عن حلفاء إسرائيل العرب.. وعن الإسكندر الذي سيهزم الفرس مجدداً

كتب د. شربل شحادة – نيويورك

2020.12.04 - 07:30
Facebook Share
طباعة

 في زيارةٍ إلى واشنطن حصلت في العام 2004، أطلق وريث إمارة شرق الأردن التي أسسها الإنكليز، شعاراً هلّل له الإسرائيليون و العرب الرسميين من المحيط إلى الخليج، إذ اعتبر عبد الله بن الحسين أن "الأمة العربية في خطر بسبب المشروع الفارسي الهادف إلى إقامة الهلال الشيعي".

كان "المشروع الفارسي" قد حرّر للتو جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وهو المشروع نفسه الذي سيضمن دعمه السخي لعربٍ من بني جلدتنا في جنوب لبنان نصراً لا مثيل له منذ هزم صلاح الدين الصليبيين في حطين، أي نصر العام 2006.

أولئك العميٌ الذين أصاب بصريتهم غشاوة من الضخ الإعلامي الصهيوني المنطلق من أبواق عربية لم يروا ما رأيناه هنا في الغرب من فجيعةٍ ورعبٍ مما آلت إليه حال الجيش الذي أذلّ جيوش مصر وسورية والأردن والعراق ولبنان في عامي 1947- 1948، وجيشي مصر وسورية في العام 1967 ، في حين اعتبرت الأمة العربية أن الجيش المصري هو أعظم جيش فوق الكرة الأرضية عام 1973 فقط لأنه اجتاز خط بارليف المقام فوق الأرض المصرية، قبل أن يتوقف خوفاً من إسرائيل التي شنت هجوماً مضاداً.

كنا نحن العرب نقيم الاحتفالات فقط بمناسبة الحلم بهزيمة قد تحصل للجيش الإسرائيلي المحتل، وها هم أبناؤنا وأحفادنا يقيمون الاحتفالات لمناسبة وصول الجيش الإسرائيلي سلمياً إلى الإمارات وإلى السعودية والبحرين.

كانت فلسطين بوصلتنا وقبلتنا وحلم تحريرها حلمنا، فصرنا نعيب على اللبنانيين أنهم حرروا أرضهم، وعلى الفلسطينيين أنهم بعدما تخلى عنهم ملوك السعودية وشيوخ الإمارات وأقزام البحرين وخونة مصر ومرتزقة محمود عباس، لجأوا للدعم الوحيد المتوفر في إيران وتقبّلوه رغم الشتائم الطائفية التي يردحها الغزاويون وشيوخ "المثلث" الطائفيين الكريهين في أراضي  48 وفي رام الله ضد مذهب إيران وقيادات إيران.

قالوا لنا إنه المشروع الفارسي؛ فأين هذا المشروع الخطير؟

هل هو في صواريخ غزة، أم في مال الأيتام وأبناء الشهداء الذي يصلهم ويكفيهم العوز طازجاً من طهران بعدما يعبر مساراً طويلاً عن طرق التهريب براً وبحراً متجاوزاً ليس إسرائيل وجيشها فقط، بل حصاراً يدافع عن إسرائيل بأيدي الجيوش المصرية والأردنية والسعودية، وللأسف بأيدي السلطة الفلسطينية أيضاً.

كل ذاك لأن العرب لم يعد لديهم قائداً رجلاً يستمعون إليه كما كنا نستمع إلى مرشدنا وأملنا وقائدنا جمال عبد الناصر.

المدهش في الإعلام الخائن أنه يحول العدو إلى صديق، والقاتل إلى حمامة سلام، ويحول الشرق غرباً والعتمة نور. هو سحر الخداع وذكاء المجرمين الخارق في الدعاية التي تستهدف تبرئة من ارتكب الإبادة، واتهام الضحية بالذنوب.

هكذا أضحى نتنياهو "صاحب بيت" له "صدر الصالونات" العربية، وهكذا في الإعلام العربي؛ أضحت شعوب العرب قطعاناً من المصابين بالعمى، فلم يعد الواحد منهم يفرق بين "عدو" و "صديق".

في التاريخ دروس وعبر، فهل للكارثة التي يعيشها الشعب العربي من علاج،

أم أن مصيرنا نحن الشعب الفلسطيني قد حسمه أبناء زنى الصهاينة بالشهامة العربية؟

أليس في هؤلاء البشر من هو ذي شرف، أليس بينهم من يخشى الله أو حتى يخشى انتقام المظلوم؟

أتصاحب ضبعاً وتستأمنه على رفقتك في غرفة نومك؟

أما وقد فعلها العرب وصالحوا الضباع المتوحشة وأدخلوها منازلهم، فإن السؤال البديهي هو عن أي مشروع عربي يواجه "المشروع الفارسي" كان يتحدث الرئيس المصري والملك السعودي والملك الأردني والملك البحريني منذ سنوات؟

هم يقدّمون أوطاننا للإسرائيلي ليزني بها، فيما حوّل "المشروع الفارسي" لبنان من بلدٍ ضعيف تتقاذفه الأمم إلى قوة جبارة تهزم "داعش" في العراق وتطرد الإسرائيلي وأعوانه من جنوب سورية، وتنصر من تنصره بمجرد اشتراكها في المعركة؟.

أي مشروع عربي لمواجهة "المشروع الفارسي"، هل هي العبودية لإسرائيل، أم تحويل بلادنا إلى ملاهٍ ليلية للقوادين الصهاينة؟

أين المشروع الخطير للفرس؟

دعم الكرد ليحموا أربيل من السقوط بيد داعش، أم منع التكفيريين المدعومين من السعودية وقطر وتركيا من دخول بغداد بعد اجتياح الموصل، أوتحرير لبنان وغزة، وتحصين اليمن في وجه الإبادة التي قررتها السعودية نصرةً للمصالح الاسرائيلية؟

لتعرف  صديقك عليك أن تعرف من هو عدوك، فإن عرفته كل صديقٍ لعدوك هو عدوك، وكل عدو لعدوك هو صديق. إسرائيل عدونا ولو صالحتها إيران اليوم فغداً صباحاً ستصبح إسرائيل وأمريكا وروسيا والصين والهند وكل دول الأرض في خدمة إيران ضد العرب.

هي محاصرة يقاتلونها ليل نهار منذ أربعين سنة، ويعاني شعبها الأمرين من أجل ذلك، ولو رضيت بأمرٍ واحد فقط لقالوا للإيرانيين هنيئاً لكم القنبلة الذرية والصناعات العسكرية، وفوقهم هذي بلاد العرب سيطروا على ما شئتم منها طالما إسرائيل صديقتكم.

بالله عليكم أيها العرب؛ انظروا إلى فلسطين وخذوها بوصلةً ثم قرروا من هو العدو ومن هو الصديق.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10