فتنة خلدة.. حرب بالوكالة بدلاً عن حرب إسرائيل المباشرة على لبنان؟

خاص _ وكالة انباء اسيا

2020.08.28 - 12:11
Facebook Share
طباعة

 تحولت منطقة خلدة إلى ساحة حرب إثر الإشكال بين مناصري الشيخ السلفي عمر غصن وقوة من الجيش اللبناني، حيث قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ غصن بإطلاق النار على السيارات المارة في خلدة، كما تبادلت إطلاق النار مع الجيش اللبناني، وأسفر الإشكال عن سقوط قتيلين، كما أصيب ثلاثة اشخاص آخرين، وعلمت وكالة أنباء آسيا أن الجيش قام بتوقيف أربعة اشخاص، كما تجري ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم، كذلك عمل الجيش على استقدام تعزيزات إلى منطقة الاشتباك.

في المحصلة، وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء اندلاع الإشكال فإنه يشكّل مقدمة للدخول في فتنة مذهبية، تشكل في هذا التوقيت خدمةً مجانية لإسرائيل التي تسعى عبر استخبارات الدول العربية الحليفة لها للعبث بأمن لبنان واستقراره، وما يجب التوقف عنده أن الإشكالات ذات الطابع المذهبي الفتنوي تحصل في وقت تبدو فيها إسرائيل عاجزة عن القيام بحرب مباشرة ضد لبنان، فتأتي هذه الأحداث المدفوعة الثمن والمرسومة الهدف مسبقاً، لتشكل البديل الناجع عن الحرب الإسرائيلية المباشرة، كما أنها لا تكلف تل أبيب جندياً واحداً، بحيث أنها تندرج في سياق مفهوم "الحرب الناعمة" التي لا تكلف العدو نقطة دم.

والسؤال الذي لا بد من طرحه، والذي تشكل الإجابة عليه جزءاً من السيناريو المرسوم للعبث بالساحة اللبنانية: "إذا كان الاشكال بين شيخ سلفي يتزعم عصابة مسلحة وجهة معينة، فلماذا يقوم هؤلاء بالاعتداء على أملاك مدنيين لا علاقة لهم بحزب الله، ولماذا يتم الاعتداء على سيارات المارة وهم بغاليتهم العظمى من المدنيين، في وقت أن مراكز حزب الله معلنة وموجودة في أعالي منطقة خلدة، فلماذا تعمد هؤلاء التعرض لمدنيين لا ذنب لهم، في وقت لم يقدموا على مهاجمة مراكز حزب الله؟

كما أن هناك من يشير إلى أن سبب الإشكال جاء على خلفية الإفراج عن عمر غصن، بعد الشكوى الذي تقدم بها عدد من الأشخاص ضده، وهذا ما يدفع للتساؤل عن حقيقة العلاقة التي تربط غصن بأحد الأجهزة الأمنية التي كانت تغطيه حين كان يقوم ومجموعته بقطع طريق الجنوب في 17 تشرين الأول، حيث تم توقيفه آنذاك، لكن أخلي سبيله بعد فترة وجيزة، وهو ما يطرح علامة استقهام كبيرة عن حقيقة الدور الذي يؤديه غصن، وهل هو خدمة لجهة سياسية أو أمنية ما؟

هناك من يحمّل الأجهزة الأمنية المسؤولية عما حصل في خلدة، ويرى هؤلاء أن "هذا السيناريو ربما نشهده في أماكن أخرى، في ظل المعلومات التي تمتلكها الأجهزة الأمنية منذ تموز الفائت، والتي تشير إلى وجود مسعى جدي للعبث بالاستقرار والأمن، حيث يتم دفع المال وتوزيع السلاح في بعض المناطق على مجموعات مسلحة للقيام بعمليات قطع للطرق، وتنفيذ عمليات أمنية على خط الساحل من صيدا إلى الجنوب، وعلى خط البقاع بين ضهر البيدر وزحلة، وفي هذا السياق تأتي أيضا عملية كفتون في الكورة، حيث تشير المعلومات إلى وقوف خلية إرهابية منظمة خلف العمل الأمني، ما يشكل دلالة واضحة على المخطط المرسوم لتفجير الساحة الداخلية".
وبناء على ما سبق ذكره من معلومات، يبقى السؤال "عن سبب عدم قيام الأجهزة الأمنية بتوقيف واعتقال كل من يسعى إلى الانخراط بعصابات مسلحة، كتلك التي ظهرت بالمئات في خلدة، من أجل العبث بالساحة الداخلية في حرب تأتي بالوكالة عن تل أبيب العاجزة عن خوض حرب مباشرة مع لبنان في هذا الوقت".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7