سجال بارد بين بيت الوسط وبعبدا.. والحكومة مجهولة المصير

إعداد - روبير عويدات

2020.12.12 - 06:46
Facebook Share
طباعة

 سجال بارد يندلع حالياً بين بيت الوسط وبعبدا، و المتبادلون للتهم هم مصادر خاصة عن كل طرف دون الإفصاح عن شخصياتها، مع التزام كل من الحريري وعون السكوت وعدم إبداء أية تصريحات أو ردات فعل تقود للتأزم.
فريق بيت الوسط يعتقد بأن الكرة في ملعب عون، وأن الأخير متمسك بالحصول على الثلث المعطل من أجل صهره جبران باسيل، لذلك فهو يتعمد إشراك شخصيات سياسية حزبية في الحكومة، لأن حكومة تكنوقراط غير حزبية لن توفر هذا الثلث، في حين يرد مقربون من بعبدا بأن الحريري استأثر بالتشكيلة الحكومية ويريد من الرئيس التوقيع عليها دون مراجعتها، وكأنها أمر واقع، وهذا ما يرفضه مقام رئاسة الجمهورية بحسب وجهة نظرهم.
مصادر سياسية واسعة الاطلاع، ذكرت بأن عون يتوخى من خلال تقدمه بطرح متكامل لإعادة توزيع الحقائب، الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، وإلا فلماذا يصر على أن تتمثل الأحزاب والتيارات السياسية فيها؟ خصوصاً أنه أرفق طلبه بتوزيع الحصص الوزارية وبالأسماء على الأحزاب، في مقابل تمسك الحريري بأن تتشكل من اختصاصيين ومستقلين من غير الحزبيين، انسجاماً مع المبادرة الفرنسية،
فيما ترد أوساط مقربة من رئاسة الجمهورية بأن الحريري حمل معه تشكيلة حكومة كاملة مع السير الشخصية لوزرائها، وهذا ما ينسف مبدأ مشاركة الدستور بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وفق تعبيرهم، وأضافت المصادر: ما قام به الحريري يشبه رمي كرة النار في ملعب بعبدا، وهو ما يؤكده بيت الوسط الذي صرح بأن الكرة الآن في ملعب رئيس الجمهورية، وأن التشاور يحصل على اللائحة التي يقدمها رئيس الحكومة لا العكس، وتساءلت اللائحة تتضمن أسماءً غير معروفة من قبل الرئيس عون، فهل كان مطلوباً التوقيع بشكل أعمى على لائحة الحريري من قبل رئاسة الجمهورية.

في غضون ذلك ناشد رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن المخلصين الغيورين على مصلحة البلاد المبادرة إلى إستنفار وطني من أجل تشكيل حكومة إنقاذ وإصلاح تُحاكي خارطة الطريق الفرنسية، وتؤمّن لقمة العيش وخدمة المواطن بعيدًا عن المناظرات والخلافات السياسية وفق رأيه.

في حين قال النائب هادي ابو الحسن: على رأس الهرم ان يقدم كل التسهيلات لتشكيل الحكومة وليس عليه التمسك بالثلث المعطل.

يتزامن هذا المشهد مع اقتراب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان ، إذ نفت مصادر من باريس أن تقتصر زيارته على تفقد القوات الفرنسية الموجودة في الجنوب، وإنما ستتضمن أيضاً لقاءاً بعون كونه رئيساً لدولة مستقلة، وفق تعبير المصادر.

كذلك تتوقع مصادر مقربة من قوى 14 آذار أن تتمحور زيارة الرئيس الفرنسي حول تذكير القادة اللبنانيين لا سيما في بيت الوسط وبعبدا بتقصيرهم في تشكيل الحكومة، دون تحميل المسؤولية لطرف دون سواه، مع التلويح بخسارة المساعدات الدولية التي تحدثت عنها المبادرة الفرنسية، واعتماد هيئات المجتمع المدني كوكيل في توزيع المساعدات على اللبنانيين.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4