رمزية المناصب في لبنان.. هل هي نواة تعطيل التشكيلة الحكومية
إعداد - روبير عويدات
يذهب بعض الساسة والمحللين في لبنان إلى اعتبار أن ما يقف وراء تعطيل تشكيل الحكومة المرتقبة أكثر من مجرد تمنيات بعبدا بالحصول على الثلث المعطل أو تفرد الرئيس المكلف سعد الحريري بتسمية حكومة استثنائية وفرض لائحة وزارية لتوقيعها من قبل رئيس الجمهورية.
ويرى هؤلاء بأن الخلاف يعود إلى رمزية كل من المنصبين، إذ يعتبر رئيس الجمهورية وزعيم التيار الحر الرئيس ميشال عون أنه السلطة السياسية الأعلى للمسيحيين في البلاد، وهو بتمسكه بالثلث المعطل يحمي حقوق المسيحيين.
فيما يرى الرئيس سعد الحريري والمقربون منه أنه ليس من حق الرئاسة الأولى فرض التشكيلة الوزارية، او الإصرار على نظام المحاصصة الحزبية في ظل مشهد يحتاج إلى حل التكنوقراط والتخصص.
أولى تلك المواقف التي تبين جوهر الخلاف وحقيقته أتت من قبل رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة والذي قال إن "هناك من يقصد تحويل النظام الديمقراطي في لبنان إلى نظام رئاسي" وفق رأيه.
بينما تعتقد أوساط سياسية متابعة لملف التشكيلات والسجال العوني ـ الحريري أن ما يجري هو استهداف لميثاق الطائف الذي لم يعد قابلاً للتطبيق حالياً، ويؤكدون بأن الطائف هو المستهدف، وأن الغاية هي الوصول إلى نظام سياسي جديد بحكم الأمر الواقع في العهد الحالي، بحسب وجهة نظرهم.
كما تطرح أوساط سياسية أخرى سؤالاً هو الأول من نوعه، ويقول السؤال "هل فعلاً ثمة من يحاول تعديل النظام القائم وتوازناته، لصالح تكبير الدور الماروني، على حساب السني؟".
وفي السياق، قد يعكس موقف تيار المستقبل مؤخراً حقيقة ما يجري، إذ اعتبرت كتلة المستقبل النيابية أن هناك خطة لن تسمح بتمريرها، لا عبر القضاء ولا عبر سواه، لاستهداف موقع رئاسة الحكومة، وأضافت الكتلة أن طهناك خطة انتقامية من اتفاق الطائف تستحضر الأدبيات الانقلابية في آخر الثمانينات، لفرضها على الحياة السياسية والوطنية ، وكذلك مخطط لاحتواء وعزل الموقع الأول للطائفة السنية في لبنان، سواء من خلال التهويل على رئيس الحكومة والادعاء عليه في قضية المرفأ، أو من خلال التهويل على المرجعيات السياسية التي تَولّت رئاسة الحكومة خلال السنوات العشر الماضية، وإيداع مجلس النواب كتاباً يدرج رؤساء الحكومات السابقين في لائحة المسؤولية عن انفجار المرفأ.
