عين عيسى.. بين مخاوف الهجوم المسلح والحوار المتعثر

نضال الفارس - وكالة أنباء آسيا

2020.12.19 - 04:44
Facebook Share
طباعة

تشهد المنطقة الواقعة إلى الشمال من بلدة "عين عيسى"، بريف الرقة، اشتباكات متواصلة منذ ثلاثة أيام بين "قوات سورية الديمقراطية"، من جهة، والفصائل الموالية للقوات التركية من جهة أخرى، وفيما تؤكد مصادر ميدانية كردية عدم خسارتها لأي نقطة، تشير المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا" إلى أن "المعركة لن تستمر طويلاً".


سيطرة.. عبر فيسبوك

نشرت الفصائل المسلحة تسجيلات فيديو يظهر فيها مجموعة من العناصر يعلنون السيطرة على أكثر من قرية شمال بلدة "عين عيسى"، إلا أن الواقع بعكس ذلك، فعلى الرغم من القصف العنيف على قرية "جنهل"، والتي قضى فيها مدنيان اثنان بانهيار منزليهما بعد تعرضه لقذيفة مدفعية ثقيلة، إلا أن "قسد"، لم تتسحب منها، كما تقول مصادر ميدانية كردية لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن المسلحين لم يقتربوا من قرية "تينة المجرد"، ولا من "استراحة النخيل"، والانسحاب المؤقت الوحيد الذي نفذته "قسد"، كان من قرية "المشيرفة"، واستمر لثلاث ساعات من صباح يوم أمس، الجمعة، قبل أن تعود مجموعاتها لشن هجوم معاكس وتستعيد السيطرة على القرية.


وفيما تتعرض منذ صباح اليوم، السبت، قرى "معلك - صيدا - هوشان - عيت عيسى"، لقصف من الفصائل التابعة للجيش التركي دون ورود أنباء عن خسائر بشرية حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فإن حركة النقل البري عبر الطريق "M4"، عادت لطبيعتها منذ يوم أمس، الأمر الذي يؤكد تأمين محيط الطريق من قبل "قوات سورية الديمقراطية".


التحشيد ونقل التعزيزات من قبل طرفي الصراع هو السمة العامة لما يجري حالياً، وسط توتر حاد بين المدنيين خشية من تعرض المنطقة لهجوم تركي واسع يجبرهم على النزوح في ظروف مناخية صعبة نتيجة لانخفاض درجات الحرارة وموسم الأمطار وتشكل السيول في المنطقة.


حوار.. والروس "يتفرجون"

على الرغم من تأكيد المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية"، غبرائيل كينو خلال حديثه لـ "وكالة أنباء آسيا"، وجود حوار مع الجانبين السوري والروسي حول بلدة "عين عيسى"، إلا أنه رفض الكشف عن تفاصيل الحوار ونقاط الاختلاف او التوافق فيه، مؤكداً أن النتيجة ستكون لمصلحة السكان في جزء حيوي من الشمال السوري، إلا أنه أكد أيضاً أن "قسد"، أن تنسحب من "عين عيسى"، بشكل كامل نهائياً.


خلال عمليات الأمس سقطت أكثر من قذيفة هاون بالقرب من إحدى نقاط المراقبة الروسية في بلدة "عين عيسى"، وبرغم أن "الشرطة العسكرية الروسية"، أنشأت نقاط مراقبة جديدة خلال الأيام الماضية في عين عيسى وبئر حسن، إلا أن قادة ميدانيون من "قسد"، قالوا لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن الروس يكتفون بالمراقبة دون أي تدخل لوقف القصف الذي تتعرض له القرى المدنية، وخلال الهجوم الذي شنته الفصائل التركية على الأطراف الشمالية للبلدة، كان عدداً من الجنود الروس يبحثون عن محال للتسوق داخل البلدة.


القوات السورية عززت نقاطها خلال اليومين الماضيين، وبنتيجة لكون الفصائل والقوات التركية تتجنب استهداف أي نقطة سورية في المنطقة، فقد رفعت "قسد"، العلم الروسي فوق نقاطها، ويشير أحد قادة قسد لاحتمال "التشارك"، في النقاط الواقعة على خطوط التماس مع الجيش السوري لحماية المنطقة.


أهمية عين عيسى

تعد البلدة نقطة ربط حيوي بين مجموعة من الطرق التي تتقاطع مع الطريق الدولية  M4 ، واذا ما سيطر عليها الأتراك، فإن مدينة "عين عرب"، ستصبح محاصرة بشكل كامل، فيما ستعزل مدينة "منبج"، عن بقية المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، إضافة لتوقف الحركة التجارية عبر الطريق M4  بشكل نهائي.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7