كتبَ يوسف رزقة: متى يأتي عام فلسطين؟!

2021.01.05 - 09:45
Facebook Share
طباعة

 ودّع سكان الأرض عام ٢٠٢٠م، واستقبلوا عام ٢٠٢١م. استقبلوا العام الجديد بالاحتفالات والألعاب النارية التي تُعبر عن ابتهاجهم وفرحتهم بالعام الجديد. وقد شهد برج خليفة في دبي احتفالات مميزة كالعادة اجتذبت أغنياء ومشاهير الفن والرياضة في العالم. المؤسف أن بعض هذه الاحتفالات تحتوي على مناظر وأعمال تغضب الله لما فيها من معاصٍ وانحرافات.


حين يحتفل العالم ببدء العام الجديد، فإنهم عادة ما يستذكرون الوقائع والأحداث الكبيرة التي كانت في العام المنصرم، حيث ثمة إجماع أو شبه إجماع على أن عام ٢٠٢٠م كان عامًا قاسيًا على البشرية بسبب جائحة كورونا وتراجع الاقتصاد، وهو كذلك عمومًا، ولكنه بالنسبة إلى دولة الاحتلال ليس كذلك، فقد كان عامًا جيدًا لها؛ حيث حصلت فيه دولة الاحتلال على تطبيع علاقاتها مع خمس من الدول العربية، وارتفع فيها الشيقل مقابل الدولار، ووضعت قواتها قدمًا راسخة في مياه الخليج، وتمكنت من إزاحة القضية الفلسطينية من أعلى أجندة العرب إلى أسفلها.


نعم، كان عام ٢٠٢٠م عام كورونا لدول العالم، ولكنه كان (عام إسرائيل) بالنسبة إلى نتنياهو، حتى إنهم نسوا ملف التحقيق معه أمام رحلاتهم المباشرة للمغرب ولدبي، وأمام المشاركة في احتفالات العام الجديد في برج خليفة!


في عام ٢٠٢٠م، عمّق ترامب حصاره لفلسطين، فشطب وجودها الرمزي في واشنطن، وفي القدس، وفي مفاوضات الدولتين، ومنع عنها المساعدات السنوية، وحاصر مؤسسة الأنروا، ودعا إلى إنهاء وجودها، حيث لم يعد في نظره ثمة وجود للاجئين! نعم، كان عامًا قاسيًا على فلسطين، تعاون في بث مصائبه السياسية  في أرضنا قادة (أمريكا والعرب وإسرائيل)، ولم تجد فيه السلطة ما ينجيها من الغرق في مشكلاته!


ما مضى في عام ٢٠٢٠م، صار جزءًا من ذاكرة تراكمية يمكن أن تزودنا بالعبرة إن كنا من ذوي الألباب، وما هو قادم في ٢٠٢١م هو الأهم في نظري، وإذا كنا نحن في فلسطين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي نستقبل العام الجديد بالدعاء وأماني الخير والبركة، فيجدر بفلسطين أن تشرح خطتها في هذه العام، وأن تكشف عن أهدافها وغاياتها، فالعاقل لا يقف عند الاحتفالات، وعند الأدعية، ولكنه يكشف عن ساعد العمل، ويرسم خطًّا صاعدًا للمستقبل، في ضوء تجارب أعوام انصرمت ولم نبلغ فيها غاياتنا الفلسطينية، وقل اعملوا . 


في قراءات أحمد ياسين وبسام جرار ما يفيد أن عام فلسطين على الأبواب، في ٢٠٢٢، أو ٢٠٢٧م، وهي قراءات تبعث فينا الأمل، وتحفز الهمم للعمل، ومن لا يعمل للغاية النبيلة لا ينتفع بهذه القراءات، صدقت أو تخلفت، ومن يعمل بقوة (خذ الكتاب بقوة) يجعل هذه الاستشرافات واقعًا ملموسًا، لذا نودع عامًا ونستقبل عامًا بقولنا: وقل اعملوا.

المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط

 

 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6