لبنان: شركات الـ"أونلاين" نافذة جديدة للتسوق وفرصة عمل للشباب في زمن الوباء

زهراء أحمد - وكالة أنباء آسيا

2020.11.18 - 07:12
Facebook Share
طباعة

 في الوقت الذي أقفلت فيه المحال التجارية أبوابها وتوقفت مبيعاتها، كان هناك لاعبون آخرون يعززون حضورهم؛ ”شركات الأونلاين، سواء كانت فردية أو على مستوى محال صغير أو شركة كبيرة“.

فالتسويق الإلکتروني كان أول المنضمين إلى حزمة العمل عن بعد، وهو ما يجعله أكثر قوة في مدى ارتباطه بالحاجات الأساسية من ناحية، وبحاجات نفسية من ناحية أخرى، إذ أصبحت شركات الـ"أونلاين" من بين القطاعات الأكثر استفادة وربحاً من الأزمة القائمة.

في لبنان تحديداً وخلال فترة الحجر الصحي منذ بداية الأزمة، نشطت التطبيقات والمواقع الإلكترونية التجارية، ومن لم يجرب الشراء من الإنترنت كانت هذه الجائحة مناسبة ممتازة لخوض غمار التسوق الإلكتروني بكافة أشكاله وأنواعه، والذي يتوقع الخبراء أن يحتل السوق المحلي خلال السنوات المقبلة بشكل عام.

خلال شهر نيسان، عدد هائل من مستخدمي الإنترنت، ويصل عددهم إلى ٦،١٢٠مستخدم بحثوا عن حلول تجارية إلكترونية في لبنان. ويعتبر هذا الارتفاع بالأرقام كبير جداً مقارنة مع المستخدمين الذين قاموا بالبحث نفسه منذ خمسة أشهر وكان عددهم يصل الى ٣،٣٠٠ مستخدم فقط.

”شادي صافي“ شاب عشريني يتابع دراسته الجامعية، وكان يعمل في مؤسسة خاصة توقفت مع بداية هذه الجائحة. يقول: ”إن هذه الأزمة جعلته يبحث عن مصدر دخل آخر لاستكمال دراسته ولمساعدة أهله كونه المعيل لهم . دارت في ذهنه فكرة تأسيس مشروع على تطبيق انستغرام يبيع من خلاله مأكولات وحلويات يقوم بصناعتها في المنزل بمساعدة والدته وأخته.

 شادي يعتبر أن هذا المكان يعد آمناً، ومصدر رزق له في ظل هذه الأزمة العالمية، ويعترف أنه عند الإقفال تزداد المبيعات، كونه يقوم بتوصليها عبر خدمة الديليفري التي لمست من خلاله ”الشركات الأونلاين“ أهمية النظافة والتدقيق عليها من قبل الزبائن، لذلك يتم تعقيم هذه المنتجات قبل إرسالها، ويتم مطالبة شركة الدليفري القيام بذلك أيضاً قبل تسليمها للزبون مع الالتزام بوضع الكمامة ولبس القفازات.

”حنين عيساوي“ نموذج آخر من الشباب اللبناني الذي يحاول خلق فرصة عمل جديدة، فهي ما زالت في الواحد والعشرين من عمرها، وتطمح لتطوير مشروعها عبر تطبيق "فيس بوك" و"انستغرام" إذ يتابعها حوالي الألف منذ بداية أزمة كورونا.

تقول إنها ترددت في البداية كثيراً، لكنها وجدت أنها الفرصة الأخيرة في هذا الظرف، وإنه بالإمكان تحصيل ربح مادي من خلاله ولو بقدر معقول.

حنين تعمل في تنسيق الأشغال اليدوية والحرفيه وتلقى رواجاً جيداً في محيطها، وتحاول تطوير المنتوجات إلى المشاركة في المسابقات التحفيزية باعتباره عاملاً مهماً في الترويج وزيادة عدد المتابعين . فهي تحتاج إلى التكيّف مع التحديات التي يفرضها الـ "أونلاين"، وصولاً إلى استخدام متخصصين في مجال العمل عن بُعد.

وشهد البيع عبر الإنترنت في هذه الأزمة زيادة مقبولة، ويقدر الخبير بالتسويق الرقمي ”هيثم البركة“ النسبة بحوالى 15 في المئة، وهي نسبة قليلة مقارنةً بعدد مستخدمي الإنترنت في لبنان، فيما يبلغ بالدول المحيطة للبنان 40 في المئة من إجمالي التجارة المحلية، ونحو 80 في المئة في دول شرق آسيا، و70  في المئة في أوروبا والقارة الأمريكية.

أما إيلي حويك الذي يواجه العديد من المشاكل بعد أن أغلق محاله لبيع الأحذية النسائية وحقائب اليد، فبعد أسابيع من الجلوس في المنزل وعدم وجود عمل تحول إلى بيع السلع عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء وإدارة صفحة على "فيس بوك".

من جانبهم، يعتقد المستهلكون أن التسوق عبر الإنترنت في الوقت الحاضر أكثر أماناً لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.

فأوضحت ”سمر شاهين“، وهي إحدى المستهلكات اللواتي يشترين احتياجاتهن عبر  شبكة الانترنت: بصفتي اماً لثلاثة أطفال، ساعد التسوق عبر الإنترنت في تقليل مخاوفي من نقل العدوى إلى أطفالي وتجنب الخروج لشراء حوائجي“.

وبالنسبة لها فإن النشاط التجاري عبر الإنترنت له جوانب إيجابية بما في ذلك توفير الوقت والجهد وتقديم المزيد من الخيارات بأسعار مختلفة.

في المحصلة؛ فإن أزمة كورونا وضعت فئة كبيرة من الشباب اللبناني أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا التأقلم مع الوضع وإيجاد الحلول اللازمة؛ وإما الدخول في نفق مظلم.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10