من أجل تشكيل نواة معارضة مسيحية بإشراف الكتائب والقوات، إلا أن تلك الدعوات اصطدمت بمواقف لمصادر مقربة من التيار الوطني الحرن والتي رأت بأن هناك محاولات خبيثة من أجل شق الصف المسيحي وتصوير التيار وزعميه على أنه مارق مسيحياً، ويبدو ذلك من خلال نوايا القوات والكتائب كقوتين مسيحيتين تحاولان الاتحاد بوجه التيار الحر، بحسب رأيهم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2