كازيات دمشق تغرق بالطوابير.. أزمة الوقود تعود إلى سورية

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2021.01.12 - 03:56
Facebook Share
طباعة

 في مشهد باتَ مألوفاً عادت طوابير السيارات للظهور في محافظة دمشق وريفها، ومحافظات أخرى، بعد أن خفّت تلك الطوابير في الأسابيع الماضية. أزمة محروقات جديدة بدأت تظهر بعد إعلان وزارة النفط تخفيض التوريدات إلى محطات الوقود في كل المحافظات نتيجة النقص الحاصل.

وأعلنت الوزارة، في بيان لها أول أمس (الأحد)، تخفيض كميات البنزين الموزعة على المحافظات بنسبة 17% وكميات المازوت بنسبة 24%، مؤكدة أن التخفيض بشكل مؤقت لحين وصول التوريدات الجديدة.

وأرجعت الوزارة سبب التخفيض إلى "تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها إلى القطر بسبب العقوبات والحصار الأمريكي الجائر" متوقعة أن تصل التوريدات النفطية الجديدة في وقتٍ قريب.

في حين، يرى مختصون، أن قرار تخفيض مخصصات محطات الوقود يعود إلى عدم امتلاك الحكومة للقطع الأجنبي لدفع قيمة الناقلات، وليس لعدم إمكانية التعاقد مع الموردين أو العقوبات.

طوابير طويلة

تزدحم الناس وسياراتهم في الطوابير الممتدة على محطات الوقود لساعات طويلة، في محاولة منهم لتعبئة سياراتهم بما تيسّر من الوقود.

أحد سائقي التاكسي قال لـ "وكالة أنباء آسيا" "انتظرت على كازية المزة من الساعة 2 ظهراً إلى التاسعة صباحاً حتى أتى دوري"، ويضيف بأنّ " أزمة المحروقات باتت جزءاً من حياتنا اليومية"، وشهدت كازية المزة أمس ازدحاماً امتد من نهاية المدينة الجامعية وصولاً إلى المحطة، كما غيرها من باقي محطة تعبئة الوقود المتواجدة في دمشق.

وأكد عدد من الناس التقتهم وكالة "آسيا" أنّ الانتظار في الطوابير يمتد لساعات طويلة حتى تأتي المادة، ليبدأ بعدها الانتظار الآخر كي تتم عملية التعبئة، وما يرافق ذلك من محسوبيات ووساطات تخرق الدور وتجعل الناس تنتظر لوقت أطول".

وكانت الطوابير على محطات الوقود، بسبب عدم توفر البنزين، قد تم رصدها قبل إعلان الأحد، بعدة أيام، وفق ما رصدته "آسيا".

سبب الأزمة.. العقوبات؟!

تحصر وزارة النفط أسباب أزمة المحروقات الجديدة، في عامل وحيد، هو العقوبات الغربية، وتحديداً الأمريكية منها، ضمن ما يُعرف بـ "قانون قيصر".

في حين بيّنَ الدكتور في كلية الاقتصاد بجامعة حلب حسن حزوري، أنّ اعتراف وزارة النفط بأن سبب الأزمة نقص التوريدات، أمر جيد، لكن بعد أن فقدت الناس ثقتها بها، ربّما يقولون بأنها مقدمة لرفع الأسعار.

وقال في تصريح خاص لـ "آسيا" بإنّ التخفيض الحاصل في الكميات أكبر من المعلن عنه من قبل وزارة النفط مقارنة بما كان يورد من أسبوع". متسائلاً، هل النسبة المخفضة تقارن بنسبة الطلب عندما لم يكن هناك أزمة؟

ويضيف حزوري، بأن "هناك مشكلة بالتوريدات لكن ما زال السبب غير معروف، سواء كان لجهة عدم توفر السيولة لدى الحكومة، أو لجهة عدم تنفيذ العقود الموقعة مع الروس والإيرانيين".

أما الدكتور زياد عربش عضو المجلس الاستشاري في رئاسة الحكومة، فتوقع أن تستمر أزمة المحروقات لأسبوع في حال وصلت التوريدات، والتي تحتاج أيضاً لما يقارب الثلاثة أيام كي تُفرغ وتوزع على محطات الوقود.

ويقول في تصريح لـ "آسيا" المشكلة الكبيرة تكمن في أن أزمة المحروقات كلما انتهت تعود للظهور مجدداً" مرجعاً ذلك، للفشل في إدارة ملف تأمين المحروقات وتأمين المخزون الاحتياطي.

وختم بالقول: إنّ " الانفراج ليس الأن، وليس فقط في المحروقات، وإنّما في كافة حوامل الطاقة إلا في حال تم تنفيذ الاتفاق الروسي الأخير الذي سيحل المشكلة لفترة محددة ليس أكثر.

أسباب أخرى للأزمة

هجمات تنظيم "داعش" على صهاريج نقل النفط العاملة لصالح "شركة قاطرجي"، والتي تنقل النفط الخام من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية – قسد"، في "شرق الفرات"، إلى مناطق سيطرة الحكومة والتي تشكل نسبة قليلة لا تغطي إلا جزء فقط من الاحتياجات.

وأيضاً الفساد، إذ ذكر موقع محلي، أنّه استطاع الحصول على معلومات حصرية من مصادر مطلعة في وزارة النفط، عن ضبط كمية من المازوت تقدر بآلاف الليترات في أحد المستودعات، لم يتم توزيعها على الصهاريج على الرغم من أن الدفاتر نظامية وتشير إلى توزيع كامل الكميات الموجودة في المستودع.

وأفاد الموقع، أنه لدى التدقيق بالحادثة من قبل الوزارة وتكرارها أكثر من مرة في ذات المستودع، تبين أن القائمين عليه، يقتطعون هذه الكميات على الصهاريج، الذين يقومون بدورهم باقتطاعها من المواطنين، دون أن يعترض أحد من أطراف العملية.

وتزامن إعلان وزارة النفط عن تخفيض مخصصات الوقود مع وصول ناقلتين إيرانيتين إلى خليج السويس، بهدف عبور القناة إلى بانياس، ويحتاج وصولهما بحسب مختصين، إلى بضعة أيام، شرط ألا تحتجزهما مصر أو تؤخر عبورهما.

وعانت سورية قبل نحو شهر من أزمة بنزين وغاز ومازوت، وتحججت الحكومة في بدايتها بالبدء بعمرة مصفاة بانياس، وليطلق وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة وعداً بأن تنتهي الأزمة مع نهاية شهر أيلول وانتهاء عمرة المصفاة خلال 15 يوماً، إلا أنّ الأزمة اشتدت أكثر ولم تنتهِ حتى اليوم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4