ماذا عن المساعدات في ظل الحكومة اللبنانية المقبلة؟
إعداد - أحمد درويش
ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر الإعلان عن حكومتهم العتيدة برئاسة سعد الحريري، علّها تقدم شيئاً لم تقدمه الحكومات السابقة المتعاقبة في ظل وضع مأزوم اقتصادياً وأمنياً ومالياً ومعيشياً.
لقد فرضت الولايات المتحدة عقوباتها على شخصيات لبنانية سياسية، وهي تلوّح بفرض عقوبات أخرى على شخصيات جديدة، وشرطها عدم إشراك قوة سياسية وازنة في مشهد الحكم.
ففي مأدبة عشاء قبل شهرين وتحديداً في العاصمة باريس ضمت عدداً من السفراء الأوروبيين، أوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للحاضرين أن بلاده ستفرض المزيد من الإجراءات إذا كانت تلك القوة السياسية اللبنانية الوازنة جزءاً من الحكومة.
هذا التحذير ليس بتلويح فارغ من بومبيو، إذ بدون دعم وموافقة واشنطن لن تمنح المنظمات الدولية والجهات المانحة لبنان الأموال التي يحتاجها للخروج من أزمة مالية يقول البنك الدولي إنها ستشهد على الأرجح سقوط أكثر من نصف السكان في براثن الفقر بحلول عام 2021.
حول ذلك يقول مصدر سياسي مقرب من قوى 8 آذار التي تضم تلك القوة السياسية الوازنة الموضوع عليها فيتو أمريكي : كلام بومبيو ليس عبثياً، صحيح أن الرجل في إدارة دونالد ترامب والأخير يعيش أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، لكن على ما يبدو فإن نهج الحكم وثوابت الولايات المتحدة لن تتغير.
ويضيف المصدر قائلاً: إن مشاركة تلك القوة اللبنانية في الحكومة الاستثنائية أو المشهد السياسي يغضب واشنطن، التي تريد حسم الملف النووي مع طهران، ورؤية تسوية معقولة بالنسبة لها فيما يخص الملف السوري، وهو ما سيجعل الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يتريث في مسألة الملف اللبناني ومشاركة تلك القوة في المشهد السياسي.
المصدر ختم بالقول: صحيح أن استراتيجيات جو بايدن مختلفة كلياً عن دونالد ترامب، لأن المنطقة لا تحتمل المزيد من الضغط والتصعيد، لكن مسألة العقوبات لن تتوقف بل ستستمر بقوة في لبنان، وهذا سيؤثر بدوره على الحياة السياسية.
لذلك فإن المساعدات ستكون محددة بالنسبة للبنان، وليست كعصا سحرية تنتشل البلاد من مآزقه، طالما أن واشنطن لم تقرر بعد المضي قدماً مع باريس في حلحلة الوضع اللبناني، بحسب رأي البعض.
