90 عاما على ميلاد "مهندس الثورات الملونة"

2020.09.10 - 02:24
Facebook Share
طباعة

 أتم جورج سوروس، الملياردير الأمريكي من أصول هنغارية، و"فاعل الخير" المعروف بولعه بتنظيم الثورات الملونة في بقاع مختلفة من العالم، التسعين من عمره.

بالطبع، فور بداية الأحداث الأخيرة في بيلاروس، باشر الكثيرون بالتلميح إلى أن جورج سوروس بالذات ولا أحد غيره، قام بتنظيم ثورة "ملونة" أخرى في أوروبا الشرقية.
لكن من المعروف، أن سلطات بيلاروس طلبت من "المحسن" الأمريكي مغادرة هذه الجمهورية منذ فترة طويلة، قبل وقت طويل من اعتبار أنشطة مؤسساته غير مرغوب فيها في روسيا.
ولد جورج سوروس في العاصمة الهنغارية عام 1930 لعائلة يهودية فقيرة. عند الولادة، حصل على اسم ديورد شفارتس، ولكن في عام 1936 قرر رب العائلة تغيير لقبه، ليصبح  شوروش. في وقت لاحق، بعد أن وصل جورج سوروس إلى أمريكا، تخلص من حرف الشين في لقبه القصير.
في عام 1947، هاجرت العائلة بأكملها إلى بريطانيا، حيث التحق جورج بمدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. في البداية، أجبرت قلة المال، هذا الفتى على قبول أي عمل: عمل كعامل في مصنع، وكحارس ومنقذ في مسبح، وكبواب في محطة قطار.
بدأت الحياة الجديدة لملياردير المستقبل عندما انتقل إلى نيويورك عام 1956. كان لديه 500 دولار في جيبه. وفي وول ستريت، تمكن سوروس من زيادة رأس ماله إلى 100 مليون دولار خلال 30 عاما. وتم ذلك بفضل طريقة تداول الأوراق المالية التي ابتدعها.
بريطانيا، التي آوت سوروس في سنوات ما بعد الحرب، لعنته في 16 سبتمبر 1992. هذا اليوم بات يعرف في تاريخ إنجلترا الحديثة، باسم "الأربعاء الأسود". في ذلك اليوم قرر سوروس اللعب على هبوط الجنيه الإسترليني، مما أدى إلى انخفاض العملة البريطانية إلى أدنى مستوياتها التاريخية. بفضل هذا، ربح سوروس حوالي مليار دولار خلال يوم واحد.
في 1997-1998، نفذ سوروس خطة مشابهة في جنوب شرق آسيا: ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة والفلبين. في كل مرة أدى انهيار العملة الوطنية إلى أزمة اقتصادية خطيرة في إحدى هذه الدول.
بحلول نهاية التسعينيات، قرر سوروس ترك المجال المالي وأعلن نفسه بشكل غير متوقع، كفاعل خير. منذ تلك اللحظة، شارك الملياردير بنشاط في تمويل التعليم والعلوم والثقافة. ويقال إنه خلال كل هذا الوقت أنفق حوالي 32 مليار دولار على هذه النشاطات.
أسس سوروس أول صندوق خيري تحت اسم "المجتمع المفتوح"، في نيويورك عام 1979. ظهر أول فرع أوروبي بعد 5 سنوات في هنغاريا. هناك، شارك الممول في دعم المعارضين المحليين من خلال تزويدهم بآلات الطباعة.
تنتشر اليوم فروع مؤسسة سوروس في جميع أنحاء العالم. وتنفق المنظمة سنويا حوالي 400 مليون دولار، كما تقول، لدعم مشاريع في مجالات التعليم والصحة والعلوم وتنمية المجتمع المدني والديمقراطية، فضلا عن حماية حقوق الإنسان.
الثورة الأولى بمشاركة غير مباشرة من سوروس، حدثت في عام 2000 في يوغوسلافيا. وبفضل أموال مؤسسته، تم إنشاء حزب المعارضة أوتبور، الذي شن حملة ضد الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش.
"الإنجاز" التالي لسوروس، كان التحضير لـ "ثورة الورود" وإدارتها في جورجيا. ثم تم تسجيل نشاط صندوق الملياردير في قرغيزستان خلال "ثورة التوليب"، ثم خلال "الثورة البرتقالية" و "الميدان الأوروبي" في أوكرانيا.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1