كتبَ شريف عبدالباقي: الرقمنة.. فرصة لخريجي الإعلام

2020.12.18 - 07:33
Facebook Share
طباعة

بعد النمو الهائل لأعداد مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى فى العالم، ووصول مستخدميها إلى مليارات من سكان الكرة الأرضية، أصبح التوسع الكبير فى افتتاح كليات للإعلام بالجامعات المصرية أمامه تحد جديد لسد العجز الهائل فى الاحتياج لخريجين وإخصائيين و خبراء إعلام رقمى ، الأمر الذى تغيرت معه نظم راسخة ومستقرة فى كل المهن والأفكار، وفى القلب منها الإعلام بمختلف تخصصاته وألوانه، الذى تأثر بشكل مباشر، فأصبح المتلقي سابقًا كاتبًا وناقلًا للخبر، بل أصبح صانعًا له، وقد يؤدي كافة مراحل الخبر والمنتج الإعلامى، وتنقل عنه وكالات الأنباء العالمية والمحلية؛ ليتصدر عناوين الأخبار فى الفضائيات والإذاعات والصحف الأكثر انتشارًا.

 ومع تغير أنماط متلقي الرسالة الإعلامية، وسهولة الوصول لهم من جانب أصحاب المهن والمؤسسات المختلفة، بالإضافة إلى الحكومات، أصبح هناك طلب متنام على أصحاب الخبرات فى التعامل مع الأدوات الحديثة لهذا الانفجار المعلوماتى وشبكاته الاجتماعية..
 

فإن الزيادة الرهيبة والتجارب المريرة لبعض الجهات نتيجة أخطاء هنا أو هناك، جعلت الطلب على المتخصصين، الذين لديهم الخبرة العلمية والعملية الموثوق بها كبيرًا جدًا، فهناك أندية رياضية ومؤسسات اجتماعية تمتلك إدارات للتعامل مع الشبكات للوصول لجمهورها، وهى وظائف جديدة لم تكن موجودة فى الشكل التقليدى للإعلام، لذلك تم إنشاء شركات ووكالات للتعامل مع الجهات التى تطلب هذه الخدمة بنظام التعهيد للقيام بـ إدارة الصفحات أو بحملات مؤقتة للترويج أو الرد على حملات مضادة.


ومن هنا أصبحت فرص العمل أمام خريجى الإعلام متزايدة شرط الدراسة المتخصصة للفنون والأدوات الجديدة للإعلام الافتراضى؛ ليتميز فى أدائه عن الإعلامى الذى يعمل فى هذه المهنة الجديدة بالخبرة فقط.


وبالفعل شرعت بعض كليات الإعلام فى إنشاء أقسام للإعلام الافتراضى ومهاراته لتخريج إعلاميين متخصصين لسد الفجوة الكبيرة فى هذا المجال الذى يعيد للإعلام بريقه.


بات الأمر واضحًا فى هذا الأمر، فعندما انتشرت شركات المياه مثلا، اعتقد الجميع انتهاء دور السقا التقليدى، إلا أنها أوجدت مئات الآلاف من العاملين فى مهنة السقا، فلم يعد هناك فرد يحمل على كتفيه المياه إلى المنازل والمحلات؛ بل آلاف من المهندسين لبناء الشبكات وتنقية المياه ونقلها وصيانتها وإصدار الفواتير والتحصيل، مع تنامى أفكار جديدة كالمياه المعبأة التى يزيد سعر الواحدة منها على سعر متر المياه بعد ظهور التطور الذى شهدته مهنة السقا.


وفى اعتقادي أن منصات السوشيال ميديا أصبحت عالمًا جديدًا للإبداع وفنون الإعلام المختلفة، وليس حجر عثرة أمام الخريجين من كليات الإعلام، حيث إن إجمالى عدد المستخدمين المصريين الذين يمكن الترويج لهم بفاعلية على الفيسبوك 39 مليون مستخدم 64% منهم من الذكور، و إنستاجرام 11 مليون مستخدم 42% منهم من الإناث، وسناب شات 3.03 مليون مستخدم 73% منهم من الإناث، ولينكد إن 3.05 مليون مستخدم 71% منهم من الذكور.


وهذه التحولات الملموسة أمامنا تؤكد أن التكنولوجيا الرقمية إذا كانت تساهم فى انتهاء بعض الوظائف بشكلها التقليدى فهى بالفعل تنتج وتقدم أضعافًا مضاعفة من الوظائف والأعمال الجديدة فى المجال نفسه.

المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط


Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5