تكليف الحريري اعادة تدوير للسلطة أم مناورة سياسية

زهراء احمد- وكالة أنباء آسيا

2020.10.24 - 02:40
Facebook Share
طباعة

 
سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ( أكبر مكوّن سني لبناني ) مرشح وحيد لتشكيل الحكومة المقبلة. هو اختيار شكل انقساماً تاماً في القوى اللبنانية المختلفة، فالبعض فسره علی أنه تقسيم  للأدوار بين الحلفاء تمهيداً لمرحلة التأليف حتى لا تتهم جهة بالتعطيل في حال فشل الحكومة المقبلة في التأليف الوزاري. 
ويأتي تكليف الحريري بعد تصويت ٦٥ نائباً لاختياره رئيساً للحكومة من أصل 128في الإستشارات النيابية. لذلك فإن فكرة تسويقه كانت على أساس أنه المنقذ للأزمة الحالية، على الرغم من أنه جزء من  الطبقة السياسية، فهو لديه قبول من الجانب الأوروبي، وايضاً لا يوجد فيتو أمريكي على قرار توليه رئاسة الحكومة. 
لكن مسار تكليفه لم يحترم الرأي العام اللبناني ولا ضحايا انفجار بيروت الذين سقطوا نتيجة إهمال النظام، وبالتالي فإنه يفتقد حتى الآن إلى الشرعية الشعبية، باعتباره رئيس وزراء سابق استقالت حكومته بعد تظاهرات 17 تشرين الاول من العام الفائت.
تكليف رئيس وزراء سابق  في سياق الضغط الدولي والإقليمي يندرج ضمن الضغوط التي تمارس على لبنان، تحت عنوان الإصلاحات المطلوبة لدعمه مالياً، في ظل دعوات المانحين وعلى رأسهم فرنسا، والاشتراط على الفرقاء السياسيين في لبنان، ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وعمل إصلاحات سياسية واقتصادية حتى يتلقوا الدعم المالي اللازم لإعمار بيروت. 
الجانب الأمريكي يريد حكومة يشترط فيها عدم وجود حزب الله، وأما الجانب السعودي فلن يقدم الدعم لها في حال وجودها ايضاً. فكيف سيوازن الرئيس المكلف بين الإرادة الخارجية وواقع القوى المؤثرة على الساحة السياسية اللبنانية، مع علمه المسبق باستحالة تهميشها؟ وهل لديه رؤية جديدة تعيد التوازن بين المكونات، خصوصاً في ظل الصراع الدائر في المنطقة وتحول لبنان الى ساحة مواجهة بين قوى دولية واقليمية؟ لذلك، فإنه ليس من السهل على أي شخصية سياسية إقناع جميع الأطراف، حتى وإن كان شخص بحجم الرئيس الحريري، فإن دبلوماستيه لا تتيح له التخلص من ضغط زعماء الأحزاب السياسية.
مصادر أكدت لوكالة أنباء آسيا أن "الحريري أجرى اتصالات مهمة مع زعماء إقليميين، وأخذ ضمانات بتقديم الدعم له في حال نجاحه في تشكيل الحكومة المقبلة“، وهذا ما جعل الحريري يتكلم بثقة على أن الأوان لم يفت لإصلاح الوضع الإقتصادي، مستنداً بذلك الى قوة حلفائه، وأنه لم يكن ليقبل التكليف لولا ثقته وعلمه المسبق بدعمهم له، حتى وإن اعلنت دول الخليج في وقت سابق عدم دعمهم لحكومته، فالكل يعلم بأن مواقف دول الخليج غالباً ما تتغير بضوء أخضر أمريكي، اللاعب الاكبر في المنطقة. 
الشخصيات التي سيختارها الرئيس المكلف في حال تمكن من تشكيل الحكومة ستعطي الإنطباع الأول للتعامل معه، والبيان الوزاري الذي سيحدد آليات الإصلاح الإقتصادي وطريقة تعامله مع لائحة طويلة من الإصلاحات. وفي هذا الإطار حل الأزمة الإقتصادية مرهون  باستجابة القوى الداخلية لرئيس الوزراء المكلف وتسهيل مهمته، وهذا بدوره مرهون بالخروج من منطق المحاصصة، وكذلك رهن استجابة الشارع المنتفض، وإقناعه بإعادة الثقة لحكومته ومساعدة المجتمع الدولي والدول الداعمة،  وهذه المسألة في غاية الأهمية، والتي تعتبر ركناً اساسياً للخروج من الأزمه الحالية.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3