منذ زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري لبكركي ولقائه بالبطرك مار بشارة بطرس الراعي لاطلاعه على عقد التأليف الحكومي، ثم زيارة البطرك لبعبدا ولقائه برئيس الجمهورية ميشال عون، لم يتوقف الحديث عن دور وساطة كبير تقوم به الكنيسة المارونية من أجل حل عقد الحكومة المنتظرة.
النقاش بين عون والحريري سيبدأ من حيث توقف، إذ سيتم الأخذ بالاعتبار وجهة نظر الرئيس عون حول صلاحيات الرئاسة الأولى ورمزيتها للمسحيين، من دون مس بالمعادلة التي يتمسك بها الحريري وهي قاعدة 6 مكرر، أي أن لا يكون الثلث المعطل ملكاً لأحد من القوى السياسية.
وهو ما كان قد أكده الرئيس عون فعلاً خلال لقائه بالبطرك، إذ قال بأنه لا يريد الثلث المعطل وأن الخلاف ليس حول هذ الثلث أساساً.
وفي المعلومات المتداولة أنه سيتم البحث في تبديل حقيبتين وزاريتين أو ثلاث على الأكثر، لجهة إعادة النظر في الأسماء المقترحة لها، وهما بالتحديد وزارتي العدل والداخلية أو أي منهما، والتي يمكن أن تشكّل حلاً للعقدة القائمة.
من جهته قال الوزير السابق سجعان قزي إن ما يقوم به البطريرك الراعي في الملف الحكومي جهود وليست وساطة، كاشفاً أن هناك لقاء غداً الثلاثاء بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا لوضع النقاط على الحروف في الملف الحكومي.
وسط هذا المشهد ينقسم اللبنانيون حول الوساطة التي يقوم بها البطرك الراعي، فالبعض ينتقده ويقارن بينه وبين البطرك الراحل صفير، والبعض الآخر يعتبر أن البطرك قد تأخر في التدخل من أجل التوسط في حل عقدة تشكيل الحكومة، كما ازداد السجال حدةً بين أفرقاء لبنانيين محسوبين على بعض القوى، إذ رأى البعض أن زيارة الوزير جبران باسيل للبطرك كانت بمثابة محاولة عرقلة الحل، وفق رأيهم، ليبقى السؤال الأهم لدى الشريحة الأوسع من اللبنانيين، هل سيلعب البطرك الراعي دور سانتاكلوز ويقدم هدية العيد للبنانيين عبر الإعلان عن تشكيل الحكومة بعد وساطته؟.