معلوف لآسيا: ترشيد الدعم يؤّجل ثورة الجياع ثلاثة أشهر

حاوره جورج حايك

2020.12.09 - 11:22
Facebook Share
طباعة

 
يعيش المواطن اللبناني كل يوم بيومه على ايقاع الحديث عن رفع الدعم عن المواد الأساسية والحيوية كالمحروقات والدواء والخبز، إضافة إلى هواجس الاستمرار بدون حكومة تستوفي معايير الاختصاص والاستقلالية عن الأحزاب السياسية.
 أمام هذا الواقع المأساوي التقينا النائب سيزار معلوف، عضو تكتل الجمهورية القوية في حوار سريع وصريح.
ودائع الناس مقدّسة
يوافق معلوف على أن رفع الدعم يثير خوف المواطن، وخصوصاً الفقراء الذين أصبحوا يشكلون أكثر من نصف الشعب اللبناني، ويقول:"نحن كتكتّل الجمهورية القوية نعمل على اقتراح قانون يمنع حاكم مصرف لبنان من المسّ بما تبقى من أموال المودعين، وهي تقدّر بـ17 مليار دولار، لأننا نعتبر هذه الودائع مقدسة. نحن مع ترشيد الدعم وليس إلغاؤه، وكان لدينا جلسة في مجلس النواب لحث الحكومة على تنظيم الدعم، لكن الجلسة تأجلت ونأمل أن تحسم الحكومة أمرها في أسرع وقت فنوافق على تدبير يكون مقبولاً من جميع الناس".
نسأله ما المقصود بترشيد الدعم؟ يجيب:"تدور تصورات ترشيد الدعم حول خفضه على البنزين فقط، وليس باقي الأصناف (مازوت وغاز وكاز) من نسبة 85 في المئة إلى 70  في المئة أو 50 في المئة، والأمر نفسه سيطال الأدوية التي تصنّع في لبنان، أما الخبز فلا يجوز المسّ به. يعني بالأرقام لا يزال مصرف لبنان يملك 600 مليون دولار، وهي تكفي لاستمرار الدعم لمدة شهر أو شهر ونصف، وهذا الدعم يستفيد منه التجار قبل الشعب، وأظن أنه من خلال الدعم الجزئي يمكن الاستمرار 5 أشهر حتى تتوضح الأمور".
وعن البطاقات التموينية التي يمكن ان توزّع للطبقة الأكثر فقراً كحل مؤقت يقول معلوف:"ليس هناك ما يسمّى الأكثر فقراً، حتى الطبقتين الوسطى والغنية باتتا فقيرتين، كل الشعب اللبناني يحتاج إلى دعم، والأكثرية ضاع جنى عمرها في المصارف، فـ"الهيركات" بلغت نسبته 80 في المئة من اموال الناس. على الميسور أن يدعم الفقير. ما يتحدثون عنه 300 ألف بطاقة تموينية للعائلات الأكثر فقراً، إلا أنها ليست كافية، يجب أن يقدّموا مليون بطاقة في الشهر على الأقل. كل ذلك يُعتبر تأجيل لثورة الجياع لفترة ثلاثة أشهر!".
الرهان على الخارج خطأ
لكن الحل بالنسبة إلى تكتل الجمهورية القوية هو في تشكيل حكومة وتنفيذ الإصلاحات، بل يعتبر معلوف أن "الحل بتأليف حكومة تنال ثقة المجتمعين العربي والدولي والشعب اللبناني حتى تجلب المساعدات والأموال من صندوق النقد الدولي و"سيدر"، فالمجتمع الدولي يريد أن يتأكد بأن الأموال لن تسرق من قبل المسؤولين اللبنانيين، بل ستذهب لمساعدة الشعب اللبناني".
من جهة أخرى يؤكد معلوف أن "الأكثرية الحاكمة؛ ولا سيما حزب الله ينتظر الوضع الاقليمي والتسليم والتسلّم بين دونالد ترامب وجو بايدن ليفرج عن الحكومة، وباعتقاده أنه يستطيع تحصيل مكتسبات أكثر من بايدن لأن ترامب كان ضاغطاً عليه بالعقوبات، لكن الواقع يشير إلى أن لبنان ليس من أولويات بايدن، بل إن المفاوضات الأمريكية الإيرانية تأتي في المرتبة الثالثة والرابعة على سلّم أولويات الإدارة الجديدة، وربما يستغرق الأمر أكثر من سنتين، يعني الرهان على الخارج خطأ كبير، والشعب اللبناني لم يعد يحتمل. منذ عام 2005 حتى اليوم أمضينا ثمانية أعوام من الفراغ السياسي سواء بالانتخابات الرئاسية أو تشكيل الحكومة".
وعن إشكالية التأليف بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري يتكلم معلوف بصراحة قائلاً:"البعض يتعامل مع الرئيس عون كباش كاتب، توقيع الرئيس يجب أن يكون محترماً، والتنسيق بين الحريري وعون مطلوب، لكن أن يبادر الحريري إلى إعطاء وزارة المالية للثنائي حزب الله وحركة أمل ويمنح وزارة الصحة أو الشؤون الاجتماعية لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وهو يسمّي الوزراء من حصة المستقبل ويسمّي الوزراء المسيحيين فهذا خلل واضح في اسلوب التأليف، وعليه اعتماد معيار واحد مع كل الكتل، وعكس ذلك سيُعرقل تشكيل الحكومة".
الحريري يدوّر الزوايا
نقول لمعلوف إن القوات اللبنانية ضد مفهوم المحاصصة، ويبدو أننا نقع في فخ الحكومات السياسية ونبتعد عن فكرة حكومة التكنوقراط المستقلة، يؤكد:"إن القوات على حق ونحن بحاجة إلى حكومة اختصاصيين مستقلة، لأن المجتمعين العربي والدولي لن يساعدونا إذا لم تستوفِ الحكومة العتيدة هذا الشرط. ما سمعناه أن الرئيس المكلّف سيقدّم اليوم تشكيلته الحكومية ثم سيأتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حاملاً العصا مدعوماً من البريطانيين والألمان، ونأمل أن نصل إلى حلول، لكن يجب الأخذ بالاعتبار الصعوبات التي يواجهها الحريري وهو يسعى إلى تدوير الزوايا حتى يأخذ توقيع الرئيس ويكسب ثقة الأكثرية في المجلس النيابي، لذلك هو يمشي في حقل ألغام ونحن ندعو له بالتوفيق في هذه المرحلة الحساسة. نحن كتكتّل للجمهورية القوية قررنا الجلوس جانباً وتركنا لهم إدارة الأمر لأننا نعتبر أن هناك استحالة بتحقيق الإصلاح من داخل الحكومة".
وختم معلوف "نحن متخوفون من فوضى عارمة في كل المناطق اللبنانية بسبب الفقر وجوع الناس ورفع الدعم، ولا أخفي أن الفوضى قد تؤدي إلى حرب أهلية، لكن أتمنى أن نكون قد تعلمنا كلبنانيين من الماضي، فلا نكرر المأساة".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10