فاتح جاموس لآسيا: المعارضة الداخلية لم تدخل في تحالف مع السلطة.. وشرطنا أن يكون ديمقراطي ندّي

لودي علي _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.10.09 - 09:08
Facebook Share
طباعة

 بعد أن انقطعت أخبار اجتماعات المعارضة الداخلية السورية عقب عام 2012 تقريباً، عقدت تيارات من المعارضة الداخلية اجتماعاً، خرجت به منذ أيام بوثيقة اسمتها " منصة المعارضة الوطنية السورية"..

الوثيقة التي كررت مطالب المعارضة الداخلية سابقاً، أضافت إليها المطالبة بإيجاد حل سريع للوضع المعيشي المتردي الذي وصل إليه الشعب السوري.

وكالة أنباء آسيا تحدثت إلى فاتح جاموس، القيادي البارز في تيار التغيير السلمي، وأحد المتوافقين على هذه المنصة للوقوف على أهم ما قد تقدمه المعارضة الداخلية خلال الفترة القادمة:

جاموس الذي تكلم بلسان تيار التغيير السلمي قال إن "التيار يعتبر أي توافق بين تيارات المعارضة الداخلية مهم في أي لحظة خلال الأزمة السورية، إلا أن ذلك كان يتوقف سابقاً على قناعة فعاليات أخرى لمشاركة التيار في أي مبادرة ، فلا يمكن طرح فكرة تخص المعارضة الداخلية دون مشاركة الفعاليات الأخرى، لاسيما وأن الفعاليات التي تعتبر معارضة داخلية في سورية عددها كبير، وأفترض أنها تمثل في الأزمة غالبية الكتلة الشعبية في سورية، طالما أن الصراع بين السلطة وبين الأصولية الفاشية ، والقسم الكبير من المعارضة الداخلية الوطنية تعتبر الأصولية الفاشية خطرة أكثر من السلطة، وبالتالي أولوياتنا ليست كأولويات المعارضة الخارجية.

اليوم، مازاد من رغبتنا في القيام بعمل ما كمعارضة داخلية هو تفاقم الأزمة السورية، لاسيما بعد أن أضيف إليها عنوانان هما "سيزر" وما تبعه من ضغوط معيشية ومادية، والطبقة الهامشية التي تحميها السلطة بشكل أو بآخر، والذين يمكن تسميتهم أمراء الحرب، ودورهم في موضوع التسعير، وهذه الطبقة تتنمر حتى على السلطة في بعض الأحيان.
يضيف جاموس: هذه الكتلة الغالبية من السوريين وضعها سيء جداً، فهناك غياب للأمان وغياب لأي بوادر انفراج في المستقبل القريب، هناك قلق وخوف من تأمين الحاجات، والوضع الكارثي الحالي جعلنا مستعدين للتعاون مع أي جهة.

وحول موقف السلطات في سورية من هذه المنصة سواء بالقبول أو الرفض، أوضح جاموس "أطلقت مبادرة للمعارضة الداخلية سابقا في 2012 والسلطة لم تقم بأي ممارسة قمعية تجاهها، في الوقت نفسه تَوافُق المعارضة الداخلية لا يرتبط فقط بألا تمارس السلطة القمع تجاهنا أو بأن يكون الروس موافقين، وإن كان الأفضل أن تسمح السلطة بهذه الظاهرة، أو أن يكون طرف من أصدقاء الدولة السورية له دور رعائي أو تواسطي بيننا وبين النظام، فالهدف الرئيسي من المعارضة الداخلية هو فتح مسار للوصول للقضايا الداخلية وحلها.
مضيفاً: "كان اجتماعنا الأخير علني، حضرت الدوريات المسؤولة للأجهزة الأمنية، لكن لم يحدث أي مضايقات.

أما بالنسبة للمشاركين في إطلاق هذه المنصة، لفت جاموس إلى أن عدداً كبيراً من الأسماء والفعاليات شاركوا في هذا العمل، وأنه لا يوجد أسماء تقليدية أبداً، وجزء منها أحزاب مرخصة لديها رغبة للقيام بعمل مستقل عن السلطة، إضافة إلى مشاركة أكثر من 20 تيار.
بالمقابل لا يوجد قوى سياسية فاعلة مشاركة، لأنها أصلاً غير موجودة في سورية.

ومن أشهر الأحزاب المرخصة المشاركة، حزب الشعب ومن أهم قادته الشيخ نواف الملحم، وحزب الشباب للتنمية ومن أهم قادته بروين إبراهيم، إضافة إلى القيادات القديمة وبعض السجناء السابقين، منهم فاتح جاموس القيادي في حزب العمل الشيوعي، ومحمود مرعي الذي كان بحزب التنظيم الشعبي الناصري، والعديد من الشخصيات الذين لهم نفس الرؤية فيما يتعلق بالصراع وأولويات المهام.

"المسألة الكردية ستكون حاضرة بشكل أو بآخر حسب المنصة" . وفي التفاصيل يقول القيادي في تيار التغيير السلمي: "المسألة الكردية واحدة من النقاط العشرة الواردة في الوثيقة، وكان هناك حزبان أوقفوا انضمامهم لوثيقة المعارضة الداخلية رغم أنهم خرجوا من الحوار الكردي بين المجلس و"مسد" أو فصلوا لأن لهم نزوع في السياسة لا يشبه توجه القوتين الكرديتين الأساسيتين في منطقة الشمال الشرقي وعفرين، والحزبان علقا انضمامهما بسبب الصيغة التي وردت في الوثيقة، واعتقد انهما خضعا لضغوط لأن الصيغة أكدت على حل المسألة الكردية في إطار وطني ديمقراطي ودستوري، وهذا مرتبط بحوار وطني مركزي وداخلي ويكون الأكراد ممثلين فيه.

وفي رده حول إن كانت المعارضة الخارجية لاتزال هي المسيطرة على ساحة المعارضة في سورية، وما تتعرض له المعارضة الداخلية من تهميش يقول جاموس:
"تهميش المعارضة الداخلية ليس له علاقة بطبيعة السلطة القمعية فقط، وإنما هناك تدخل للمعارضة الخارجية، حيث حاولت أن تظهر المشكلة على أنها بين طرفين؛ السلطة من جهة، والمعارضة الخارجية من جهة، ودخلت الأصولية الفاشية بسرعة في الحراك، فاتضح أن هذا الحراك يستحيل قيادته إلا من خلال الأصولية الخارجية، وتدخلَ العالم الخارجي بشكل كثيف جداً لتثبيت بعض النخب على أساس أنها من تقود هذا الحراك، وأنها المعارضة الوحيدة والشرعية، والسلطة ساهمت بذلك فلم تظهّر المعارضة الداخلية وهذا ليس دورها أصلاً".

مضيفاً: "كان هناك خلاف في بداية الأزمة حول إن كان ما يحدث ثورة أم لا، وفي ذلك الوقت من كان يقول إن هذه ليست ثورة أو أنها ثورة مضادة مثل فاتح جاموس، كان يلاقي الكثير من الانتقادات بصورة كثيفة بالمقابل، السلطة لم تكن محتاجه لمن يقول ذلك، وفي تلك البدايات كان من الصعب أن تشكل المعارضة الداخلية قوة .

وعن حراك المعارضة الداخلية في سورية، واحتمال تحالفها مع السلطة يقول القيادي جاموس: "في 2012 كان هناك حوار وطني داخلي وتحركت المعارضة الداخلية، كان هناك من اعتبر ذلك حاجة للنظام، لكنه لم يكن كذلك، كان هناك أزمة كبيرة تسمح بأن لا يمارس النظام طبيعته كما يجب، وبالتالي هذا يسمى تواطؤ سياسي موضوعي على المهمات وليس تواطؤاً ذاتياً، وفرق شاسع بين الحالتين، فعندما تعتبر المعارضة الداخلية أن مهمتها الأساسية هزيمة الفاشية فبالشكل الطبيعي كأنها تصب جهدها لصالح السلطة، وليكون الجهد ذاتي يجب أن يكون هناك تحالف بينها وبين السلطة، بالمقابل السلطة لا تقبل أي تحالف معها إلا عن طريق الجبهة الوطنية التقدمية، وهذا تحالف انتهازي مرفوض".

مؤكداً : "حتى الآن المعارضة الداخلية لم تدخل في تحالف مع السلطة، هي تريد ذلك، لكن تريده تحالفاً ديمقراطياً ندّياً، والسلطة تعتبر هذا الموضوع ليس في نهجها. السلطة تسهّل
أو تعقد موضوع إظهار المعارضة الداخلية، إلا أنه يجب على المعارضة الداخلية أن تتحلى بالعقلانية وأن يكون لها مشروع واستعداد للتعاون مع بعضها".

ربما الآن من مصلحة السلطة ألا تصعب دور هذه المعارضة، فمن حقها أن تمارس عملية قمعية ضد من يدافع في العنف أو يشترك به أو يرحب باحتلالات خارجية غير مدعوة من قبل الدولة، لكن من مصلحتها اليوم أن لا تقمع المعارضة الداخلية في ظل الظروف الكارثية التي تعيشها البلد اليوم".

ويشير جاموس إلى أنه من الضروري اليوم هو التقدم لبرامج ميدانية بهدف الوصول لحلول للسوريين، والتقدم للسلطة السياسية السورية ببرنامج واضح ليس غايته التعنت على تغييرها في هذه اللحظات الصعبة كما تفعل المعارضة الخارجية، وإنما الدخول في حوار معها، وهذا هدف أي معارضة، وهذا لا يعتبر اقتساماً كعكة لاوطني مع الصف الأمريكي ، وإنما في أسوأ حالته هو اقتسام كعكة مع قوى وطنية في الداخل السوري لم تدخل لا في مؤامرات ولا عمل سري ولا مع الأصولية ولا أمريكا، ولم تساهم إطلاقا في مآسي الشعب السوري سوى بالغلاء والفساد .

وعن الخطوات العملية التي قد تقوم بها المعارضة الداخلية بهد الإعلان الرسمي عن نفسها يقول جاموس: "واجبنا تقديم حلول عملية, وهذا أحد الاختبارات التي يجب أن ندخلها عندما نعلن أنفسنا بطريقة شرعية، سندعو السلطة للحوار ، ونعيد مطالبنا في محطة إعلامية مشتركة للمتحاورين، والمطالبة بلجنة حقوق إنسان لديها القدرة للدخول على أي مكان والوقوف على القضايا الحقيقية والصادقة للانتهاكات بعيدا عن المبالغة، إضافة إلى لجنة مشتركة لزيارة مواقع القرارات التشريعية في العالم، وتوضيح كيف أن العالم الخارجي يقف إلى جانب الأصولية الفاشية، وتزور البرلمانات وتشرح الموضوع، والسلطة لن توافق على هذه المطالب.
لكن الأهم الأن العمل على تأمين احتياجات الناس وطعامهم وإيقاف المهانات وما تقوم به الطبقة الهامشية ( أمراء الحرب) والتي تتنمر على الجميع بسلوكها، فالأزمة ليست فقط عبر سيزر وانما عن طريق هذه الطبقة أيضاً".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7