كتب جورج حايك: لهذا ترفض القوات اللبنانية ما قاله الأسد.

حاوره جورج حايك

2020.11.07 - 09:30
Facebook Share
طباعة

 
استنفر تصريح الرئيس السوري عن المصارف اللبنانية القوات اللبنانية التي رأت فيه محاولة لرمي المسؤولية عن أزمة السلطة السورية على لبنان.
الزميل جورج حايك حاور مصادر قواتية حول هذا الموضوع ومنا نقله عن المصدر القواتي الرسمي  قوله:
 لاقى تصريح رئيس النظام السوري بشار الاسد الذي ربط الازمة الاقتصادية في سوريا بضياع اموال بلاده في المصارف اللبنانية، ردوداً عدة من بعض القوى السياسية اللبنانية وقد اعتبر البعض ان الأسد مأزوم ويبحث عن مبررات للتدهور الاقتصادي أمام شعبه بعدما اشتد عليه الخناق نتيجة الحرب التي خاضها على شعبه وبفعل عقوبات قيصر والحصار الدولي المفروض عليه، وبالتالي يأتي كلامه خارج كل سياق منطقي، لأن الودائع السورية في المصارف اللبنانية ليست بحجم يخرجة من أزمته.
وتابع المصدر القواتي قائلا:
 القوات اللبنانية ترى أن سبب  الأزمة المالية السورية معروف نتيجة للحرب التي خاضها النظام السوري ضد شعبه وهي نتيجة العزلة العربية والدولية التي فرضت على سوريا بسبب سياسة الأسد، وكل كلام خارج هذا السياق يعتبر غير منطقي بل كلام لا معنى له ولا قيمة وخصوصاً ان مسألة الودائع السورية تفصيل صغير مقارنة بالواقع السوري الذي أوصله نظام الأسد إلى الفقر والتعتير".
ودائع النظام السوري أم ودائع مواطنين سوريين؟
 القواتي يتابع قائلا:
 لماذا اختار الأسد هذا التوقيت ليطلق هذه المواقف؟
 ويجيب المصدر "هو يريد أن يهرب من الواقع السوري باتجاه الواقع اللبناني، لذلك اخترع هذه المسألة، وهو يعتبر انه اذا عاد إلى الساحة اللبنانية يكون عاد إلى المسرح الاقليمي، أي ان سوريا خرجت من حربها وعادت إلى دورها الاقليمي ايام كانت تحتل لبنان، والأسد يُدرك ان هذا الموضوع سيؤدي إلى تأجيج واشتباك وردود".
يضيف:"لا يزال الملف اللبناني يعيش في خلفية النظام السوري الذي يعتبر ان حكمه للبنان أعطى سوريا نفوذاً وقوة ودوراً، وهو يحنّ إلى هذا الدور الذي فقده بعد خروجه من لبنان. على كل حال اختياره لهذا الموضوع غير موفق، فماذا يعني الودائع السورية محجوزة في المصارف؟ ودائع اللبنانيين محجوزة أيضاً! ثم لا بد من طرح علامات استفهام: هل هي ودائع النظام السوري أم ودائع مواطنين سوريين؟!".
وعن تحريض المواطنين السوريين اصحاب الودائع على إثارة الشغب، تقول مصادر القوات:"ممكن أن تكون رسالة تحريض، لكن من المعروف ان أصحاب الودائع في المصارف اللبنانية هم من الطبقتين الوسطى والميسورة اللتين لا تقومان بأي ردة فعل انما الطبقة الفقيرة ممكن ان تثير الشغب وهي حتماً لا تملك ودائع. وليس سراً ان هذه الأزمة طالت بالدرجة الأولى ودائع اللبنانيين قبل أن تطال الآخرين، وبالتالي ليس هناك استهداف من اللبنانيين لودائع دولة أجنبية".
تهريب في خدمة محور الممانعة
من الواضح ان الأسد يحاول تحميل مسؤولية الأزمة المالية في سوريا إلى المصارف اللبنانية، ويبدو انه يعوّض بذلك في التساهل بعمليات التهريب على الحدود اللبنانية السورية، لكن مصادر القوات تؤكد "لا نظن انها مسألة مقايضة، انما التهريب مباح على الحدود وهناك فوضى عارمة ونرى ان كل محور الممانعة مستفيد من هذا الواقع البائس على الحدود. أما كلامه فلا علاقة له بالتهريب بل انه نظام مأزوم بشكل كبير وهو يحاول أن يتحرّش بوضعية لبنانية يعتقد انها تعطيه حيثية معينة".
وتلفت المصادر إلى "ان القوات طالبت بشدة اقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية، وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى معالجة بمعزل عن كلام الأسد".
وعن صمت الدولة اللبنانية حيال كلام الأسد، تقول المصادر:"الدولة اللبنانية مُطالبة باستدعاء السفير السوري للوقوف على خلفية كلام الأسد، علماً انه عند استدعاء سفير أي دولة يعني ان هناك اعتراف بهذه الدولة، في وفت نحن لا نعتبر ان هناك وجود للدولة السورية. لكن هذا لا يعني ان الدولة اللبنانية التي تعترف بوضعية سورية أن تتلكأ بممارسة مسؤولياتها في هذا المجال والاستفسار عن أسباب هذا الكلام غير المنطقي".
سوريا منزوعة الشرعية عربياً ودولياً
وتختم القوات "نحن نعتبر الدولة السورية غير قائمة لأنها لا تزال في حالة حرب وإن تراجعت حدتها، ويتقاسمها نفوذ اقليمي ودولي بل هي دولة منزوعة الشرعية ولم تستعد عضويتها في الجامعة العربية وتعاني من حصار اميركي ودولي ولا سلام في الداخل السوري، وعندما تستعيد الدولة السورية وضعيتها الشرعية ويتحقق السلام لكل خادث حديث. لا شيء اسمه النظام السوري بالنسبة الينا انما هو ميليشيا من الميليشيات الموجودة في الأرض السورية تتقاسم النفوذ مع التنظيمات الأخرى، علماً ان هذا النظام لديه نظرية عدائية حيال لبنان ولا ينظر اليه كدولة مستقلة لا يعتبره جزءاً من سوريا، وهذه نظرة لم تتبدل حتى بعد خروجه من لبنان، لذلك هو يتعامل مع حلفائه في لبنان فقط. هو فاقد النفوذ داخل سوريا ولن يكون له أي نفوذ في لبنان".
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9