تطرح العديد من مراكز الأبحاث والدراسات، إضافةً للأوساط السياسية، تساؤلات عدة عمّا إذا كانت هناك مواجهة عسكرية قادمة على الساحة اللبنانية، أو مواجهة إقليمية يكون لبنان أبرز ساحات تصفية الحسابات فيها.
ترى بعض مراكز الأبحاث أن الاطراف الاقليمية والدولية دخلت مع الانتخابات الأمريكية في ما يشبه حالة ترسيم حدود نفوذ كلّ منها، لِما بعد 20 كانون الجاري، وكل طرف يحاول ان يجمع أوراقه، من الروس الى الايرانيين الى الاسرائيليين، والتحشيد العربي، فضلاً عن بروز ظاهرة التطبيع لدى البعض.
وتضيف المراكز أنّ المنطقة أمام مجموعة فتائِل يجري إشعالها، إذ إن أكثر ما تتخوّف منه المصادر الدبلوماسية هو أن يكون عنوان مرحلة ما بعد تسلّم إدارة جو بايدن الحكم في الولايات المتحدة، عودة الصدام المباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي قد يأخذ اشكالاً مختلفة، وخصوصاً في المنطقة، وتحديداً في سوريا وايران، وطبعاً لبنان الذي يقع ضمن هذه البقعة الساخنة، لكن مع فارق هو وضعه المتدهور اقتصادياً وسياسياً ما يجعله أقل مناعةً من غيره، وفق تعبيرها.
في متابعة وسائل الإعلام العبرية حو استشراف المرحلة المقبلة، تقول تلك الوسائل إن الكيان الصهيوني في تقديره الاستراتيجي لعام 2021 يرى أن أكبر قوة سياسية في لبنان ستتحول إلى منصة صواريخ تلتهم أجزاءً في عمق الكيان، وهو خطر يجب عدم التهاون عنه أو التهور من خلال التسبب بحدوثه، ما أعطى إشارات إلى أن سيناريو المواجهة العسكرية ليس بتلك السهولة والبساطة.
بينما يرى مصدر مطلع مقرب من قوى 14 آذار أن السيناريو المقبل لن يكون عسكرياً، بل ستعتمد إدارة الرئيس جو بايدن خيار التضييق الاقتصادي و تشديد العقوبات على خصوم واشنطن وحلفائها، لكن المشكلة هنا هي أن على الولايات المتحدة ومن معها أن يدركوا بأن تلك العقوبات يجب أن تكون مدروسة بحيث لا تنعكس أيضاً على الشعب اللبناني، ولعل حديث بعض الأوساط الأوروبية عن حصر المساعدات بمنظمات المجتمع المدني دون الحكومة بسبب عدم إجراء الإصلاحات تمهيد لسيناريو العقوبات المشددة، وحصر المساعدات بالمجتمع المدني عينياً وطبياً وغذائياً في مناطق بعينها بعيدة عن البيئات الداعمة للقوى المناوئة للنشاط الغربي، وفق المصدر.