الحراك يتصاعد في لبنان: هل تنبعث ثورة مختلفة

إعداد - سيمار خوري

2020.12.12 - 05:54
Facebook Share
طباعة

 اعتصامات وتظاهرات متفرقة هنا وهناك، لم تأخذ بعد طابع الحراك العام، لكنها تنذر بتطورها إلى شكل ثورة جديدة، والتساؤل لدى كثيرين: هل ستكون هذه الثورة استثنائية، أم أنها ستكون مطيةً أخرى لبعض السياسيين، وسيتم وأدها في حفرة الانتماء الطائفي.
في هذا السياق قام عدد من المحتجين بقطع كورنيش الميناء في طرابلس بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على محاولة القوى الامنية إزالة بسطة إلى جانب الكورنيش، حيث ردد المتظاهرون هتافات الاستقواء على الفقراء وترك اصحاب المخالفات الكبيرة.

كما تعرض محتجون لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري وهو يتناول العشاء في أحد المطاعم مع أصدقائه، وقال المحتجون أن كل الاحزاب دون استثناء متعاونة مع القضاء، وأن الجميع فاسد، ليصرخ آخرون بصوت عال "ثورة"، فضلاً عن أصوات أخرى نالت من الرئيس سعد الحريري التي وصفته بأنه "فاشل وطفل مدلل"، وأن "السياسيين جميعهم يجب أن يكونوا في السجون" وفق تعبيرهم.

وقبل أيام كان بعض الشبان والفتيات قد قاطعوا مأدبة كانت تقيمها زوجة حاكم مصرف لبنان رياض سلامه لصديقاتها ومن بينهن زوجات وزراء وسياسيين، وتهجم هؤلاء على زوجها ونعتوه بأوصاف سيئة، هذا وقد شهدت ساحة رياض الصلح قبالة السراي تظاهرات لمحتجين ضد رفع الدعم.
مها عيتاني إحدى الناشطات والتي كانت متواجدة في ساحة رياض الصلح قالت: جميعنا نتمنى حدوث ثورة حقيقية، تطيح بالمنظومة السياسية والطائفية، لكن للأسف ورغم محاولاتنا في إعادة التظاهر إلا أننا نخشى تكرار تجربة الثورة الماضية، ان يتم ركوب موجتها من قبل السياسيين، أو دس المخربين فيها وتصوير الانتماء الطائفي والسياسي كملجأ لكل مظلوم وفق قولها.

فيما رأى مجموعة من الشبان بمدينة طرابلس أن الثورة يجب أن ينسقها الشبان فقط ومن كل المناطق دون أن يكونوا معنيين بانتماء حزبي أو ديني، وأن يكونوا بعيدين كل البعد عن السفارات لأن تهم السياسيين جاهزة ضد أي حراك منذ الآن.

اعتبار غالبية القوى السياسية استدعاء حسان دياب للتحقيق من قبل القاضي صوان على أنه استهداف لموقع رئاسة الحكومة والطائفة السنية، يؤكد بأن هذا النظام لا يمكن أن يجتمع مع قضاء نزيه، وأنه لا يمكن مساءلة أحد لأن طائفته ستحميه في النهاية، بحسب ما يرى البعض لذلك فهم يدعون لثورة تنسف المنظومة المتغولة والقوية، إلا أن آخرين يرون هذه الدعوات مجرد مراهقة سياسية للشباب اللبناني الحالم، لأن الواقع السياسي اللبناني من الصعب أن يقوم شبان بتغييره، لأن هناك قوى إقليمية ودولية هي من خلقت هذا النظام. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3