"آسيا" تكشف بالأرقام توريدات البنزين إلى سورية.. والسر الحقيقي للأزمة

خاص _ وكالة انباء اسيا

2020.09.26 - 06:30
Facebook Share
طباعة

منذ أكثر من شهر، لم يطرأ أي تغيير على مشهد الطوابير أمام محطات البنزين، بل أصبح الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وسط تبريرات حكومية غير مقنعة للسوريين، فالذي تحدث به وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة كان قد كرره الوزير السابق "علي غانم" بأن سورية تعاني نقصاً حاداً في البنزين نتيجة العقوبات الأمريكية المشددة التي تعطّل واردات الوقود الحيوية.

طعمة أضاف بأن قانون قيصر- وهو أكثر العقوبات الأمريكية صرامةً، ودخل حيز التنفيذ في يونيو حزيران الماضي، ويحظر تعامل الشركات الأجنبية مع دمشق – عطل عدة شحنات من موردين لم يكشف عنهم.

ولكن الحقيقة تقول إن الدولة فقدت إنتاج النفط بعد أن فقدت معظم حقولها شرقي نهر الفرات، لذلك اعتمدت سورية على شحنات النفط الإيرانية،إلا أن تشديد العقوبات عليها وعلى الحلفاء أدى إلى توقف الإمدادات العام الماضي، كما أن واردات النفط عبر مرفأ بيروت تعطلت أيضاً في أعقاب الانفجار الكبير الذي أصابه في آب الماضي، مما زاد من شح الإمدادات بشكل كبير .

مليوني برميل شهرياً

وبحسب تصريحات مدير شركة "محروقات" الحكومية، مصطفى حصوية، فإن الحكومة كانت تستورد عبر الخط الائتماني مع إيران ناقلتي نفط شهرياً، وكل ناقلة تحمل مليون برميل، ولكن منذ حوالي شهرين تقريباً توقفت عملية الاستيراد، لافتاً إلى أن الحصار قلّص التوريدات إلى حوالي 35%، لذلك تم تخفيض حصة المركبات كإجراء مؤقت ريثما تصل واردات جديدة.

في السياق نفسه قال الوزير طعمة إن النقص تفاقم بسبب أعمال الصيانة الرئيسية في مصفاة بانياس، أكبر مصفاة في البلاد، والتي توفر ثلثي احتياجات سورية من البنزين.

وأضاف أن أعمال الصيانة التي لم يكن منها بد في المصفاة البالغة طاقتها 130 ألف برميل يومياً، ستكتمل خلال عشرة أيام، مما سيرفع طاقتها بنسبة 25 بالمئة.

الكرد يمنعون وصول النفط ..

وسط هذه التبريرات والزيارات الميدانية للحكومة، لمتابعة أعمال صيانة مصفاة بانياس، كشف مصدر من وزارة النفط لوكالة أنباء آسيا عن عدم وصول صهاريج من مناطق الأكراد بعدما تم توقيع اتفاقية ما بين "قسد" وشركة أمريكية، إضافة لتهديدات طالت مناطق الأكراد حول فرض عقوبات اقتصادية عليهم في حال تعاملهم مع الحكومة السورية، بحكم أن الشمال السوري معفى من قانون قيصر .

وبحسب المصدر، فإن هذا الأمر خلق نوعاً من الخلاف ما بين الشركة المحلية المتعاقد معها لاستجرار النفط من تلك المناطق (شركة قاطرجي)، بحكم رغبتها بزيادة الأسعار 4 أضعاف عن السعر الحقيقي ، حيث يستغل بعض تجار الوقود هذه الأزمة لزيادة أرباحهم، وذلك بالمضاربة في أسعار البنزين، وعدم الالتزام بأدنى شروط البيع.

وأضاف المصدر بأن احتياج سورية اليومي من الوقود يكلف ما بين 8-10ملايين دولار أمريكي، في حين أن الإنتاج النفطي للمناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية لا يوفر أكثر من 24% من الاحتياجات اليومية في ظل سيطرة القوات الكردية على آبار البترول الأكبر في شمال البلاد، بالمقابل فإن واردات النفط الإيراني، تغطي نحو 80 % من احتياجات البلاد البالغة 136 ألف برميل يومياً.

واردات سورية من النفط الإيراني ...

وبحسب الإحصائيات التي حصلت عليها وكالة أنباء آسيا عن واردات الحكومة من النفط الإيراني الخام في 2020 ، فقد قامت الدولة باستيراد حوالي 619,309 ألف طن موزعة على تسعة أشهر، ليكون الوارد في شهر كانون الثاني 94,442 طن، بينما تم تخفيض الكمية في شهر شباط لـ 90,035 طن، ولتنخفض الواردات بشكل أكبر في شهر آذار إلى 64 ألف طن، لترتفع بشكل كبير في شهر نيسان، حيث وصلت الوارادات لحوالي 263,826 طن لتصبح واردات شهر أيار صفر طن وليتم توريد كمية قليلة في شهر حزيران 33.143 طن لتعود الكمية لتنخفض في شهر تموز إلى الصفر، وليتم توريد كمية بسيطة جداً في شهر أب ( 33 ألف طن ) وليبقى شهر أيلول بدون توريدات حتى الآن. وبحسب المصادر فإن الحكومة السورية خفضت التوريدات في الشهرين الماضيين، نتيجة شح القطع الأجنبي في مصرف سورية المركزي، ما أدى إلى صعوبة في فتح اعتمادات شراء و تأمين للسفن لنقلها بشكل مباشر .

لهذا السبب هناك أزمة ...

وبالعودة للحجة المتداولة عبر وسائل الإعلام، عن العمرة التي تقوم بها مصفاة بانياس، أفاد مدير عام مصفاة بانياس المهندس بسام سلامة في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن المصفاة تغطي ما بين ٦٥-٧٠ % من حاجة السوق الداخلية من البنزين في حال وصول التوريدات إليها، وأن توقف التوريدات الخارجية للنفط هو السبب ببداية الأزمة، ناهيك عن توقف عمل المصفاة لاحقاً.

وأشار سلامة إلى أن عمرة المصفاة تأجلت عدة مرات بسبب الحاجة إلى المشتقات النفطية خلال الفترة السابقة، وأن آخر مرة تم فيها إجراء عمرة شاملة للمصفاة كان قبل سبع سنوات ، أي في عام 2013، كما تم إجراء عمرة جزئية لأجزاء من الوحدات وبدون كسح وتحضير لجميع الوحدات في عام ٢٠١٦، هذا وقد أشار محدثنا إلى أن توقيت العمرة يحدده الوضع الفني للوحدات الانتاجية، ومحطة القوى، والذي كان بوضع سيء جداً مؤخرا، بالإضافة لعامل الطقس المناسب الآن قبل قدوم موسم الأمطار.

وأكد سلامة أنه تم إنجاز نسبة جيدة من أعمال العمرة التي من المتوقع انتهاءها والإقلاع بالتقطير الجوي في 10/10/2020، أما تشغيل وحدات التحسين فسيكون قبل 1/10/2020
وبحسب المدير العام، فإن مصفاة بانياس تكرر حوالي ٦ مليون طناً من النفط الخام سنوياً، أي ما يعادل ١٨ ألف طناً في اليوم الواحد، في حال كان الوضع الفني للمصفاة جيداً، بالإضافة إلى توفر النفط الخام المناسب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3