سرقات في حبوب الحسكة وأفرانها.. والحكومة تدق باب "الصليب الاحمر"

نضال الفارس_دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.12.12 - 04:45
Facebook Share
طباعة

تزايد "طوابير الخبز"، في معظم المدن السورية تزامن مع فضيحة من العيار الثقيل ضمن مراكز استلام الحبوب التابعة للمؤسسة السورية في مدينة القامشلي، فزيارة مفاجئة لمحافظ الحسكة "غسان خليل"، إلى أحد المراكز فتحت بابا لتحقيق كشف عن سرقات ومخالفات قانونية واسعة.
تلاعب وإتلاف متعمد
يقول "سطم الهويدي" الذي يرأس لجنة التحقيق في ملف مؤسسة الحبوب خلال حديثه لـ "وكالة أنباء آسيا"، بأن التحقيق الأولي لوجود هدر للمال العام بشكل كبير في "مركز جرمز" لاستلام الحبوب منها، وجود كمية ما بين 600-700 طن من القمح الجيد موضوعة بشكل مكشوف ومعرض للعوامل الجوية، إضافة إلى وجود حوالي 300 طن غير مصنفة وغير مباعة ومعرضة للعوامل الجوية أيضاً بما يزيد من احتمالات تعفنها وإضافتها إلى ما يسمى بـ "الأرضيات"، التي يتم بيعها كمواد علفية.
يكشف "الهويدي"، ايضا عن ضبط كميات من القمح السليم موضوعة بين الكميات التي تعرف باسم "الأرضيات"، ليتم بيعها لاحقاً للمتعهد الذي يقوم بشراء القمح التالف لبيعها كمواد علفية، وخلال عمليات التحقيق تم الكشف عن مستودع في قرية "خربة عمو"، القريبة من "مركز جرمز"، يحوي على كميات من القمح الصالح للاستهلاك البشري ومخهزنة ليتم بيعها في السوق وتعود ملكيتها للمتعهد المذكور، وبحسب المعلومات التي توصل إليها التحقيق حتى الآن، فإن المتعهد الذي كان يحصل على القمح التالف بسعر 225 ليرة سورية للكيلو الواحد، كان يبيع القمح الصالح للاستهلاك الذي يحصل عليه بطريقة شرعية بسعر 400 ليرة سورية.
اللجنة اكتشفت خلال التحقيق وجود أكداس قمح منهارة، وأخرى غير مغطاة بالشوادر ما سيزيد لاحقا من الكميات التالفة، كما أن التدقيق من قبل لجنة التحقيق ببعض الوثائق الخاصة بفرع مؤسسة الحبوب بالقامشلي ، بيّن وجود مخالفات قانونية بتعيين أمناء المستودعات بسبب وجود كتب من الرقابة الداخلية لمؤسسة الحبوب صادرة منذ العام 2016 تمنع تكليفهم، ومدير "مركز جرمز"، المتواري حالياً عن الأنظار، كان قد صدر كتاباً بتوقيف راتبه منذ شهر آب الماضي بسبب صدور دعوة للخدمة الاحتياطية باسمه، ومع ذلك استمر بممارسة عمله كمدير للمركز وبمعرفة المسؤولين في المؤسسة العامة للحبوب، أي إنه استمر بعمله بمخالفة قانونية وبدون أجر في فترة تسويق الموسم الماضي من القمح، هو حالياً متوار عن الأنظار مع أمناء المستودعات، إضافة لوجود مخالفات إدارية وتسويقية متعددة.
خبز لـ العلف
اللجنة التي يرأسها الهويدي تتولى بشكل مواز التحقيق في ملف فساد
يخص "فرن الحسكة الاول"، الذي كشف التحقيق الأولي عن قيام مديره الموقوف حاليا، وبالتعاون مع مدير فرع المخابز الموقوف أيضا بسرقة خط الانتاج الثالث بشكل كامل، وخط الانتاج الثاني بشكل جزئي، وهما خطان للانتاج قدمها "البرنامج العالمي للغذاء"، للحكومة السورية، كما كشفت التحقيقات عن وجود سرقات في المواد الأساسية لإنتاج الخبز كـ "الطحين – الخميرة – الملح – الوقود"، وبيعها في السوق السوداء، إضافة إلى وجود تعمد بتقليل كميات الوقود وإنتاج خبز غير صالح للاستهلاك البشري ليتم بيعه لاحقاً كمواد علفية.
التدقيق الأولي بورقيات الفرن كشف عن وجود فواتير وهمية لشراء قطع تبديل ومعدات انتاج إضافية، كما قام بعض العاملين الحاليين بمحاولة تعطيل خط الإنتاج الأول في الفرن بهدف التأثير على مسار التحقيق الجاري.
العجز المالي لمحافظة الحسكة عن إعادة صيانة الفرن دفع الحكومة السورية للتنسيق مع "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، للبدء بعملية صيانة خطي الإنتاج الذين تعرضت معداتهما للسرقة بهدف إعادة الفرن إلى حالته الطبيعية دون انتظار نتائج التحقيق، إذ من المقرر أن يكون الإنتاج اليومي للفرن 18 طن من الخبز.
يؤكد مصدر من المؤسسة العامة للحبوب في سورية أن ما يجري من تحقيقات في محافظة الحسكة قد يطال عددا من المسؤولين الحاليين والسابقين في المؤسسة ووزارتي الزراعة والتجارة الداخلية، وقد تتوسع مروحة التحقيقات لتشمل كامل فروع المؤسسة العامة للحبوب لمعالجة واحد من أهم أسباب ازمة الخبز التي تعيشها سورية يتمثل بسرقة القمح. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1