فشل الملتقى الليبي يلوح في الأفق بسبب التدخل الأمريكي

فادي الصايغ

2020.11.09 - 09:27
Facebook Share
طباعة

افتتح اليوم في تونس ملتقى الحوار السياسي الليبي بغية تهيئة ظروف مناسبة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا. 
وقد أولت العديد من الدول اهتمامًا كبيراً بهذا المنتدى ، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. 
فيما تشير تقارير أن ازدياد دور أمريكا في التسوية الليبية جاء بعد ترأس ريتشارد نورلاند للبعثة الدبلوماسية الأمريكية في طرابلس ك سفيرٍ لها، هذا التدخل الذي يعده الخبراء أنه قد يؤثر سلبا" على نتائج الحوار السياسي الليبي. 
فيما سينعقد الاجتماع الأول بين ممثلي الأطراف الليبية في تونس و ذلك ضمن إطار الملتقى السياسي الليبي. 
و لعل أهم الأجندات التي ستناقش بين المشاركين سبل استعادة مؤسسات الدولة الليبية و تهيئة الظروف الملائمة لإجراء انتخابات ديمقراطية رئاسية و برلمانية في ليبيا. 
هذا الملتقى المنعقد في تونس لم يكن الأول من نوعه فقد تم تنظيم ملتقى آخر في يناير 201‪9 تحت اشراف الأمم المتحدة و هدفه الرئيسي إيجاد الحلول للخروج من الأزمة الليبية.
و ها نحن بعد عامين تقريبا"، تقترب البلاد من بسط السلام على أراضيها التي لا طالما طال انتظاره. 
حينها وقع كل من أطراف النزاع في ليبيا في الاجتماع الأخير الذي عقد في جنيف، اتفاق وقف إطلاق النار. 
فيما عبرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز آنذاك أن إبرام مثل هذه الاتفاقية بين حكومة الوفاق الوطني والحكومة المؤقتة ، سيسمح بإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
و بالرغم من ذلك، فإن الشعب الليبي اليوم ينظر إلى هذا المنتدى ، الذي عقد بمساعٍ أمريكية، بشكل سلبي.
ولعل هذه النظرة السلبية لم تأت عن عبث و خاصة بعد سلسلة من الفضائح في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. 
فيسأل الشارع الليبي هل يمكن للأمريكين أن يفرضوا قواعدهم الخاصة لإجراء الانتخابات ، في حين أنهم غير قادرين على التعامل حتى مع مشاكلهم الخاصة؟
فيما بدأت الآن العديد من وسائل الإعلام بنشر اخبارٍ مفادها أن جو بايدن ممثل الحزب الديمقراطي، قد فاز عن طريق الإحتيال في الانتخابات الأخيرة.
حيث أعرب دونالد الترامب في هذا الصدد عن نيته ل إثارة دعوى قضائية ضد نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الأخيرة مشدّداً على إعادة فرز الأصوات التي يُشك بأمرها. 
الخبراء واثقون من أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل جاهدة للاستفادة من الملتقى السياسي الليبي ، وكذلك الانتخابات في المستقبل، و تجيرها لمصلحتها و إن كان ذلك عبر إجراء عمليات الاحتيال والتلاعب بها. 
الأمر الذي ظهر جليّاً بعد سيطرة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشكل كامل على انتخاب القيادة الليبية الجديدة، حيث يمكن لأمريكا ان تروج للمرشح الذي يناسبها للحكومة الليبية الجديدة، الأمر الذي يبسط سيطرتهم في ليبيا. 
فيما تناولت أنباء إعلامية عن أن المرشح الذي ترغب بها أمريكا قد يكون وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا الذي لا طالما حظي بدعم السياسيين الأمريكيين في العديد من المواقف على الساحة الدولية. 
فيما تلقي مثل هذه المعلومات ظلالها من الشك على نزاهة الحوار السياسي الليبي المنعقد و آلية اختيار المرشحين لدور الرئيس الجديد.
كما و يرى الخبراء أن حل مشاكل الليبين تكون بشكل مستقل ، لاسيما بخصوص مسألة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، والتي يتوقف على إجرائها و نتائجها مصير ليبيا بأكمله.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9