"ذا تايمز": إلى أين ستصل المواجهة بين تركيا واليونان في ظل علاقات واشنطن وأنقرة المتدهورة؟

ترجمة: عبير علي حطيط

2020.09.28 - 06:44
Facebook Share
طباعة

 نشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية تقريرًا حول التوتر في العلاقات بين تركيا واليونان، والمتركز حول احتياطات الغاز في شرق المتوسط. وربطت هذا التوتر بزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. وقالت إن الأدميرال المتقاعد فاسيليوس مارتزوكوس يؤمن مثل غيره في الجيش بالقوة العسكرية. وفي مسيرته العسكرية التي شهدت نزاعات مع تركيا فقد تأكد اقتناعه بمفهوم "إن أردت السلام فعليك التحضير للحرب". وقال الأدميرال المتقاعد: "هناك أمر غريب يتعلق بالردع" و"كلما أردت تجنب الحرب فعليك الظهور بمظهر من يبحث عنها".

ووسط التوتر والدبلوماسية الدولية المتعثرة، أعلنت أثينا عن تقوية دفاعاتها العسكرية. فبرنامج الأسلحة وهو الأكبر منذ عقود يعني شراء اليونان مقاتلات عسكرية وأساطيل ومروحيات وأنظمة صاروخية. وبالإضافة إلى 18 مقاتلة فرنسية "رافال" وأربع أساطيل متعددة الأغراض، سيتم تحديث الطائرات والسفن القديمة حسبما يقول رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي كشف عن تسليح يقدر بحوالي 6.8 مليارات يورو. وتشمل صواريخ مضادة للدبابات وطوربيدات وصواريخ جوية وتنشيط الصناعة العسكرية اليونانية، وتقوية دفاعاتها الإلكترونية، وتجنيد 15000 جندي في السنوات الخمس المقبلة. وقال الأدميرال المتقاعد مارتزوكوس: "ستكون الإجراءات تعزيزًا عظيمًا لقواتنا المسلحة وستعمل كردع. ويجب إقناع الطرف الآخر أن لديك القوة وستستخدمها في حالة الضرورة". وكان الصيف حارًا في طبيعة التوتر بين البلدين وأجّج العداوة المستمرة. فحالة التوتر حول احتياطات الغاز الطبيعي في مياه شرق المتوسط كادت أن تقود لمواجهة عسكرية بين بلدين عضوين في حلف الناتو.

وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية عن قرب عقد محادثات "استكشافية" مع أن هذا لم يخفف من إمكانية تجدد الدراما من جديد. وتوقفت المحادثات في جولتها السادسة عشر عام 2016، وركزت بشكل محدد على حل الخلافات البحرية. وقال أستاذ العلاقات الدولية قسنطينوس فيليس: "عدم الثقة المتبادلة يبدو من استئناف العلاقات بدون أي تواصل بين البلدين". وأضاف أن "أنقرة أرسلت رسائل أخرى عن نيتها شمل موضوعات أخرى بما فيها اعتبار الجزر اليونانية مناطق منزوعة السلاح، ولست متفائلًا". وقامت تركيا بإرسال طائرة بدون طيار فوق جزيرة كاستليوريزو في نهاية الأسبوع وقامت بتلطيخ العلم اليوناني بالأحمر على وقع النشيد الوطني التركي. ووصفت أثينا العملية بأنها محاولة "لتفجير" أي فرصة للتقارب. ولم يكن التوتر في مستويات عالية كما كان منذ الغزو التركي لجزيرة قبرص عام 1973. وهي أول عملية مواجهة عسكرية يحاول فيها كل طرف تأكيد سيطرته وأحقيته بمناطق الغاز في شرق المتوسط، حيث حلقت المقاتلات وانتشرت السفن الحربية. وكانت المواجهة التي استمرت 7 أسابيع نتاجًا لاكتشاف كميات من الغاز الطبيعي في قاع البحر، وتصاعدت مع نشر تركيا سفينة "الريس عروج" للقيام بعمليات تنقيب ورافقتها البحرية التركية. وردت أثينا بوضع قواتها العسكرية في حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من حدوث حادث أو سوء تصرف بشكل ينقل الاحتكاك إلى مرحلة جديدة. وقامت تركيا بمناورة بالرصاص الحي قريبًا من المياه القبرصية، وهناك إمكانية لعملية بحث جديدة. وفي نزاع ارتبط بالخلافات التركية - اليونانية بدأت تركيا بالتنقيب عن النفط في المياه القريبة من قبرص. وذلك بعد اكتشاف كميات من النفط من قبل الحكومة المعترف بها في نيقوسيا.

وجاء التحول عندما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عن عودة الريس عروج إلى قاعدتها في 13 أيلول/سبتمبر لمنح الدبلوماسية فرصتها. وقال الملحق العسكري في سفارة الاتحاد الأوروبي في أثينا: "كانت فترة مثيرة للقلق للجميع" و"من الصعب لبلدهم الخروج من الأزمة وتخفيض التوتر في وقت استخدم فيه الرئيس التركي خطابًا قويًا لجذب قاعدته”. ومع خروج السفينة التركية تنفس القادة الأوروبيون الصعداء، ولكن الحادث وضع تركيا في وضع صعب مع الكتلة الأوروبية وتهديدات بفرض العقوبات على أنقرة في قمة أوروبية كانت ستعقد في الأسبوع الماضي، ولكنها تأجلت إلى الأول من تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بسبب دخول رئيس المجلس الأوروبي تشارلس ميشل للحجر بعد إصابته بفيروس كورونا. ويقول كوستاس إنفانتيس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بانتيون في أثينا، إن المواجهة في الصيف كانت صيحة تحذير. موضحاً: "لم تكن هذه لعبة شد الحبل المعتادة، بل ومقدمة للحرب". وقال المتخصص بالشؤون التركية الذي قضى العقد الماضي وهو يدرس في إسطنبول: "النزاع بين تركيا واليونان لن يحل شيئًا. ويعرف الطرفان أنهما يستطيعان قصف بعضهما البعض والعودة إلى العصر الحجري، ولكن ماذا سينجزان.. لا خيار إلا العودة وفتح خطوط الاتصال والحوار".

ولم يستبعد رئيس الوزراء اليوناني إمكانية مقابلة أردوغان في وقت وصل فيه بومبيو إلى المنطقة بعد أسبوعين على زيارته لقبرص.

وسيناقش بومبيو في زيارته لليونان تعزيز العلاقات العسكرية الأمريكية مع أثينا، وسط تدهور في العلاقة مع تركيا، على خلفية شراء أنقرة نظام أس - 400 الصاروخي من روسيا.

ويأمل ميتسوتاكيس أن تعوض صفقات الأسلحة عمليات تخفيض النفقات الدفاعية السابقة بسبب الديون التي عانت منها البلاد. وتم جمع 2.5 مليار يورو من خلال السندات، وقد تمول المشتريات العسكرية. وقالت حكومة يمين - الوسط إنها تفكر بتمديد الخدمة العسكرية كوسيلة لمواجهة نقص القوات في وقت الأزمة. ولا يزيد عدد القوات اليونانية عن 11000 جندي وبحار وعامل في القوات الجوية وهو عدد أقل بكثير من القوات التركية بحيث دفع أردوغان لوصفها بكونها "متداعية" فقط وبأنها لا تستطيع الوقوف أمام ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو. وقال هذا الشهر: "إما سيفهمون لغة السياسة والدبلوماسية أو في الميدان وبتجربة مؤلمة". ونجحت الحملة التي قامت بها أثينا للحصول على دعم لها وقبرص من الاتحاد الأوروبي، إلا أن المشتريات لن تكون جاهزة إلا بعد سنوات ولن تكون صالحة للعمل. وقال محلل مقيم في أثينا: "لم أرَ أو أسمع اليونان تحضر للحرب ولكنهم يتدربون جيدًا ويعملون كثيرًا، ولديهم حس قوي بالواجب نحو بلدهم".[https://www.thetimes.co.uk/.../pompeo-holds-talks-on...](https://www.thetimes.co.uk/article/pompeo-holds-talks-on-moving-the-incirlik-air-base-to-punish-erdogan-6nhph9hxh

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7