ماذا تفعل الجمعيات التركية في لبنان؟؟

كتب أحمد الابراهيم - وكالة أنباء آسيا

2020.11.09 - 08:55
Facebook Share
طباعة

 
كما بات معروفاً، فإن تركيا تقوم بتمويل سلسلة من الحملات التي ترفع علم الأعمال الخيرية. وفي بلد لا يمسك الأمن فيه بزمام الحركات الخارجية والتدخلات الأجنبية، من الطبيعي أن تسرح تركيا وتمرح لا إنسانياً، بل لمد النفوذ وبسط السلطان.
لنأخذ مثالاً عن ذلك جمعية تسمى "جيل المستقبل"  التي تأتي إلى لبنان تحت عنوان المساعدات الإنسانية.
لكنها تتعاطى شؤوناً محلية لا علاقة لها بأعمال الخير. فأين السلطة القضائية وأين الأمن ليراقبوا ويمنعوا أي تجاوزات غير مقبولة.
 وخاصةً أن  لتركيا أهدافاً استراتيجية ابعد من المساعدة الإنسانية، إذ تهدف إلى التوسع والانتشار في لبنان باستثمار الواقع المذهبي، حتى قبل انفجار مرفأ بيروت، حيث بدأ النفوذ التركي بالتصاعد، وخصوصاً في منطقة الشمال، في طرابلس وعكار وحتى في البقاع، وهذا له عدة أسباب، مرتبطة بالبعد المذهبي والجغرافي، والإحباط الذي يعاني منه المسلمون السنة من السياسات السابقة لسعد الحريري،  واستثمار الأزمة البنيوية التي يعاني منها لبنان في كيانه السياسي، ومحاولة حجز مكان لها لتكون صاحبة دور فاعل في وجه لبنان الجديد. 
"جمعية جيل المستقبل" التركية اللبنانية هي شكل من أشكال التمدد التركي في لبنان، حيث فعّلت أدوارها التي تأخذ طابعاً فكرياً من خلال عقد الندوات. فهل يمكن لجمعية تركية أن تمارس النشاط الدعائي والسياسي دون ترخيص؟
وهل حصلت هذه الجمعية على رخصة قانونية في لبنان أم ان بلدنا وكالة دون بواب؟
إن انحسار الدور العربي والانقسام الخطير في الأمة جعل   لبنان في مهب المخاطر.
ولا ننسى أن الاجتياح الاسرائيلي كان حصيلة لفراق مصر وسورية والخليج بعد كامب دايفيد. فأي مخاطر ستحل بلبنان وسط صعود العدوانية التركية؟
 بسبب تعدد مراكز القوى في لبنان أضحى هناك دور أكبر لتركيا في بلدنا، خصوصاً في الشمال، بسبب أنها من أكثر المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها حرمان يمكن استغلاله.
الأطماع التركية خطيرة، وتدخلها بشؤون لبنان له عواقب وخيمة على شعبنا، و الحدود المفتوحة مع سوريا والدور التركي فيها، والذي يتيح لها التحرك بحرية براً حتى عبر اختراق مناطق النظام، كما حصل مع خلية وادي خالد التي أتت من إدلب فتل كلخ إلى الشمال.
ثم كيف يتحرك حزب تركي الهوى في لبنان برخصة من وزارة الداخلية؟
هل تقبل تركيا بتظاهرة يقوم بها حزب لبناني ضد سفارة أجنبية في أنقرة، ولماذا استفاق "حزب التحرير" الآن من 
 كبوته، وهو الذي عاد منذ سنوات إلى العمل بقوة تحت  يافطة الخلافة الإسلامية التي هي حجر زاوية التضليل التركي؟ فهل نحن دولة ام حديقة عامة لا يراقبها أحد، ولا يحفظ استقرارها دولة وقوى أمنية وقضاء؟
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8