زيارة شينكر .. تمهيد لإطلاق مرحلة الضغط القصوى؟!

يوسف الصايغ - بيروت

2020.09.05 - 04:45
Facebook Share
طباعة

 في وقت لا تزال مفاعيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية، جاءت زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي دايفيد شينكر إلى بيروت، والتي تلت زيارة ماكرون الثانية للبنان بعد التفجير الذي شهده مرفأ بيروت في الرابع من آب الفائت، لترسم علامة استفهام حول مغزى الزيارة وأهدافها الحقيقية، خصوصاً وأن برنامج شينكر في لبنان لم يتضمن لقاء مع أي مسؤول رسمي، بل أن جدول أعماله يركز على اللقاءات مع ممثلي بعض القوى التي شاركت في حراك السابع عشر من تشرين الأول الماضي، وهذا بحسب مصادر متابعة يجعل من زيارة شينكر غارة أكثر منها زيارة، وتطرح السؤال عن الهدف منها، لا سيما بعد الدخول الفرنسي على المسرح اللبناني، والذي أنتج تسمية السفير مصطفى أديب لتشكيل حكومة بديلة عن حكومة دياب، فهل جاءت زيارة المسؤول الأمريكي لتفضح دور بعض القوى التي انخرطت في "الحراك الشعبي"؟
ورداً على ما سبق طرحه من تساؤلات، يشير أمين عام تجمع "مواطنون ومواطنات في دولة" شربل نحاس في تصريح خاص لوكالة أنباء آسيا إلى أن المسألة لا تقف عند شينكر، سائلاً عن الفرق بين قوى المجتمع المدني التي اجتمع بها شينكر، ولقاءات ماكرون مع زعماء، معتبراً أننا لا نزال في نفس الحفرة، ولا زلنا في نفس الأزمة لجهة العجز عن إقامة دولة مدنية، لأن مفهوم الدولة يحتّم التعاطي مع الدول وفق منطق نظام الدولة وليس كجماعات، ويسأل نحاس "هل يمكن السماح لوزير خارجية لبنان إذا قام بزيارة إلى دولة ما أن يقوم بعقد لقاءات مع مجموعات وتنظيمات خارج الإطار الرسمي للدولة؟
ويضيف نحاس:" هل يعقل أن ننتظر ما سيحصل في الخارج من مفاوضات؟ مؤكداً أن الدولة لا ترهن واقع بلد منهار بانتظار ما سيحصل في الخارج، متسائلاً: ماذا إذا كانت النتيجة عكس ما كانت تتوقعه، بينما الشعب غارق في معاناته والبعض الآخر على باب الهجرة، بينما الذين كانوا موجودين في السلطة باتوا يتحدثون عن إقامة دولة مدنية".
من جهته، يرى عضو مؤسس في تجمع "ثائرون" نادي قماش، في تصريح لوكالة أنباء آسيا إلى أن "المسؤول الأمريكي يحضر للمرحلة الثانية التي تسمى بمرحلة الضغط الأمريكي، لا سيما بعدما تقدمت في الفترة الماضية المبادرة الفرنسية القائمة على مبدأ الاحتواء على حساب النظرية الأمريكية القائمة على الضغط المطلق، ومن هنا يمكن القول إن المشروع الفرنسي ليس نهائياً وهناك نوع من السماح للفرنسي بالتقدم مع إيمانه الراسخ بأسلوب الضغط المطلق، وله حلفاء في الداخل اللبناني مستعدين إلى أن يقدموا أكثر مما يريده الأمريكي".
واللافت بحسب قماش أن "المجموعات التي شاركت في الحراك الشعبي في 17 تشرين بات محور اهتمامها لفت نظر المجتمع الدولي إلى وجودها، من أجل الحصول على حصتها، وتحولت ما كانت ثورة إلى مجرد احتجاجات همّها الرئيسي الحصول على حصتها، وبالتالي باتوا يتصرفون على غرار الطبقة التقليدية الحاكمة الحالية، ولم يعد هناك أي مشروع مرتبط ببناء الدولة العلمانية".
ويضيف قماش أن "المجموعات باتت تتصرف بأسلوب هزلي، داعياً هذه المجموعات بعد ما أسماه بـ"مسرحية الوزارات" إلى الانكفاء، والاعتراف بأن المرحلة السابقة انتهت.
ويختم قماش بالإشارة إلى أن المزيد من المراهقة من قبل المجموعات لن يجدي نفعا بظل الستاتيكو القائم، وفي ظل مرحلة قادمة، وهي الدخول في لعبة التقسيم المناطقي، حيث سيكون في كل منطقة نفوذ لجهة دولية ما".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10