تختلف وجهات نظر الساسة في لبنان ليس بسبب اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم، بل بسبب اختلاف تحالفاتهم وأجنداتهم ومصالحهم السياسية.
في هذا السياق، دعا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الحريري إلى الاعتذار عن تشكيل هذه الحكومة، مضيفا: أنصح الحريري مرة جديدة "شو بدّك بكلّ هالشغلة"، وليأتوا بمن يشاؤون رئيساً للحكومة، حسان دياب أو فيصل كرامي أو غيرهما.. كان أريحلو وأريحلنا.
الدعوة الجنبلاطية لاقت استهجاناً من أوساط مقربة إلى بعض بيوتات الزعامة السنية التي تصنف نفسها ضمن التيار القومي العربي، معتبرة أن جنبلاط بدعوته تلك يضرب مصلحة لبنان عرض الحائط مقابل إحراج خصومه في المقلب الآخر، وفق رأيهم، وختمت تلك الأوساط بالقول: رغم خلافنا مع الحريرية السياسية، إلا أننا لا نرى بديلاً للرئيس سعد الحريري لهذه المرحلة، لأننا نغلب مصلحة لبنان على كل شيء، كما ندعم الرئيس عون كونه الزعيم الأكثر تأثيراً مسيحياً شأنه شأن الحريري سنياً.
جنبلاط لم يكتفِ بدعوة الحريري للاعتذار، بل قال في سياق آخر: فليأخذ رئيس الحزب الديموقراطي المير طلال أرسلان الحصة الدرزية فلا مانع لديّ"، متسائلاً: "هل يريدون الغاءنا؟ فلنرى إن كانوا يستطيعون ذلك".
وهو ما دفع ببعض الأوساط السياسية الدرزية الأخرى للرد على حديث جنبلاط، والذي اعتبرته تحريضياً وفتنوياً، لا يهدف للشقاق في لينان فحسب بل وداخل طائفة الموحدين ايضاً، بحسب رأيهم.