بعد مضي مدة من التشنج والمراوحة في المكان، عاد الأمل إلى العروق في الأروقة السياسية بعد حديث عن قرب إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية.
هذا الموقف تم مقابلته من بعبدا بمثل التفاؤل والترحيب والتطمين، ما يشيع أجواءاً إيجابية لدى الكثير من الأوساط السياسية، إذ أشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار إلى أن الأجواء الإيجابية التي أشاعها الحريري أثناء مغادرته قصر بعبدا، وإعلانه عند لقاء آخر مع عون، أمر يبشّر بالخير، على أن لا تعود الأمور وتتعرقل كما كان يحصل بُعيد الإجتماعات السابقة.
ورغم هذا المناخ الإيجابي، الذي أفرح الكثير من اللبنانيين، إلا أن بعض الجهات لا تزال متشائمة، فيما يذهب آخرون لترويج تحليلاتهم بغض النظر عن واقعيتها من عدمه، وقال الكاتب خالد ممتاز أن إحدى القوى الكبرى في 8 آذار هي من أكثر المتحمسين لحكومة الحريري كما انها مارست ضغوط في عدة اتجاهات كي تتشكل، وقد أرادت هذه القوة أن تتشكل البارحة خلال لقاء الحريري ـ عون ، ويضيف هذا الكاتب بالقول: أن هذه القوة السياسية الكبرى ترفض حكومة المستقلين التي تخرج لبنان من تحت سيطرتها و تلغي نتائج الانتخابات التي أعطتها الغلبة في مجلس النواب، وفق ادعائه.
في حين سرّب آخرون الاتفاق حول صيفة الثلاث ستات إلى جانب الوزير الملك الذي سيتولى وزارة الداخلية، حيث أن الأخير سيكون مسيحياً يسميه الرئيس الحريري، وهو ما يذكر بحكومة الحريري في العام 2010 والتي كان فيها وزير ملك ايضاً وانتهت إلى تنفيذ انقلاب عليه وعلى حكومته.
فيما رد مصدر مقرب من تلك القوة السياسية الوازنة بالقول لـ "وكالة أنباء آسيا": لقد اخترنا مع هذه النماذج ، فلقد زعموا قبل مدة أن هذه القوة الوازنة في 8 آذار هي من تعرقل تشكيل الحكومة ثم يأتوا اليوم ليقولوا بأنها ضغطت على التيار الحر على اعتباره حليفها من أجل تشكيل حكومة يرأسها الحريري، إنهم مجرد أصوات نشاز تريد للوضع أن يزداد سوءاً، بحسب رأيه.
مصادر أخرى محسوبة على قوى 14 آذار، رأت أن تدخل بكركي عبر غبطة البطرك مار بشارة بطرس الراعي، ومن قبلها التشديد الفرنسي على ضرورة خروج الحكومة أدى على ما يبدو لضخ هذا النوع من المرونة، وتوقعت تلك المصادر أن تخرج الحكومة العتيدة إلى النور قبل نهاية العام.