هذه هي الأسباب التي تمنع الأمريكي من مغادرة سورية

إعداد - حسام مدني

2020.11.16 - 11:05
Facebook Share
طباعة

 
صدر في أواخر شهر آذار من العام 2018 كلام كان مفاجئاً في ذلك الوقت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر، فيما كانت سياسة الرجل تناقض تصريحه حول الانسحاب، إذ كانت إدارته بدأت منذ أشهر تتخذ من إطلاقه لهذا التصريح باتخاذ مواقف متشددة إزاء الأزمة السورية، وتهدد بتحرك عسكري ضد الحكومة السورية على خلفية مزاعم حول استخدامها أسلحة كيماوية، ثم عن زيادة القوات الأمريكية العاملة مع ما تُسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية في شمال شرق سوريا، وفي قاعدة التنف عند مثلث الحدود السورية- العراقية- الأردنية؛ لمنع التواصل بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، وتشكيل جيش من 30 ألف مقاتل في شمال شرق سوريا لمقاتلة الجيش السوري وتنظيم "داعش"، وذلك في إطار الصراع المحتدم مع روسيا على مناطق النفوذ.
هذا التناقض يفسره المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، والذي وصف قرار ترامب بسحب الجنود الأمريكيين من شمال شرقي سوريا، بأنه الموضوع الأكثر جدلية خلال خدمته المستمرة لخمسين عاما في الحكومة، مشيراً إلى أن فريقه تمكن من إقناع الرئيس الأمريكي في عام 2018 ثم في أكتوبر 2019 بضرورة إبقاء جزء من تلك القوات في البلاد.
كما أن تأكيد جيفري حول إخفاء العدد الحقيقي لعديد القوات الأمريكية في سورية، عن البيت الأبيض، يفسر جزءاً من ذلك التناقض بين تصريحات ترامب حول الانسحاب، والسياسات المعاكسة لأي نية بالانسحاب، معترفاً بأنهم مارسوا لعبة الخداع كي لا يتضح لقيادتهم كم من القوات تملك في سورية، وأن التعداد الفعلي لقوات الولايات المتحدة في شمال شرقي سورية أكبر بكثير من 200 عسكري وافق الرئيس دونالد ترامب على إبقائهم هناك عام 2019.
يأتي ذلك بالتزامن مع ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر عن عزمه تسريع سحب القوات الأميركية من أفغانستان والشرق الأوسط، مؤكدا أنه حان وقت العودة إلى الوطن، مشدداً على أن جميع الحروب التي تشارك فيها القوات الأمريكية يجب أن تنتهي.
فما هو العدد التقريبي للقوات الأمريكية في شمال وشرق سورية؟
في العام 2019، وقبل قبل بدء ما سُميت بعملية "نبع السلام" كانت القواعد العسكرية الأمريكية متواجدة في 22 منطقة في سوريا، كما تم نشر حوالي ألفي جندي في خمس مناطق آنذاك في محافظة الحسكة، وفي أربعة مناطق بمحافظة ديرالزور، وفي خمس مناطق من محافظة الرقة، وفي ثلاثة مناطق في منبج، وفي خمس مناطق من مدينة عين العرب "كوباني".
واشنطن أعلنت أن أهم أسباب تواجد جنودها هي لحماية النفط فق الشرق وفق ادعائها، وإثر ذلك تم توقيع اتفاقية مع شركة "دلتا كريسنت إنرجي" المحدودة، للتنقيب عن النفط واستخراجه وتكريره، وقد تأسست الشركة في مطلع العام 2019 في ولاية ديلاوير الأمريكية، من قبل السفير الأميركي السابق في الدنمارك جيمس كاين، ومؤسس شركة الأمن جيمس ريس، والمدير التنفيذي السابق في شركة “جلف ساندز بتروليوم”، جون دورير، ومقرها المملكة المتحدة، واللافت أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أوفاك التابع لوزارة الخزانة الأميركية، قد أعفى هذه الشركة من قانون "قيصر" الخاص بالعقوبات السورية.
فيما كان الصحافي الأمريكي كينيث أر. روزين أحد كبار المحررين في مجلة نيوزويك، والذي زار المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الأكراد و القوات الأمريكية مراراً، قد تحدث عن نية واشنطن بتقويض موارد الدولة السورية في الشرق عبر الأكراد والشركات الأمريكية، ومنها شركة "دلتا انرجي" وفق قوله.
من جهتها ترى مصادر وكالة أنباء آسيا بأن الأمريكيين لم يدخلوا إلى شرق سورية ليخرجوا منها بتلك السرعة، وتضيف المصادر بالقول: "واشنطن لن تترك الساحة السورية خاويةً للروس والأتراك والإيرانيين، كما أنها لا يمكن أن تخذل الأكراد مرةً أخرى وتتركهم دون ضمانات من الصعب على أنقرة تقديمها لهم، يُضاف إلى أن فكرة الانسحاب الأمريكي الكامل من سورية سيعني بأن على الأكراد حماية النفط بأنفسهم وهم لا يستطيعون ذلك مع التواجد التركي والميليشيات المدعومة من أنقرة، ما يعني بأن هؤلاء سيُجبرون على إعادة فتح القنوات مع الحكومة السورية أو الاحتماء بالروس، وهذا آخر ما تريده الولايات المتحدة، وفق تلك المصادر.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6