هل بالفعل أن الأميركيين ليس لديهم الحق في انتخاب رئيس مباشرة؟
خاص _ آسيا
في الولايات المتحدة ، لا تزال خفايا المعركة الانتخابية المرتبطة باسم الحاكم المستقبلي للبيت الأبيض تلوح في الأفق الأمريكي.
فمن جهة بايدن وأنصاره يحتفلون بالفعل،فيما لم يتخلى ترامب للحظة عن اتهام الديمقراطيين بالاحتيال الجماعي أثناء التصويت.
و هذا الاتهام جاء على خلفية انتقاد التصويت عبر البريد ، الذي أصبح واسع الانتشار بسبب جائحة COVID-19.
حيث أبدى جو بايدن دعمه لهذا النموذج من التصويت للعمل على الحد من حالات الاختلاط المحتملة أثناء عملية الانتخاب الطبيعية، وبالتالي خطر الإصابة ب فايروس كورونا المستجد.
لكن دونالد ترامب عارض بشكل قاطع ، مدعيا أن بطاقات الاقتراع المجهولة التي يتم إرسالها عن طريق البريد هي أرض خصبة للاحتيال.
لكن نظام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة محير و ليس بالأمر السهل.
حيث تتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي من خلال عدة مراحل لا يعرفها الكثيرون ضمن نظام انتخابي يعد فريدا من نوعه، بل ومن أعقد النظم الانتخابية في العالم رغم سهولته الظاهرية، فإن النظام الانتخابي للولايات المتحدة ينص على أن الأميركيين لا يستطيعون اختيار رئيسهم مباشرة على الإطلاق. فبموجب الدستور الحالي ، ليس لديهم حتى هذا الحق.
بل يتم حسم الانتخابات عن طريق الهيئات الانتخابية أو المجمع الانتخابي، و التي تتكون من 538 مندوباً.
حيث يكون لكل ولاية أمريكية داخل هذا المجمع الانتخابي عدد معين من الأصوات بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس.
و يدلي الناخبون بأصواتهم لمرشح معين، و الفائز هو المرشح الرئاسي الذي يحصل على 270 صوتا على الأقل من مجموع أصوات أعضاء الهيئات الانتخابية (أو المجمع الانتخابي).
وتجرى الانتخاب وفقاً لقاعدة أن الولاية تعتبر دائرة انتخابية واحدة، بحيث أن المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية بغض النظر عن نسبة الأصوات الشعبية التي حصل عليها في تلك الولاية.
وهكذا ، في الواقع ، فقط أكثر قليلا من خمسمائة صوت على شكل مجمع انتخابي هم من يقررون مباشرة من سيتولى الرئاسة، هذا هو البلد الأكثر ديمقراطية في العالم..؟!!
و وفقا للقواعد ، يجب على كل ناخب دعم مرشحه لمنصب رئيس الدولة ، الذي صوت له غالبية سكان الولاية. ولكن من يستطيع أن يضمن أنه سوف يفعل ذلك ؟ خاصة في مثل هذه الانتخابات الاستثنائية مثل انتخاب الرئيس ال46 للولايات المتحدة في عام 2020.
ومن الطبيعي وصف هذه الانتخابات بالاستثنائية لما رافقها من اتهامات بالعنصرية ، والتمييز على أساس الجنس ، والتحرش بالأطفال ، وإدمان المخدرات ، والفساد ، والعلاقات مع الروس وغيرها من الأخطاء المميتة المرتكبة من قبل المرشحين و مساعديهم .
