اللبنانيون بين الإنفلونزا والكورونا: مطالبات بالاستعداد
إعداد - أحمد درويش
لم تكتفِ السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة في لبنان وتمسك الطبقة السياسية الحاكمة بمكتسباتها في الوصول إلى ما وصل إليه المواطنون، فعلى ما يبدو أن الطبيعة غاضبة هي الأخرى وتقول كلمتها حالياً عبر منخفض شديد البرودة وثلوج وأمطار غزيرة تشكل فيضانات وسيول ستؤثر على حياة الناس والاقتصاد وكذلك على صحتهم بالتزامن مع الانتشار السريع لوباء كورونا.
في لبنان ارتفعت الهطولات المطرية وبلغت نسبة الرطوبة 100% تشكلت السيول والفيضانات في معظم المناطق، فيما التوقعات تقول بأن ساعات المساء ستحمل ما يُسمى بالجيب ستريم النفاث الذي سيؤدي إلى تساقط الثلوج بكثافة على المرتفعات والأمطار بغزارة كبيرة فوق بقية المناطق.
مصادر طبية قالت تعليقاً على التنبؤات الجوية أن هذا سيزيد من أعراض الانفلونزا والزكام وهو ما قد يتسبب ببعض الذعر لدى كثيرين، إذ يصعب التفريق بين الزكام العادي وبين الكورونا، كما أن البرد القارس والأجواء القاسية ستساعد على انتشار المرض أكثر إن لم تكن هناك إجراءات من قبل وزارات الصحة والدفاع والداخلية من جهة والجمعيات الأهلية كالبلديات والهيئات وبقية الناس من جهة أخرى.
أوساط محسوبة على أحد الأحزاب العلمانية التي تعتبر نفسها على الحياد بين قوى 8 و 14 آذار، طالبت الدولة والمؤسسات الشعبية بالتحرك لمواجهة هذا المناخ القاسي بالتزامن مع أزمة كورونا، ودعت هذه الأوساط فرق الدفاع المدني للاستعداد منذ الآن من أجل تأمين الطرق وسحب المياه المتجمعة، وتوزيع أدوية مجانية ضد الزكام والالتهاب، كما دعت اللبنانيين لعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى حفاظاً على صحتهم من البرد وكذلك وقايةً من الاختلاط بسبب كورونا.
فيما تهكمت أوساط مقربة من أحد أحزاب قوى 14 آذار الوازنة من فشل الحكومة، قائلةً: إن حكومة تصريف الأعمال قد تتفاجأ بالأمطار رغم أننا في فصل الشتاء، فالمفاجآت وعدم الجهوزية باتت سمة لدى غالبية المؤسسات لدينا، وفق تعبيرها.
يأتي هذا المشهد المناخي والصحي بالتزامن مع فراغ سياسي عطل كل مفاصل الحياة في لبنان، ما انعكس على أدق التفاصيل البسيطة لحياة اللبنانيين.
