لا وجود لـ "المقاومة السورية": تصاعد الهجمات المجهولة على "قسد"

وسام دالاتي – دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.09.10 - 04:25
Facebook Share
طباعة

 تتواصل الدوريات الروسية والأمريكية بشكل منفصل في مناطق من محافظة الحسكة بالتزامن مع استمرارية الهجمات مجهولة الهوية على مواقع ودوريات لـ "قوات سورية الديمقراطية"، وفي حين تتحدث بعض الصفحات عن دور عشائري متصاعد في استهداف مجموعات "قسد"، فإن مصادر ميدانية تستبعد أن تكون العمليات بالتسنيق مع الحكومة السورية، كما تستبعد أن يكون ثمة ما يسمى عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ "المقاومة السورية"، إذ لم يسبق أن أعلن أي فصيل عن وجوده بشكل علني تحت هذا المسمى، ومن غير المرجح أن يكون في الحسابات السورية أن تكون مثل هذه العمليات بعيداً عن التغطية أو البيانات الرسمية، لما للأمر من أهمية في الضغط سياسياً ضد الوجود العسكري الأمريكي.

دوريات متعددة.. و"داعش" حي يرزق
الشرطة العسكرية الروسية سيرّت دورية بشكل منفرد في محيط مدينة "الدرباسية"، بريف الحسكة الشمالي، الأمر الذي قابله تسيير دورية أمريكية في محيط بلدة "تل تمر"، الواقع بالريف الغربي للمحافظة نفسها، وغالبا ما تشهد المناطق الشمالية والغربية من محافظة الحسكة احتكاك مباشر قد يصل حد "المطاردة"، وعرقل العملية المتبادلة بين القوات الروسية والأمريكية، دون أن تفضي أي من عمليات الاحتكاك التي شهدتها المنطقة إلى صدام مباشر بين القوتين، فالأمر بحسب مصادر ميدانية مستبعد بشكل نهائي.

بالتزامن مع ذلك شهدت بلدة "الدشيشة"، الواقعة بريف الحسكة الجنوبي هجوماً مسلحاً نفذته مجموعة مجهولة الهوية على أحد نقاط "قوات سورية الديمقراطية"، ما أفضى إلى مقتل أحد عناصرها وإصابة آخر، وتشير المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، إلى أن المناطق الواقعة إلى الجنوب من مدينة الشدادي والشرق من مدينة "مركدة"، تعد مسرحاً لعمليات مجموعات نشطة تابعة لتنظيم "داعش"، وغالبا ما يقوم الأخير بتسير دوريات ونشر "حواجز"، تقطع الطرقات ليلاً، بما يعني أن الحال في المنطقة الممتدة بين مدينة الشدادي وحتى الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور، تكون خطرة ليلاً، وبيئة لنشاط خلايا تنظيم "داعش"، على الرغم من العمليات المتعددة لـ "قوات سورية الديمقراطية"، وبدعم من قوات التحالف الأمريكي بحجة القضاء على بؤر التنظيم الأخيرة.

آخر العمليات التي نفذتها "قسد"، كانت تحت مسمى "ردع الإرهاب"، ونفذت على مرحتلين استهدفت جنوب الحسكة والمناطق الواقعة شرق نهر الفرات (الجزيرة) من ريف دير الزور، ومع ذلك، فإن الخلايا التابعة لتنظيم "داعش"، ماتزال حاضرة وبقوة، ما يرجح وقوف هذه الخلايا وراء العمليات التي تستهدف "قسد"، دون إمكانية الحديث مطلقاً عن وجود "المقاومة السورية"، أو "المقاومة العشائرية"، ما لم تعلن هذه المقاومة عن وجودها بشكل رسمي عبر بيانات قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي هي البيئة المناسبة والأسرع لانتشارها، وذلك قياساً على بيانات ظهور كل الفصائل المسلحة منذ بداية الأزمة السورية.

قوة عربية.. ماذا في التفصيل

ومع تزايد حدة الخلافات بين "قسد"، والعشائر العربية والتي كانت قد تجددت يوم أمس في بلدة "جديد عكيدات"، بريف دير الزور الشرقي، تواصل قوات التحالف الأمريكي عملية تدريب "القوة العربية"، التي تعتزم نشرها لحماية المنشآت النفطية، وبحسب مصدر صحفي كردي فإن منطقة عمل هذه القوة ستكون جنوب الحسكة وشرق الفرات، ومن غير المستبعد أن يتم تكليفها بحماية المنشآت النفطية الواقعة في مدينة "رميلان"، ومنطقة "السويدية"، الواقعتين بريف الحسكة الشمالي الشرقي على الرغم من معارضة قيادات "قوات سورية الديمقراطية"، لمثل هذه الخطوة.

القوة المشكلة من ٢٢٠٠ عنصر من أبناء العشائر العربية، كان عدداً كبيراً منهم منخرطين ضمن صفوف "قوات النخبة"، التابعة لـ "تيار الغد"، المعارض الذي يقوده الرئيس الأسبق لـ "الائتلاف المعارض"، المدعو "أحمد الجربا"، الأمر الذي يجعل من هذه القوة بوابة لعودة "الجربا" إلى ساحة المنطقة الشرقية بقوة، ما قد تعتبره "قسد"، تهديداً منافساً لوجودها، نظراً لتمتع "الجربا"، بعلاقات جيدة مع كل من السعودية والإمارات وحكومة إقليم شمال العراق "كردستان"، كما أن تحدره من قبيلة "شمر" العربية يجعل من احتمالية إنضمام "جيش الصناديد"، الذي يقوده شيخ عشيرة "شمر"، المدعو "حميدي الدهام"، أمراً وارداً، علما أن "الدهام"، يعتبر "رئيس مقاطعة الجزيرة"، بحسب تقسيمات "قسد" الإدارية للمنطقة.

بحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، فإن القوة العربية تخضع لعملية تدريب مستمرة منذ أربعة أشهر داخل معسكرين يتبعان للقوات الأمريكية، الأول يقع بالقرب من "معمل الغاز" على بعد ٢ كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة الشدادي، والثاني يقع بالقرب من "صوامع صباح الخير" المقامة بالقرب من "سكة حديد الحسكة - دير الزور"، وعلى بعد ٢٠ كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة، وهذان المعسكران يجاوران قاعدتين للقوات الامريكية تحتوي كل منهما على معقل خاص بعناصر تنظيم "داعش"، من الجنسيات غير السورية والمصنفين على أنهم "خطر"، وفقاً للاعتبارات الأمنية الأمريكية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7