ما وراء نشاط مراكز الأبحاث والاستبيانات في لبنان؟

إعداد - سيمار خوري

2020.12.14 - 06:10
Facebook Share
طباعة

 مع الأزمات المتكدسة التي يعيشها لبنان وشعبه، تنشط مراكز البحوث والاستبيانات والإحصاءات لمعرفة المزاج العام اللبناني، حول نوع الحكم الذي يرغبونه، إضافةً لدراسات تتناول حدود خط الفقر للعائلات اللبنانية.

حول هذه الظاهرة يقول مصدر أمني خاص لـ وكالة أنباء آسيا: عندما تنشط مراكز البحوث والدراسات والاستبيانات في بلد ما فاعلموا أن شيئاً ما يُحضر لهذا البلد، لا سيما وأن تلك المراكز مرتبطة بغالبيتها بأجهزة الاستخبارات.
ويضيف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: هناك نوعان من أجهزة الاستخبارات في العالم، الأول هو هجومي وهذا النوع تمتلكه الدول العظمى والقوية وهدفه التوسع والتأثير السياسي في مناطق من المعمورة، ومظاهره إثارة ثورات وقلاقل أمنية أو فتن، تغيير أشكال الحكم في بلدان ما .. الخ والنوع الآخر هو الاستخبارات الدفاعية وهي التي لا تمتلك مقدرات مالية كبيرة أو تكون تابعة لدول تُصنف على أنها من دول العالم الثالث حتى ولو كانت ثرية.
وما يجري حالياً هو "تمهيد للعديد من أجهزة الاستخبارات الغربية بالتحديد من أجل تغيير المشهد اللبناني في المستقبل، سواءً لجهة طبيعة التركيبة أو الحكم، وتستغل تلك المراكز حاجة اللبنانيين وحياتهم الصعبة معيشياً، ما سيفتح الباب أيضاً لعمليات التجنيد وزرع العملاء". وفق رأيه.
في هذا السياق أجرت مؤسسة الباروميتر العربي، وهي مؤسسة أمريكية متخصصة بالبلدان العربية، أظهرت خلالها الهوة الهائلة بين الشارع والسلطة اللبنانية، ذلك انّ 41% من اللبنانيين يريدون تحقيقاً دولياً حول انفجار مرفأ بيروت ويتوزّع هؤلاء طائفياً على الشكل الآتي: 50% مسيحيين، 49% سنة، 45% دروز و21% شيعة.
امّا النظام المفضّل للحكم، فكان الاختيار للنظام المدني او العلماني بنسبة 56% موزّعين على: 72% مسيحيين، 57% دروز، 46% سنة و41% شيعة.
فيما حاز النظام الفدرالي الطائفي على 23% فقط. كما اعتبر 67% من اللبنانيين أنّ الاهمال والفساد هما السببان في انفجار مرفأ بيروت، والأهم أنّ اولوية مطالب اللبنانيين هي توفير شبكة أمان اجتماعي لهم وبنسبة 37%، وتَبع ذلك الذين طالبوا بإصلاحات مصرفية ومالية وبنسبة 32%.
كذلك فقد انبرى البنك الدولي لدراسة مستوى خط الفقر في لبنان، وما تحتاجه الأسرة على مدى شهر لكفاية نفسها غذائياً.
يقول مصدر مقرب من الكتائب اللبنانية: للأسف في كل ما جرى استطلاعه، لم يتم سؤال اللبنانيين حول نظام الطائف وتغييره أو نسفه، أهو نص مقدس نزل من السماء لا يبقل المس؟ لقد بيّن الاستطلاع أن المسيحيين هم الأكثر تقبلاً لدولة مدنية علمانية بعيدةً عن المحاصصة الطائفية، فهل يقبل الآخرون ذلك؟.
فيما يردّ آخرون بالقول: إن ما يهم اللبنانيين حالياً هو المعيشة، إذ لم يعد يهمهم صوت الزعيم بقدر صوت الأمعاء الخاوية، لقد آن الأوان لمنظومة حكم جديدة، وطالما أن الأحزاب التقليدية مسيطرة على زمام الحكم ، فإننا لن نشهد لبنان مدنياً بمفهوم الدولة، وإنما فقط مدني من خلال تلفريك والفنادق والمقاهي وبرامج الشو الترفيهية فقط، بحسب قولهم.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5