لبنان والتهديدات الأمنية: تدابير "سياسية" استباقية
إعداد - روبير عويدات
على وقع التوتر والفراغ الذي يعيشه لبنان، مع التردي الاقتصادي والمفاعيل المعيشية السيئة التي يعيشها اللبنانيون، يتم الحديث بشكل تصاعدي عن تهديدات أمنية محتملة بالتزامن مع فترة الأعياد وقرب نهاية العام الحالي.
عدة مؤشرات تعكس الواقع الأمني في هذا البلد، ففي آخر الأنباء والمعلومات أن قوةً تابعة للكوماندوس الإسرائيلي كانت متواجدة عند شاطئ الجية، في مهمة رصد واستطلاع، وقبل ذلك بمدة كان هناك تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي فوق مناطق مختلفة من لبنان.
وبحسب مصادر مقربة من قوى 8 آذار فإن هذا النشاط الإسرائيلي عادةً ما يكون تمهيداً لتنفيذ عملية تخريبية ما، سواءً أكان المستهدف شخصية سياسية أو دينية أو حتى منشأة.
في سياق متصل، كان عدد من الزعماء والسياسيين اللبنانيين قد تلقوا تحذيرات من الأجهزة الأمنية بإمكانية تنفيذ استخبارات خارجية -وعلى رأسها الموساد- عمليات اغتيال او تخريب، ما دفع بالعديد من هؤلاء لاتخاذ احتياطات أمنية في ظل الواقع الحالي.
عدد من وسائل الإعلام اللبنانية، أفادت بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب غادر مقر إقامته داخل السرايا الحكومية، وانتقل الى السكن في بيته منذ أيام تخوفاً من استهداف أمني.
فيما كان النائب آلان عون قد أوضح في حديث لإحدى الصحف العربية أنه يأخذ الحدّ الأدنى من الإحتياطات الأمنية في كل الظروف بمعزل عن الأخبار الموسمية عن تهديدات وغيره، ولكن لا يخفي أن هناك خطراً على كل شخص يتعاطى الشأن العام في بلد كلبنان شهد هذا الكمّ من الاغتيالات والعنف كجزء من الحياة والأدوات السياسية.
في خضم ذلك قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي، انّه دعا مجلس الأمن المركزي الى الاجتماع غداً للبحث في الإجراءات الأمنية التي ستُتخذ خلال فترة الأعياد، موضحاً انّه كان قد طلب من رؤساء الأجهزة شفوياً تفعيل الإجراءات الاحترازية، وستتمّ غداً مناقشة الخطط المقترحة، وسبل تعزيز التنسيق العملاني بين الأجهزة المختصة، لرفع منسوب اليقظة والجهوزية إلى أقصى الحدود الممكنة.
وأشار فهمي إلى انّه لا توجد لديه معلومات أو معطيات متقاطعة حول وجود استعدادات لدى خلايا نائمة أو ذئاب منفردة لاستهداف كنائس أو أهداف أخرى باعتداءات إرهابية عشية الأعياد، منوهاً بالقول "لكن مسؤولياتنا تفرض علينا اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية واستباقية
