رغم خسارة "الصديق التاريخي" ..فوز بايدن سيفتح "القلعة الديمقراطية"على مصراعيها أمام إسرائيل

زهراء أحمد- وكالة أنباء آسيا

2020.11.19 - 12:47
Facebook Share
طباعة

 

لا خلاف على أن انتقال قيادة الولايات المتحدة من رئيس جمهوري إلى آخر ديمقراطي، لا يغيّر من الحقيقة الثابتة في واشنطن: "لإسرائيل حظوة كبرى لا تتزحزح، ودعم ثابت لا يتأثر أياً كان ساكن البيت الأبيض".
من هذه الحقيقة يجب الانطلاق عند أي مقاربة للعلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، ليبقى هامش بسيط يمكن أن تختلف عليه الإدارتان الديمقراطية والجمهورية في تعاملها مع إسرائيل وكل ما يتعلق بأمنها وتفوقها على جيرانها.
لكن قادة إسرائيل لا يوفرون جهداً للفوز حتى بهذا الهامش الضيق وجذبه لصالحهم، وهو ما حققه ترامب فعلياً، حيث دعم إسرائيل في كل مناسبة وبدون تردد وفي مسائل لم تتجرأ أياً من الإدارات الأمريكية السابقة على فعلها .
في الواقع، وخلال السنوات الأربع الماضية كان ترامب رئيساً استثنائياً بالنسبة إلى إسرائيل، نقل السفارة الأميركية إلى القدس وأقام تطبيعاً مباشراً وعلنياً ومفتوحاً بينھا وبين الإمارات والبحرين، خرج من الاتفاق النووي مع إيران، دعم إسرائيل في الأمم المتحدة في كل شاردة وواردة، وغير ذلك الکثير .
لكن على الرغم من كل شيء، فإن انتخاب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن يعتبر أكثر من جيد بالنسبة لإسرائيل لعدة اعتبارات، تتلخص بإعلانه أنه سوف يُبقي السفارة الاسرائيلية في القدس، فھو من بين المرشحين الـواحد والعشرين الذين خاضوا السباق إلى الترشح للرئاسة في الحزب الديمقراطي، الأكثر إصراراً وتصميماً على تأييد إسرائيل.
بايدن كان ولا يزال صديقاً لكل رؤساء الحكومات منذ أيام غولدا مائير وحتى نتنياهو.وقبل كل شيء فإن سِجلّ تصويت بايدن طوال سنواته في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بإسرائيل كان دائماً إلى جانب أقوى وأفضل العلاقات معها، فالسيناتور الديمقراطي أيّد دائماً العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة في المساعدة الأمنية والتعاون الاقتصادي والعلمي ، في "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، أليس هو القائل في عام 2015 "إن على الولايات المتحدة يجب أن تفي بوعدها المقدس بحماية الوطن الأصلي لليهود"؟
يرى العديد من المحللين الإسرائيليين أن انتخاب جو بايدن سيعزز العلاقة الواهنة ( بسبب نتنياهو لا بسبب أمريكا) مع الحزب الديمقراطي، ويعيد الإجماع السياسي لإسرائيل في الولايات المتحدة، ويساعد في تقريب يهود الولايات المتحدة من إسرائيل، ويحل موضوعات خلافية في السياسة الأميركية .
ورغم أن النسبة الأكبر من الإسرائيليين (63% ) أبدوا رغبتهم في فوز ترامب، مقابل 17% أيدوا فوز بايدن، إلا أنه عندما أعلنت وسائل الإعلام الأميركية فوز بايدن، احتفل آلاف الإسرائيليين المعارضين لنتنياهو بفوزه، وخرج آلاف المتظاهرين ضد نتنياهو في مدينة القدس احتفالاً بفوز بايدن، ورفعوا لافتات كتب عليها ”الآن دورك للرحيل“، في إشارة إلى نتنياهو.
إلا أن الأخير بادر بالتغريد على تويتر مهنئاً بايدن، ومعتبراً أنه الصديق العظيم لإسرائيل، وأن هناك علاقة صداقة معه تمتد لأكثر من اربعين عاماً، محاولاً كسب جولة في معركته مع الشارع المحتقن ضده، والذي يعتبر أن خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض سيضعف ساحته في واشنطن .
وعلى الرغم من العلاقات العميقة وزيارة تسعة حكام ديمقراطيين مقابل سبعة من الجمهوريين الی إسرائيل منذ العام 2017 - حسب بيانات قدمتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية- فإن كثيرين في إسرائيل ينظرون بشك إلى فريق بايدن.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون ظهور جيل جديد أقل تأييداً لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي في حين أنه يتبنى سياسات متساهلة مع إيران.
تهنئة رئيس وزراء إسرائيل لبايدن على حساب الرئيس الحليف صاحب الإنجازات التاريخية لإسرائيل كما يسميه، - خصوصاً وأن ترامب لازال يعتبر نفسه فائزاً- جاءت بسبب أمرين مهمين: ”أولهما كسب جولة داخلية وتهدئة الشارع باعتباره صديقاً مقرباً وحليفاً استراتيجياً، وثانياً هو تاريخ بايدن المؤيد للسياسة الإسرائيلية، وإن اختلف معها في بعض الأمور الجانبية، إلا أنه سيفتح الباب لتأييد واسع وعميق في الكونغرس الأمريكي بشقه الديمقراطي فضلاً عن التأييد الجمهوري الكبير له.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10