الزعماء اللبنانيون بين الترقّب والتعطيل
إعداد - كميل عريبي
اعتاد اللبنانيون على مدى عقود أن يكون كل زعماء الأحزاب والطوائف مسؤولين عن أية أزمة أو حل في البلاد، لكن ما يحدث حالياً في لبنان يختلف كلياً عما سبق، إذ يرى البعض أن هناك طرفان يتحملان مسؤولية التعطيل، هما حزب المستقبل والتيار الوطني الحر ممثلين بالرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون.
والخلافات واضحة بين هذين المرجعين السياسيين (الحريري وعون)، فالأول يريد حكومة غير حزبية بعيدة عن محاصصة الأحزاب، والثاني لا يريد أن يتم الاستئثار بالأسماء المسيحية، كون موقعه سياسي برمزية مسيحية.
وفي ظل التراشق السياسي والإعلامي بين هذين الفريقين، يبرز زعماء آخرون وهم في موقف المترقب الذي تشوب مخيلته نطرة سوداوية.
رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري يرى بأن الوضع ليس مريحاً على الاطلاق، إذ تم الدخول في النفق ولا تتضح طريقة الخروج منه، ويقول بري: لقد أصبحنا في حال يرثى لها، والوضع الحكومي مسدود بالكامل، امّا لماذا هذا الانسداد؟ فبالتأكيد إن الجواب هو لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وإن شاء الله يتمكّن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أن يفعل شيئاً في زيارته المقبلة، وما علينا سوى أن ننتظر.
بدوره رأى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أن البلد على شفير الهاوية والرئيس الفرنسي طلب الإصلاح وقال سيفتح لنا الأبواب مع صندوق النقد والتيار الوطني الحر وهو السلطة ولم نرَ لديه ملامح رغبة في الإصلاح، مشيراً إلى أنه علاقته بالرئيس سعد الحريري "فاترة".
فيما كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أكثر تحديداً في موقفه إذ حمل العهد المسؤولية على التعطيل، قائلاً: ليس هناك أي أمل يُرتجى لإنقاذ البلد في ظل الأكثرية الحاكمة لأنّ هذه الأكثرية عاجزة عن التأليف ولا تستطيع تشكيل حكومة مهمة إصلاحية بعيداً عن ذهنية المحاصصة.
وفقاً للمواقف السابقة، يتضح بأن زعماء كل من حركة أمل والتقدمي الاشتراكي والقوات هم مراقبون وليسوا مسؤولين عن أي تعطيل أو أزمة سياسية، لتصب كل المسؤولية عند الرئيسين عون والحريري بحسب تقديرات البعض.
لكن لا يخلو الأمر من تحميل بعض القوى المسؤولية لأحد الطرفين أكثر من غيره، وفقاً لتاريخ العلاقات بين تلك القوى وبين الأقرب لها سواءً أكان المستقبل أم التيار الحر، لكن هذا الانقسام لا يعدو كونه زوبعةً في فنجان إذا ما قورن بالخلاف بين الرئيسين الحريري وعون على لائحة التوزير.
