التراخي سيد المشهد في الشارع اللبناني.. والالتزام بالإقفال متفاوت!

إعداد - كارلا بيطار

2021.01.09 - 07:36
Facebook Share
طباعة

 يرى مراقبون أن الواقع في لبنان مبكٍ والقادم مفجع بحسب المؤشرات والأرقام، ومن كان يتراءى له في لبنان سيناريو إيطاليا، بات يشاهد أمامه سيناريو لبناني أكثر قسوة وكارثية في بلد لا يقترب من إيطاليا بإمكاناته وقدراته الصحية واللوجستية. 

يتجه المؤشر صعوداً، ويتوالى تسجيل الأرقام القياسية منذ أسبوع وحتى اليوم في عدد الإصابات ونسبة المصابين. 

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الجمعة، تسجيل 5440 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، وهي أعلى حصيلة إصابات يومية في البلاد منذ بدء الجائحة.

وسجلت الوزارة 17 وفاة جديدة بمرض "كوفيد 19"، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 1570، والإصابات إلى 210139 حالة.

ويقول مراقبون: بات ممكناً وصف لبنان بالبلد الموبوء. في الشارع التراخي سيد المشهد والالتزام بالإقفال العام متفاوت بين المدن والقرى، ويتجه نحو الانفلات التام في المناطق الشعبية المكتظة، لاسيما في بيروت وضواحيها.

لا يحقق الإقفال العام الهدف المرجو منه حتى الآن، الإصابات ترتفع بالجملة وأسرة العناية الفائقة تتأمن بالمفرّق في المستشفيات، فيما المختصون يعبرون عن فوات الأوان بالنسبة لقدرة المستشفيات على تلبية جميع الحالات. 

يذكر أن لبنان كان من الدول التي نجحت في احتواء الانتشار وتصدت للموجة الأولى من الفيروس في مطلع العام الماضي، كذلك سجل اللبنانيون نسب التزام مرتفعة بالحجر الصحي مع بداية الجائحة، إلا أن الواقع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلاد، والانهيار المالي الضاغط في البلاد أثر على نسب الالتزام، في حين أن غياب الخطط الحكومية المجدية للتعامل مع الفيروس وعدم تأمين مقومات صمود الناس في منازلها أدى إلى تداعي الإنجاز الذي تباهى به اللبنانيون في السابق. 

" ارتفاع الإصابات هو اتجاه حتمي على لبنان، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، الدكتور إيمان شنقيطي، التي قالت إنه "بحسب خبرتنا في مراقبة الأرقام والنسب لم يبلغ لبنان بعد المرحلة القصوى للتفشي المجتمعي ولم يبلغ المنحنى التصاعدي قمته بعد، و كل ما يجري محاولته اليوم هو تمديد الوقت للوصول إلى تلك الأرقام كي تحافظ المستشفيات على قدرتها في استقبال المرضى ولا ينهار القطاع الصحي في البلاد". 

تؤكد شنقيطي أن فترة السماح التي عاشها اللبنانيون خلال الأعياد التي شهدت تجمعات وزيارات عائلية وعودة مغتربين من السفر، كانت المؤثر الأكبر على الأعداد الحالية، ويلاحظ أن الإصابات هذه المرة مسجلة بنسبة أكبر بين العائلات أكثر من الحالات الفردية. 

وتؤكد ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان "إذا تجهز اللبنانيون على كل الأصعدة الرسمية والشعبية والصحية بالإمكان العودة إلى نتائج أفضل على الواقع الصحي في البلاد، لا نريد أن نعرض الموضوع بشكل ميؤوس منه فهذا يرتد سلبياً في المجتمع، بإمكاننا أن نتابع في أي وقت من الأوقات مواجهة هذه الجائحة ومقاومة ارتفاع الأعداد متى قرر اللبنانيون ذلك والتزموا بالإجراءات، وأقرب مثال على ذلك في الأردن حيث وصلت الأرقام إلى حد تسجيل 4500 و5000 إصابة واستطاعوا أن يعودوا إلى معدل الـ1000 حالة يومياً وما دون في الأسبوع الماضي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9