سكان الغوطة الشرقية يحاولون ترميم حياتهم: ما زلنا أرقام .. و"الحال من بعضو"!

هيا حمارشة _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.09.08 - 05:32
Facebook Share
طباعة

يتفرغ بلال البقاعي للاهتمام بحقله المجاور لطريق مطار دمشق الدولي في قرية "حتيتة التركمان" التابعة لمنطقة المليحة، فهو المورد الوحيد له في ظل هذه الظروف الصعبة.

يقول بلال (27 عاماً) "لآسيا": " حتى الآن يُنظر لسكان الغوطة على أنهم إرهابيون، رغم تحرير المناطق، والتأكد من أن سكانها الذين يقنطون بها الآن لا يحملون أي صفة سوى أنهم مواطنون سوريون، مضيفاً أنه حتى عند تحريرها، فقد سعت الحكومة لترميم نفسها بمؤسساتها وبلدياتها، دون أن يطال ذلك ترميم منازل أي من المواطنين".

وضع سيء

دوما.. زملكا.. المليحة.. عربين، مدن وبلدات في الغوطة الشرقية لدمشق، ينتظر سكانها سماع أسماءها في كراجات العباسيين من سائقي السرافيس، ليهرعوا إليها ويعودون إلى منازلهم المدمرة، هو حلم يراود الأهالي منذ سنتين، عقب استعادة الدولة السورية للسيطرة على غوطة دمشق، لكن ما إن يصل السرفيس إلى حدود منطقة دوما سترى واقعاً آخر يعاني منه سكان هذه المناطق، إذ يفتقدون لمقومات الحياة الاساسية في ظل جائحة كورونا كالماء والكهرباء، أو حتى إمكانية إعادة ترميم منازلهم المدمرة بشكل كامل.

دعم كبير .. والهدف سياحي!

يقول بلال عن وضع الكهرباء في قريته إنها جيدة، بفضل بعض رجال الأعمال الذين تبرعوا لصندوق مجلس البلدية، والتي مازالت حتى الآن عشوائية، مضيفاً أن و"ضع المياه جيد أيضاً هنا، لكن لايوجد خطوط هواتف أرضية في المنطقة، وأنا أتكلم عن قريتي، أما المليحة فالوضع داخلها أسوأ بكثير، نحن مدعومون من قبل وزارة السياحة التي عبدت الطرق وفعّلت المنطقة سياحياً، وليس من أجل السكان، والدليل أن منطقة المليحة وضعها سيء جداً" .

الكهرباء.. على المولدات

(ح.أ) هو مواطن آخر من منطقة دوما، يعزف العود كعمل له، مهجّر لثماني سنوات، يتحدث عن وضع منطقة دوما التي تبدأ الغوطة الشرقية منها، مساوياً إياها بكافة المناطق السورية قائلاً: الوضع سيء جداً في كل المناطق وليس فقط في دوما، فالغلاء الفاحش موجود في كل مكان بسبب العقوبات الاقتصادية، لافتاً إلى استمرار بعض الإجراءات التي تذكّر بالحرب، حيث "ما يزال هناك حاجز في بداية المنطقة يعطي كل شخص رقماً بعد الاطلاع على هويته".

وعن وضع المياه والكهرباء يقول عازف العود، أن المياه هي (مياه غرز) أي تستخرج من الأرض، مما يدفع السكان لشراء المياه النظيفة، أما الكهرباء فقد أصبحت كما هو الحال في لبنان، تعتمد على المولدات الكهربائية، في حين يحسب الاشتراك أسبوعياً حسب الاستخدام، ويبدأ من 7000 ليرة فما فوق.

رخص ترميم ولكن!!

تواصلت وكالة أنباء آسيا مع مدير المجالس المحلية في محافظة ريف دمشق عبد الرزاق ضميرية، لتوجيه السؤال الذي يدور في أذهان معظم سكان الغوطة الشرقية ألا وهو: لماذا لا يُسمح للأهالي هناك بترميم منازلهم؟، ويجيب ضميرية "يوجد خطة كاملة لتخديم منطقة الغوطة بأكملها في عام 2021"، وعن منح ترخيص ترميم للسكان، يقول ضميرية: "سيتم إعادة التأهيل للمنطقة، لكن رخصة البناء لا يتم إعطاؤها إلا للمواطن الذي يملك كافة الوثائق التي تدل على أنه مالك لهذا العقار، بالإضافة إلى حصوله على موافقة من بناء المهندسين تنص على أن العقار سليم إنشائياً بمعنى أنه فقط يحتاج لبعض الإكساء الداخلي وليس مدمر، حينها يأخذ الترخيص، وغير ذلك فهو غير ممكن".

يستأذن بلال ليعود إلى عمله بعد انتهاء حديثه عن الوضع الخدمي في منطقته قائلاً: " قبل الحرب، كان لدينا معمل لصناعة الرخام، أما الآن وبعد تدميره، قررت أن أكون فلاحاً في أرضي التي أملكها، فهي الوحيدة التي لا تحتاج لرخصة ولا حتى رئيس عمل، هنا أنا الرئيس والمرؤوس في عملي".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8