حسن.م.يوسف لـ "آسيا": تجربتي مع القطاع العام مثل الدواء ..طعمها مرّ و لكن نتائجها حلوة

زينا صقر _دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.09.26 - 05:44
Facebook Share
طباعة

 هو كاتب من العيار الثقيل، و الزمن الجميل في آنٍ معاً، مسيرته الأدبية زاخرة بالكتاب القيّم و الرواية المبدعة، و النص الدرامي الجميل، عطاؤه للصحافة لم ينضب مع مرور السنين، و شغفه في اللغة يظهر من أولى كلماتك معه.

الكاتب حسن .م . يوسف يروي ل"آسيا" بعضاً من حكايته مع الكتابة، خصوصاً بعد أن حاز آخر نص درامي له على جائزة أفضل نص عربي عن مسلسل "حارس القدس" .

فقد أعلنت اللجنة العليا في بوابة "شهريار النجوم" المصرية نتائج استفتائها الأول لموسم دراما رمضان 2020 بعد تلقيها 132463 صوتاً من مختلف الدول العربية، و حاز مسلسل "حارس القدس" على خمس جوائز: عن أفضل نص درامي عربي ، و أفضل مسلسل عربي سوري، أفضل مخرج عربي للمخرج باسل الخطيب، و حاز الممثل رشيد عساف على أفضل نجم عربي، كما وفازت المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني (المنتجة لمسلسل حارس القدس) بجائزة أفضل شركة إنتاج عربية .

يقول يوسف :"رغم اهتمامي ومتابعتي للمطران إيلاريون كبوجي منذ أن ألقي القبض عليه وهو يهرب الأسلحة للفدائيين في سيارته في آب 1974، إلا أن فكرة كتابة مسلسل عنه ترجع للأستاذة ديانا جبور التي كانت المدير العام لمؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، فبعد ثلاثة أيام من وفاة المطران المناضل، في اليوم الأول من كانون الثاني عام 2017 اتصلت بي السيدة ديانا واقترحت عليَّ كتابة عمل عن حياته فوافقت فوراً، إلا أنني اشترطت أن تقوم هي بقراءة النص، وأن يخرجه ابن القضية المخرج القدير باسل الخطيب".

و يتابع :" كنت واثقاً، قبل أن أباشر بكتابة أي سطر أن هذا العمل سيكون له صداه ليس في سورية وحسب، وإنما في مختلف أنحاء الوطن العربي. فشخصية المطران إيلاريون كبوجي تنطوي على أبعاد وطنية ونضالية ودرامية مدهشة، إذ أنه كان يجسد في مسيرته جوهر الدين الشامي المقاوم الذي يرى الوطن بوصفه مدخلاً إلى الله، وقد تجسد هذا النهج أولاً في شخصية الشيخ عز الدين القسام، الذي انطلق من مدينة جبلة إلى فلسطين ليقود المقاومة فيها ضد المشروع الصهيوني الاستعماري، ثم تكرس بشخصية المطران إيلاريون كبوجي الذي كان يرى أن "من لا يحب أمته، خائن لربه".

و يؤكد كاتب مسلسل حارس القدس، أن الجوائز مثل كل شيء في هذا العالم متعددة الأوجه، فهي تلعب دوراً هاما في تحفيز الكاتب المتوازن على بذل المزيد من الجهد للارتقاء بعمله إلى مستويات أفضل، لكن نفس الجائزة قد تلعب دوراً مدمراً بالنسبة للمبدع النرجسي الذي يتورط في تصديق ما ينسب إليه من "عبقرية" فيتصرف كما لو أنه قد حقق "المعجزة"، وهكذا يشرع في تكرير نفسه؛ وقد يصاب بجنون العظمة ويموت إبداعياً وهو على قيد الحياة!
"أنا شخصياً أستطيع القول إنني من النوع الأول، فقد حولني فوز قصتي بالجائزة الأولى في المهرجان الأدبي لجامعة دمشق عام 1975، من طالب نكرة يعمل كمحاسب في التسيير الذاتي لمقصف الجامعة، إلى شخص ينتبه له الناس، كما أعطتني أول فرصة للسفر إلى خارج سورية، لأن الجائزة الأولى كانت بطاقة طائرة ذهاباً وإياباً إلى القاهرة".

وأشار يوسف إلى أنه كان عضواً في لجان تحكيم مختلفة في مجال الأدب والفن، و"أعرف كيف تتخذ القرارات في لجان التحكيم، ولهذا لا أعلق عليها الكثير من الأهمية بيني وبين نفسي، لكن الجوائز تنطوي على دلالات مختلفة أهمها أن الرسالة قد وصلت ولقيت استحسان المرسل إليه. عندما بلغني نبأ اختياري من قبل مجلة (أرابيان بيزنس )التي تصدر في دبي بالعربية والإنجليزية كواحد من أكثر مئة شخصية عربية مؤثرة في العالم عام 2014- فئة المفكرين. انتابتني نوبة من الضحك. والحق أن ذلك الاختيار لم يعنِ لي شيئاً، ولم أولِ هذا الحدث اهتماماً يذكر إلا عندما لاحظت أن الناس من حولي قد اهتموا به كثيراً".

العراقيل التي واجهت"حارس القدس" مع القطاع العام

في الحديث عن تجربته مع القطاع العام يقول يوسف:" إن تجربة العمل مع القطاع العام لها إيجابيات كبيرة، كونه يتيح للكاتب تناول موضوعات غير تجارية تعبر عن الهم العام، وتشير إلى قضايا جادة كما هو الحال مع شخصية المطران إيلاريون كبوجي" لكن العمل مع القطاع العام له متاعبه أيضاً، فإذا تجاوزنا قصة الأجور المنخفضة سنصطدم بعائق أخطر هو البيروقراطية المنفرة. و أستطيع القول إن تجربتي مع المؤسسة العامة للإنتاج كانت تشبه الدواء؛ فطعمها في الفم مر، لكن نتائجها حلوة. والحق أنني لست متشجعاً لإعادة التجربة، لكن إذا طرحت علي فكرة الكتابة عن شخصية مثل يوسف العظمة أو سلطان باشا الأطرش أو عز الدين القسام أو فارس الخوري أو إبراهيم هنانو، أو سليمان الحلبي، فسأوافق وأخوض المعمعة من جديد".

شهرة الدراما أم عتمة الكتابة الروائية..

يعترف كاتب "أخوة التراب" أن "أول حقيقة صادمة واجهته في حياته المهنية، هي أن الأدب لا يطعم خبزاً، لذا اقتديت بكبار كتاب العرب، محمد الماغوط، نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وعملت في الصحافة الثقافية، وكرست نفسي لكتابة الزاوية الجادة والساخرة ، لكنني بعد سنوات من العمل في الصحافة اكتشفت أنها تطعم الكاتب خبزاً فقط، إذا لم يرد أن يلوث يديه ووجدانه. والحق أنني ممتن للصحافة لأنها عززت علاقتي بالواقع، وأغنت خبرتي بالحياة، ومكنتني من السفر إلى كثير من بلدان العالم". منوهاً الى أن التلفزيون هو الذي قدمه للجمهور العريض، "بل هو الذي أوصلني للمرحومين أبي وأمي لأنهما كانا أميين. والحق أن الكتابة للتلفزيون قد أمنت لي دخلاً معقولاً مكنني من الحفاظ على كرامتي، وأن أساعد بعض من حولي، كما قدمتني لأخوتي لا في سورية وحسب، بل في مختلف أنحاء الوطن العربي.

والحقيقة أن وضع الثقافة في بلداننا مؤسف حد الوجع، فالكاتب الشهير يطبع ثلاثة آلاف نسخة من كتابه، وقد لاتباع تلك النسخ إلا بعد عام أو أكثر. بينما ذكرت الإحصائيات أنه قد شاهد نهاية رجل شجاع في عرضه الأول سبعون مليون إنسان، وهو رغم مرور ربع قرن وعام على إنتاجه ما يزال يعرض على الفضائيات مرة أو أكثر كل عام!" .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4