في ظل الأزمات.. اتهامات متبادلة بين السياسيين في لبنان

إعداد - روبير عويدات

2020.12.24 - 04:36
Facebook Share
طباعة

 من يتابع تصريحات الزعماء السياسيين في لبنان حول الأزمات التي يعيشها البلد، يظن أن هناك قسم متورط حتى ركبتيه بالفساد والارتهان، وفريق آخر بريء مما تسببت به حكومات متعاقبة على مدى عقود تقاسمت خلالها كل الأحزاب حصصها من الكعكة المسمى لبنان.

المشهد اللبناني حالياً يضم نوعين من القوى السياسية، الأول: منخرط في أزمة التشكيل ومحاولة إيحاد الحلول والتفاوض، والثاني متفرغ لإطلاق النظريات والتغريدات والانتقادات، بحسب ما يراه بعض اللبنانيين.

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غرّد عبر تويتر قائلاً: يبدو أن التعقيدات الداخلية ظاهراً إلى جانب الشروط التعجيزية لبعض الجهات السياسية تحول دون تشكيل الوزارة، وفي انتظار "الاضواء الخضراء" وجب تعزيز امكانات وزارة الصحة كي تتوسع كماً ونوعاً في مواجهة الوباء.

لتأتي بعض الردود من ناشطين وبعض النواب على ما قاله جنبلاط إذ رأى هؤلاء بأن البيك يجلس أمام شاشة الحاسب المحمول بأريحية كاملة وكأنه محصن عن كل الأخطاء التي تسببت بها السلطات المتعاقبة على لبنان، متسائلين: أليس جزءاً رئيسياً منها؟ فيما سأله آخرون عمّا إذا كان مستعداً للتضحية بوزيره في الحكومة الجديدة لصالح جهة أخرى، في إشارة إلى أن جنبلاط قد ضمن وجود وزير درزي محسوب على حزبه في التشكيلة الحكومية، ما أغضب القوى السياسية الدرزية الأخرى.

من جهته، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الانهيار سيكمل وسنمر بأوضاع أكثر صعوبة إذا لم تتغير الاكثرية، والسلطة الحالية لن تتمكن من الاستمرار إلا بصرف الاحتياط الذي لا يُفترض المسّ به لأنه أموال الناس، ولن نسمح بذلك، والوضع سيتدهور أكثر وستزيد عذابات اللبنانيين، حتى لو تشكّلت حكومة، طالما أن القرار لا يزال مكانه، متسائلاً: لماذا سنتواصل مع رئيس الجمهورية والكتل السياسية في موضوع الحكومة وغيره طالما أن النتيجة معروفة؟.

الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة مكشوفة من جعجع لإثارة المشاكل، من بعيد، والتظاهر بأن القوات ضيف سياسي على الساحة اللبنانية، لا قوة مسيحية وازنة لها ما لها وعليها ما عليها، وفق رأيهم.

فيما قال صحفي كان مقرباً من إحدى القوى الوازنة في 14 آذار :للأسف كنت أعتقد أن مشكلتنا مع الآخر في لبنان، لكن تبين أن مشكلتنا مع أنفسنا داخل الحزب وداخل المنطقة الواحدة أيضاً.

ويضيف الصحفي الذي ابتعد عن قوى 14 آذار، قائلاً: لا توجد قوة سياسية في لبنان ليست مرتبطة بالخارج وتتلقى دعماً وأموالاً، و أكاد أجزم بأن الغالبية الساحقة من القوى السياسية أنتجت أثرياء السياسة الذين كدسوا مليارات الدولارات حتى وصلنا إلى وضع بات فيه احتياطي لبنان من القطع الأجنبي في خطر.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9