الحرب الناعمة ضد لبنان: النظرية والاستراتيجيات

إعداد - كميل عريبي

2020.12.17 - 05:59
Facebook Share
طباعة

"دعوا البلد ينهار حتى نعيد بناءه"، عنوان عريض يختصر استراتيجية جديدة تتبعها قوى غربية، لإعادة هندسة البيت اللبناني، لا سيما مع وضع بعض القوى على لائحة الإرهاب، والطلب بإبعادها عن المشهد السياسي في الحكومة والبرلمان، وفرض عقوبات على أحزاب حليفة معها.
ليست الحرب أو العمليات العسكرية المحددة والدقيقة، مفيدة بالنسبة للوضع اللبناني حالياً، لأن أي عمل من هذا النوع قد تكون له منعكسات أولاً داخليةً بين المكونات اللبنانية، لاسيما في ظل الأزمات الحالية التي يعيشاه لبنان وشعبه سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً، أو إقليمياً خصوصاً لجهة الكيان الإسرائيلي.
زرع الفوضى واعتماد الـ ngosواستغلال حاجات الناس معيشياً، هي أقوى الأسلحة حالياً، تُفرض العقوبات في يد وتُعط مساعدات مشروطة باليد الأخرى، هذا تكتيك بات يُتبع بشكل واضح حالياً في لبنان، وفق رأي بعض الخبراء.
ترنح مؤسسات الدولة، وانتشار الفوضى، وتزعزع الأمن، والأهم تحويل الشارع إلى قنبلة موقوتة تقوم في الأساس على استفزاز الناس وجذبهم نحو غرائز بقائهم للحياة اليومية، تظاهرات هنا وهناك، واقتحام مطاعم يتواجد بها سياسيون ونواب ووزراء والتعرض لهم، تزايد النشاط الاستخباري الإقليمي والدولي على أرض لبنان كل ذلك ينذر بسيناريو جديد.
العقوبات على فريق لبناني، والتلويح بفرض حزمة جديدة على بعض الشخصيات السياسية، ليست سوى الخطوة التمهيدية، وفي هذا السياق تعتبر مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع أن الفترة الممتدة من السادس من كانون الثاني الى العشرين منه ستكون فترة فرض العقوبات الأكثر قساوة، و التي ستطال عددًا من اللبنانيين تحت قانون ماغنيتسكي، من هذا المنطلق تتابع المصادر: يظهر جلياً محاولات البعض في التودد الى الأمريكيين قبل حلول هذا التاريخ عسى وعلّ.
أيضاً هناك عمل على خلق فجوة بين بعض القوى السياسية المسيحية وبكركي، بحيث يوضع مسيحيو لبنان أمام خيارين إما بكركي أو مرجعيتهم وحزبهم، ما يؤدي إلى انقسام داخل البيت المسيحي اللبناني المنقسم أساساً.
على صعيد آخر، يربط البعض بين المتغيرات الإقليمية عربياً، لاسيما التطبيع، وبين الوضع اللبناني، ففي السابق لم تكن هناك دول عربية تطبع مع تل أبيب كما هو الحال حالياً، ولبنان لن يكون بعيداً عن مؤثرات ذلك التطبيع، لجهة وجود مصالح مشتركة بين تلك الأطراف في لبنان ووجود قوى لبنانية مرتبطة بدولة إقليمية أخرى يصنفها الجميع على أنها خطر عليهم.
إذاً فإن زيادة الفتن والخلافات حتى داخل البيت المسيحي، وفرض المزيد من العقوبات، وفي ذات الوقت المساعدات المشروطة، مع تكثيف نشاط المنظمات غير الحكومية، إلى جانب تزايد الفقر والتدهور الاقتصادي، كل ذلك يُعتبر أدوات للحرب الناعمة التي على ما يبدو هي أفضل بكثير من شن حرب تقليدية شبيهة بـ 2006 وأقل تكلفة بكثير، بل ونتائجها أكثر ضماناً وربحاً.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4