"داعش" يحول البادية لـ "مثلث برمودا".. الجيش السوري نحو تمشيط واسع

نضال الفارس - وكالة أنباء آسيا

2020.11.20 - 09:21
Facebook Share
طباعة

 تصف مصادر ميدانية منطقة البادية السورية بـ "مثلث داعش"، الذي تختفي فيه مجموعات من تنظيم "داعش"، لتهاجم النقاط التي يتمركز فيها الجيش السوري والقوات الرديفة الموالية له، أو القوافل النفطية العائدة لـ "شركة قاطرجي"، التي تنقل النفط من الحقول الشرقية إلى الساحل السوري، ويبدو أن مسألة تمشيط البادية معقدة جداً ومهمة شبه مستحيلة نتيجة لوجود مساحات مفتوحنة وطرق قديمة تستخدمها مجموعات التنظيم للتنقل بين مخابئها في المناطق الجبلية أو الكهوف لتنفذ عملياتها الخاطفة.

الخطر الأكبر 

تشكل منطقة "جبل البشري"، الواقع غرب محافظة دير الزور بيئة مناسبة لاختباء الخلايا التابعة لـ "داعش"، والتي تهاجم كل مناطق الجيش السوري في ريف حمص الشرقي "السخنة - طريق دير الزور"، كما تهاجم نقاطاً للجيش السوري باتجاه "كباجب"، والبادية الواقعة جنوب الطريق "دير الزور - تدمر"، إضافة لتحولها لنقطة انطلاق لمهاجمة طريق "الرقة - حمص"، كما أن مناطق البادية الواقعة إلى الجنوب من مدينة "الرصافة"، بريف الرقة الغربي تعد من النقاط التي يتم قصفها جوياً باستمرار من قبل سلاحي الجو السوري والروسي، وآخر الاستهدافات من هذا النوع بحسب مصادر ميدانية لـ "وكالة أنباء آسيا" تم مساء الجمعة بناء على معلومات تفيد باستخدام التنظيم لمجموعة من المغاور والكهوف في البادية كمقار دائمة له.

تقول مصادر أهلية لـ "وكالة أنباء آسيا" إن صهاريج النفط الخام المتنقلة على الطريق القادمة من محافظة الرقة، تستهدف من قبل خلايا "داعش" باستمرار، وشهد الأسبوع الماضي عدة هجمات، كان من بينهما هجوماً اختطف من خلاله التنظيم سائقي ٦ صهاريج قام بإعدامهم ذبحاً، فيما أحرق الصهاريج التي تقول المعلومات بأن ملكيتها تعود لـ "شركة قاطرجي"، وكانت القوات السورية قد أوقفت مساء الخميس حركة النقل المدني على امتداد طريق "الرقة - حمص"، بسبب هجوم نفذه التنظيم مستهدفاً قافلة من صهاريج النفط التي يعتقد بانها ممولكة للشركة نفسها.

الخطورة الأكبر تأتي من خلال خلايا التنظيم التي تنتشر ضمن منطقة "خفض التصعيد"، المحيطة ببلدة "التنف"، بريف حمص الشرقي والتي تعرف باسم "منطقة الـ ٥٥ كم"، وهي منطقة من المستحيل أن تنفذ فيها القوات السورية أو الروسية أي استهداف باعتبار إنها المنطقة المحيطة بالقاعدة الأمريكية في معبر التنف الحدودي، وتتهم مصادر عسكرية سورية القوات الأمريكية بالتشويش على أجهزة الاتصال العسكرية السورية مع كل هجوم لخلايا التنظيم على نقاط البادية، أو النقاط الواقعة إلى الجنوب من مدن ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، والتي كانت قد شهدت قبل أيام كمين نفذه التنظيم مستهدفاً مجموعة من الجيش السوري من بينها قائد الفوج ١٣٧.

ضرورة التمشيط 

بحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، فإن الجيش السوري نقل مجموعات من مدينتي "خان شيخون - معرة النعمان"، بريف إدلب، للبدء بعملية تمشيط واسعة لمناطق البادية السورية الممتدة شرق "حمص - حماة"، إضافة إلى مناطق جنوب الرقة، وغرب وجنوب دير الزور، بهدف إنهاء وجود الخلايا التابعة للتنظيم، وتشير المصادر إلى أن المهمة وإن كانت شبه مستحيلة نتيجة لاتساع الرقعة الجغرافية المطلوب تمشيطها مع احتمال انسحاب خلايا التنظيم بشكل كامل نحو منطقة الـ ٥٥ كم بالاستفادة من الطرق القديمة التي تشق البادية، إضافة إلى الوديان السيلية، إلا أنها لن تكون مهمة خطرة على مستوى العمليات القتالية، أو صعبة على مستوى الظروف المناخية.

تزايد الهجمات المستهدفة لنقاط الجيش السوري خلال الشهر الماضي في مناطق البادية قد يجعل من عملية تمشيطها أولوية عسكرية حالياً لتأمين طريق النقل البري بين المحافظات الشرقية وبقية المحافظات السورية، وذلك في ظل الظروف السياسية التي تحيط بـ "ملف إدلب" خلال المرحلة الحالية، والتي من المتوقع أن يكون شهر كانون الأول موعداً لارتفاع سخونة ميدانها بعد جملة من التحركات الميدانية التي شهدتها مناطق خطوط التماس من كلا الطرفين خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي كان من أهمها زيادة عدد القواعد التركية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1