هل تتواصل سيطرة الولايات المتحدة على مختلف العمليات الاقتصادية العالمية؟

فادي الصايغ

2020.11.18 - 03:35
Facebook Share
طباعة

ما تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها لا تدخر أي جهد ممكن للسيطرة على العمليات الاقتصادية التي تجري في أجزاء مختلفة من عالمنا ، وذلك من أجل تحسين مصلحتهم الخاصة من جهة و للتأثير على الحركة التجارية للدول المستقلة من جهة أخرى.
و كمثال على ذلك ،ففي الغرب خط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا "نورد ستريم 2"  الذي لم يبصر النور و ذلك بسبب إعاقة واشنطن لبنائه.
وفي الوقت نفسه ، في الشرق ، و بناءً على اقتراح من الولايات المتحدة نفسها  يتم تنشيط منظمة تدعي أنها مركز لوجستي ينظم تدفق موارد الطاقة عمليًا في جميع أنحاء القارة الآسيوية بأكملها.
و هذه المنظمة تمثل الرابطة بين الدول "التعاون الاقتصادي الإقليمي لآسيا الوسطى" (CAREC).
تم تشكيلها في عام 1997 بهدف تشجيع التعاون الاقتصادي بين بلدان آسيا الوسطى والأجزاء المجاورة من القوقاز وجنوب آسيا. 
تضم هذه المنظمة  11 دولة عضو فيها و هم: أفغانستان ، أذربيجان ، الصين ، جورجيا ، كازاخستان ، قيرغيزستان ، منغوليا ، باكستان ، طاجيكستان ، تركمانستان ، وأوزبكستان.
من الواضح من هذه القائمة أنه و على الرغم من اسم المنظمة فإنها تضم أقل من نصف دول آسيا الوسطى المناسبة لها. لكن لا داعي للاستغراب من هذا الأمر ، فقد تم إنشاء CAREC بمبادرة من بنك التنمية الآسيوي (ADB) ، الذي يقع مقره الرئيسي في الفلبين ولديه رئيس ياباني. 
وبعبارة أخرى أوضح ، من جهة فإن قيادة رابطة التعاون الاقتصادي الإقليمي لآسيا الوسطى لها علاقة بشرق وجنوب شرق آسيا أكثر من آسيا الوسطى ، و من جهة أخرى فلا علاقة لمساهمي بنك التنمية الآسيوي بآسيا الوسطى أيضًا. 
و لتضح الصورة أكثر فإن أكبر المساهمين في البنك هم اليابان والولايات المتحدة ، ولكل منهما حوالي 16 في المائة من الأسهم ، تليها الصين والهند وأستراليا وإندونيسيا وكندا وكوريا الجنوبية وجمهورية ألمانيا الاتحادية بنسبة خمسة إلى ستة في المائة من الأسهم في كل من البلدان.
وهذا يعني أنه من بين جميع الدول الإحدى عشرة الأعضاء في CAREC ، تمتلك الصين فقط التي تصنف من دول آسيا الوسطى  حصة مساهمة صغيرة من بنك التنمية الآسيوي بالمقارنة مع حصة المساهمين الرئيسيين .
و هنا لا بد أن نطرح السؤال الأبرز ،لمصلحة من قام البنك الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة مع الحلفاء بإنشاء وتحفيز أنشطة منظمة CAREC؟
 لكن الجاوب على ما يبدو واضحا" و جليا" ، أن الهدف هو السيطرة على هذه الرابطة الدولية لجعل مصالحها تصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10