حكومة دياب.. "كبش فداء" حتى اللحظة الأخيرة

إعداد - جميل يوسف

2020.12.09 - 01:41
Facebook Share
طباعة

 
منذ تشكيل حكومة حسان دياب عقب اندلاع الثورة في لبنان، والتي بدأت بشعار "كلن يعني كلن" ثم تم اختطافها بحسب رأي البعض إلى زواريب الطوائف والأحزاب، تلقّت حكومة دياب سهام النقد والهجوم، بحيث باتت مكسر عصا، كما يقول البعض.
أتت حكومة دياب في أحلك ظروف يمر بها لبنان، وهي بحسب قوى مقربة من 8 آذار أتت وسط نوايا الآخرين بإفشالها وتعقيد مهامها جاهزة سلفاً، ليتم ترويج فكرة أن أي حكومة استثثنائية ستأتي خارج البروتوكول الطائفي والسياسي المعمول به منذ تطبيق اتفاق الطائف سيكون مصيرها الفشل والهجوم والانتقاد من كل حدب وصوب.
في هذا السياق، أكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس أن حكومة الرئيس حسان دياب لا تريد تحمّل مسؤولية رفع الدعم ، مشيراً إلى أن الاجتماعات المكوكية التي عقدت أمس بحثت في كيفية تخفيف المواد المدعومة، مشدداً على أن الحل الجذري يكمن بإدخال الدولار إلى البلد، وهذا الأمر مرتبط بتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
ليرد البعض بالقول إن الزعامات السياسية تعلم تماماً أن حسان دياب لا يتمتع بتلك العلاقات الإقليمية والدولية المهمة، كالتي يتمتع بها رجالات السياسة الوازنون كالحريري وجعجع وجنبلاط، وهؤلاء إن لم يكونوا ضمن الحكومة بشكل تقليدي فإنها ستكون فاشلة، أو على الأقل ستصطدم بالعرف السياسي السائد في لبنان، ولن يمر شيء دون موافقة هذه التوليفة الحاكمة.
قبول دياب برئاسة الحكومة في أوقات استثنائية، هي أشبه بمحاولة قبول الانتحار، أو جعله مع حكومته ككبش فداء للمرحلة، ريثما تعود حكومة يرأسها الحريري، فالرجل يعلم تماماً أن حكومته لن تقدر على فعل شيء وسط هذا التلاطم بين القوى السياسية، إلى جانب المتغيرات الدولية والإقليمية، وسعي الدول المؤثرة لتأمين مصالحها في المنطقة عموماً، وفي لبنان خصوصاً.
رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب كان قد اعترف بأنّه أسيء استخدام الدعم، وبأنّه كان من الأجدى اللجوء إلى البطاقة التموينية التي توصل مساهمة مصرف لبنان مباشرة إلى أصحاب العلاقة من الطبقات الفقيرة، فلا تضيع في زواريب الهدر والتهريب وجيوب التجار وجشعهم. ولكن بالنتيجة، فات الأوان، وتركز الحكومة المستقيلة اهتمامها راهناً على كيفية الاستفادة من آخر دولارات الدعم الموجودة في حسابات مصرف لبنان قبل حدوث الزلزال الكبير.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7