كيف أثرت جائحة كورونا على الإرهاب إقليمياً و عالمياً ؟

زينا صقر - وكالة أنباء آسيا

2020.08.26 - 04:14
Facebook Share
طباعة

يبدو أن جائحة كورونا لم تؤثر على تحرك الناس العاديين حول العالم فقط، و إنما أثرت أيضا على نشاط و عمل الإرهاب بشكل عام، فبحسب تقرير نشره معهد بروكنغز الأميركي، فإن انتشار وباء كورونا لم يقتصر على تغيير الحياة السياسية والاجتماعية فقط حول العالم، إنما التحركات الأمنية أيضاً كان لها نصيبها من التأثر.
و رجّح معدّو التقرير أن تتغيّر كلّ العمليات المرتبطة بالإرهاب وعمليات مكافحتها أيضاً، مؤكدين أن الوباء يقدّم "فرصة جديدة للإرهابيين" ويطرح تحدّياً جديداً على الحكومات العالمية.

و في هذا السياق، قال الخبير العسكري أمين حطيط في تصريح لـ "وكالة أنباء آسيا" : "قد يظن البعض أن الحركة الإرهابية و تحشيد عناصرها قد تأثر بجائحة كورونا، و لكن هذا الكلام غير دقيق، لأن قاعدة الإرهاب قائمة أصلاً، على الجهل و الابتعاد عن العلم و المعرفة، و الذين يجندون إرهابياً بعيدون عن منطق العلم و القواعد الصحية، و يلتزمون بقواعد و معتقدات واهية، غير آبهين سوى لمنطق الإجرام و الانتقام، و فرض أفكارهم على البشرية"، معتبراً أن جائحة كورونا لم تؤثر على حركة الإرهاب، سواء بالتجنيد و التجييش أو من جهة قيامهم بالعملية الإرهابية بحد ذاتها.

و يرى العميد حطيط أن فيروس كورونا جاء ليكون مصدر آخر للإرهاب و أداة أخرى يستثمرها لصالحه من خلال نشر الذعر و عدوى الآخرين عبر عناصره المصابين، لذلك يجب ألّا نعول على مسألة الوباء في تحجيم العمل الإرهابي، كما يقول. .

حطيط أشار الى أن الإرهابيين لا ينظرون للجائحة على أنها حاجز بوجه نشاطهم ، أو تشكل عراقيل أمام تقدم أعمالهم "اللهم إلّا في مسألة التنقل من بلد لآخر"، و التي توقفت لفترة ليست بقليلة، و لكنهم بالتأكيد يلجؤون لحلول مثل تزوير ال PCR أو تزوير الهويات، و بات من المعروف أن من يدير التنظيمات الإرهابية هي حركة دولية مخابراتية، و هي تتعهد بتخطي أي عقبة في وجه التحرك الإرهابي .

و تابع : "النقطة الثانية التي من الممكن أن تعتبر عائقاً هي إصابة فردٍ منهم، و هذه النقطة من المكن استغلالها كما ذكرنا سابقاً، بنشر المرض بين الناس، أو يمكن لهم أن يعملوا على تصفية الشخص المصاب، لأنهم لا يملكون اعتبارات حتى بين بعضهم البعض، بحيث يتم التخلص من أي شخص يمكن أن يشكل عقبة في طريقهم" .
و ختم حديثه قائلا :" الإرهابيون يلجؤون إلى حجر الشخص المصاب في حالة كان له مكانة عالية أو محترف و مختص في عملياتهم، للحفاظ على حياته و حياة الجماعة لتنفيذ مآربهم فيما بعد".

من جهته، اعتبر العميد الركن هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات و الأبحاث في حديثه مع "وكالة أنباء آسيا" أن أزمة كورونا لم تؤثر على الإرهاب و نشاطه بشكل دراماتيكي، و لكنها أثرت بشكل جزئي بالتأكيد، و هناك عدة أسباب لذلك، منها التشدد في المطارات و الحدود البرية في كافة الدول بسبب الجائحة، و بالتالي تم الحد من قدرتهم على التحرك".

من جهة أخرى، يشير جابر إلى أن تمويل الجماعات الإرهابية تأثر بشكل جزئي أيضا، بسبب انشغال العالم ككل، سواء دول أو هيئات بالوباء المستجد، و تردي الوضع الاقتصادي و المالي الذي تسبب بشح التمويل و إن لم يقطعه نهائياً".

جابر أكد على أن أهداف الإرهابيين و داعميهم سياسية، و هذه الأسباب لم تنتفِ بعد، و هم بحاجة لبيئة حاضنة و التي بدورها تأثرت بجائحة كورونا، التي انشغلت بتداعيات الوباء الصحية و الاقتصادية، و بالتالي خفّ اهتمامها بأحوال التنظيمات المتواجدة في مناطقها ".
و لفت جابر في ختام حديثه الى أن الإرهاب الداعشي انحسر في أوروبا و الغرب، و إنما بقي في الشرق الأوسط في العراق و سورية، بقيت تنظيمات منه متشددة، و الدليل تعرض دورية مشتركة -روسية تركية- الأسبوع الماضي، على طريق ال M4 لعملية إرهابية". مضيفا بأنه يتم الحديث عن خلايا نائمة في لبنان، أنا لا أنفي و إنما أسبعد تحركها، بسبب انحسار البيئة الحاضنة للإرهاب من جهة، و تيقظ الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية من جهة ثانية .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4