بعد القاصرات.. "اللقطاء" ضحايا جدد لسياسة "قسد" في تجنيد الأطفال

محمود عبد اللطيف _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.10.20 - 11:09
Facebook Share
طباعة

 تواصل "قوات سورية الديمقراطية"، عملية تجنيد اﻷطفال بشكل قسري ضمن صفوفها، وذلك على الرغم من قيامها في العام الماضي بتوقيع اتفاقية مع الأمم المتحدة حول حماية الأطفال في شمال شرق سورية، إلا أن ما أظهرته منشورات من ذوي بعض القاصرات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مسألة اختطاف بناتهن من قبل "الآسايش"، ليتم تجنيدهن بشكل إجباري ضمن صفوف "قسد"، لم تتوقف، وآخرها كان اختطاف طفلة بعمر ١٤ عاماً من إحدى القرى الواقعة بالقرب من مدينة "عامودا". اللقطاء ضحايا جدد.. بحسب معلومات خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، فإن ما يسمى بـ "المجلس المدني" التابع لـ "قسد" في مدينتي الرقة والطبقة، تلقى تعليمات من "الإدارة الذاتية"، بمنع التبني من قبل السكان المحليين لـ "اللقطاء"، الذين تزايد العثور عليهم على أبواب المستشفيات والمساجد، ووجهت بتسليمهم للمستشفيات العاملة في المدينتنين ليتم لاحقاً نقلهم إلى دور الأيتام التي تعمل "قسد" على إنشاءدئها، فيما يقول صحفي مقرب من "قسد" إن العملية تمهيد لنقل هؤلاء الأطفال إلى "جبل قنديل"، الذي يعد المعقل الأساس لـ "حزب العمال الكردستاني"، الموضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن. يؤكد مصدر طبي يعمل في مستشفى الرقة الوطني لـ "وكالة أنباء آسيا"، أنه تم العثور على ٨ أطفال على باب المستشفى منذ مطلع الشهر الحالي، وإن العدد وصل إلى نحو ٥٠ طفلاً منذ بداية العام الحالي، مشيراً إلى أن أعمار الأطفال الذين يتم العثور عليهم لا تتجاوز الثلاثة أشهر، ولم يتم التعرف على ذوي أي من الاطفال الذين يعتقد بأنهم تركوا نتيجة لحالة الفقر الشديد التي يعاني منها الأهالي أو النازحين المقيمين في المخيمات العشوائية القريبة من المدن الكبرى في الرقة. لا يوجد دليل مادي على إقدام "قسد" على مثل هذه الخطوة حالياً، إذ يتم توجيه مثل هذه الأوامر من قبل قيادة "الكردستاني" بشكل شفهي، إلا أن هذه المعلومات تتقاطع مع تقرير نشرته "وكالة أنباء آسيا"، خلال شهر تموز الماضي حول قيام ما يسمى بـ "مكتب الشهداء" التابع لـ "قسد"، بإبلاغ ذوي الطفل "عمار ياسر"، بمقتله نتيجة لغارة جوية تركية استهدفت مقراً لـ "الكردستاني" في منطقة "جبل قنديل" بإقليم شمال العراق، وقد أشارت المعلومات حينها إلى أن الطفل المذكور كان قد اختطف مع أخيه "محمد" قبل عامين من أمام منزل ذويهما في حي "غويران" بمدينة الحسكة، وأن "قسد"، طلبت من والد الطفل الذي لم يتجاوز عمره ١٤ عاماً حين مقتله، إقامة عزاء رسمي له بعد التعهد بإعادة شقيقه "محمد" الذي يبلغ من العمر ١٣ عاماً خلال وقت قريب، إلا أن الأمر لم يحدث حتى الآن. تجنيد القاصرات مستمر.. مؤخراً، ختطفت "الآسايش"، الطفلة "روان عليكو"، من مدينة "عامودا"، بهدف تجنيدها إجبارياً في صفوف ما يسمى بـ "وحدات حماية المرأة" التي تعتبر الجناح النسوي لـ "الوحدات الكردية"، الذراع العسكرية لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي"، المرتبط بشكل وثيق بـ "الكردستاني"، وخلال الشهر الماضي كانت قد أقدمت "الآسايش" على اختطاف الطفلة "هنادي جاسم العويد"، من قرية خنيز شمال الرقة، وكانت وصلت مع عائلتها إلى مدينة الرقة قبل أيام بهدف تلقي العلاج بسبب معاناة الطفلة من مرض نفسي، ولينا عبد الباقي خلف البالغة من العمر 14 عاما، من قرية "تل كرم" التابعة لمدينة الدرباسية شمال الحسكة، بهدف تنجيدها في صفوف الميليشيا، ومن القاصرات اللواتي راجت أسماؤهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل من رونيدا داري من مدينة "عامودا"، و هيفي فهد غيبي، والأخيرة قامت والدتها وعبر شريط فيديو تناقلته وسائل الإعلام المعادية لـ "قسد"، بمناشدة المنظمات الحقوقية للضغط على الميليشيات لإعادة ابنتها من معسكرات التدريب العسكري. يقول الصحفي "روني حسن"، لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن مسألة تجنيد القاصرات ضمن صفوف "قسد" تعد ضرورية بالنسبة لـ "الكردستاني"، لضمان استمرارية الجناح النسوي الذي يعد واحد من الأوراق السياسية التي تطرح على أن "الكردستاني"، يقاتل من أجل "القضية الكردية"، وقد تم خلال الأشهر الماضية تجنيد ما يزيد عن 150 فتاة دون سن الثامنة عشر وبدون موافقة ذويهن بعد اختطافهن أو إغرائهن بالمال مقابل التجنيد، ويتم نقل المجندات إلى ثلاث مراكز أساسية لتدريب المجندات في صفوف "قسد" تقع في كل من "عين العرب" بريف حلب الشرقي، و "المالكية" بريف الحسكة الشمالي الشرقي، وبالقرب من "جبل عبد العزيز" بريف الحسكة الجنوبي الغربي. وتقول مصادر أهلية لـ "وكالة أنباء آسيا" إن المجندات ضمن صفوف "قسد" غالباً ما يتعرضن لـ "الاعتداء الجنسي" من قبل القادة المباشرين المسؤولين عنهن، الأمر الذي يمنع فرارهن خشية من تعرضهن لـ "القتل بداعي الشرف"، وقد شهدت مناطق متفرقة من محافظة الحسكة عدداً من جرائم القتل بحق "مجندات" من قبل ذويهن خلال العام الماضي بالفعل، كما تشير المصادر إلى أن "قسد" تتعمد توريط القاصرين المجندين في صفوفها من الجنسين بتعاطي الحبوب المخدرة بما يضمن استمراريتهم ضمن صفوف "قسد". ولم توقف "قسد" عملية تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات التابعة لها على الرغم من توقيعها لاتفاقية مع "الأمم المتحدة" بخصوص حماية الأطفال في تموز من العام 2019 ، إذ وقع آنذاك القائد العام لـ "قسد"، المدعو "مظلوم عبدي"، الاتفاقية على الرغم من كونه عضو في "حزب العمال الكردستاني"، ويعد إرهابياً وفقاً لتصنيفات الأمم المتحدة نفسها. وعلى الرغم من الإنكار المتكرر لـ "تجنيد الاطفال"، إلا أن "قسد" كانت قد أصدرت في أيلول من العام 2018 تعميماً موقعا من قبل "عبدي" نفسه يطالب فيه قادة الميليشيات التابعة له بـ "تسريح" من هم دون سن الثامنة عشر على الفور، الأمر الذي اعتبر حينها اعترافا رسمياً من قبل "قسد"، بتجنيد الأطفال. تشير معلومات خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا" أن عدد الأطفال المجندين بشكل قسري أو طوعي ضمن صفوف "قسد" زاد عن ٧٥٠ طفلا، وإن غالبية هؤلاء تتراوح أعمارهم بين 14 - 15 عاماً، الأمر الذي نتج عن نقص الإقبال من قبل الشبان على الانخراط في صفوف "قسد"، على الرغم من فرضها للتجنيد الإجباري وتنفيذ حملات الاعتقال المستمرة للشبان، لإجبارهم على أداء ما تسميه بـ "واجب الدفاع الذاتي"، وتعد الانشقاقات التي تحدث في صفوف "قسد" خلال المعارك، وخاصةً مع الأتراك، أحد الأسباب الأساسية في محاولة تجنيد الأطفال. وتتراوح رواتب المجندين من القاصرين في صفوف "قسد"، ما بين 90-120 ألف ليرة سورية، وقد تم رفع هذه الرواتب مؤخراً إلى 200 ألف ليرة بعد استفادة "قسد" من فارق سعر الصرف الذي تتحكم به في المناطق الشرقية، وحفاظها على تدفق العملة الأمريكية إلى خزائنها من خلال استمرارية عملية تهريب النفط إلى إقليم شمال العراق "كردستان"، وإلى الأراضي التركية عبر المعابر البرية التي تربط مناطق سيطرتها في الرقة والحسكة وحلب مع المناطق التي تنتشر فيها القوات التركية. هيومن رايس واتش في ١٧ أيلول الماضي، كشف تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، عن قيام "الوحدات الكردية"، بتجنيد أطفال من سكان المخيمات، بما في ذلك فتيات دون موافقة ذويهن على عملية التجنيد، وبحسب تقرير المنظمة الحقوقية غير الحكومية، فإن شهر آب لوحده شهد تجنيد ٢٤٤ طفلاً بزيادة بلغت ٥ أضعاف عن بقية اشهر العام الحالي، كما ذكرت أن "الأمر العسكري" الذي صدر مؤخرا بناءً على مجموعة من التقارير التي صدرت في الفترة الأخيرة حول تجنيد القصّر؛ يدعو قادة ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" التي تقودها "الوحدات الكردية" إلى تسليم أي عضو دون 18عاما إلى السلطات التعليمية في شمال شرق سوريا، وإنهاء دفع الرواتب، مشددةً في الوقت نفسه على ضرورة إنهاء "الوحدات الكردية" لمسألة تجنيد الأطفال في سوريا الذي باشرته منذ عام 2014، والذي انتشر أثناء الاشتباكات العنيفة العام الماضي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10