الرصاص الطائش... قنبلة موقوتة مزروعة بين اللبنانيين

ريان فهيم _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.22 - 09:41
Facebook Share
طباعة

 قد يحصل أن تكون جالساً في منزلك أو خلال مرورك في الشارع وتصيبك رصاصة عشوائية من حيث لا تدري من فوهة سلاح "قاتل". فإما تموت أو تكون حالتك حرجة، انت ونصيبك. هنا يسعدني أن أقول لك اهلا وسهلا بك في شريعة الغاب التي يحكمها فاسدون مسيسون قاتلون، هنا لا اقصد اصحاب النفوذ بل أصحاب السلاح .

مَن منّا لا ينفي وجود سلاح واحد على الأقل بين كل خمسة بيوت، فالبعض يستخدمه للدفاع عن النفس والبعض الآخر لغرضٍ حزبي. وفي لبنان لا تسمح لك القوانين باستخدام السلاح في الأفراح والأتراح، وهنا بيت القصيد. أظهرت بعض الدراسات أن ١٤٧ شخصاً (٤٥ قتيلاً و ١٠٢ جريح) سقطوا ضحايا لهذه الظاهرة بين عامي ٢٠١٣ و ٢٠١٩. علماً أن مجلس النواب أقرّ قانوناً عام ٢٠١٦ يشدد فيه العقوبات على مطلقي الرصاص العشوائي، إلا أن البعض لم يأبه لهذه العقوبات حيث شهدت السنوات الأخيرة زيادة وتيرة أعداد القتلى والجرحى جرّاء الرصاص المتفلت.

هذا الموضوع عاد الى الواجهة مجدداً منذ يومين بسبب الأحداث التي شهدها لبنان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ومن بين ضحايا الرصاص الطائش كان اللاعب في فريق الأنصار محمد عطوي الذي تعرض لإصابة خطرة في رأسه في محيط منطقة الكولا حيث يعتبر البعض أن سبب الرصاصة هو التشييع الذي كان في عين الرمانة . فهل تستطيع الرصاصة اختراق المسافة ؟
يجيب وزير الداخلية السابق مروان شربل عبر "وكالة أنباء آسيا" بالقول : " إن الرصاصة التي يتم إطلاقها إلى الأعلى (اي باتجاه رأسي) تقطع مسافة تتراوح بين كيلو الى كيلو ونصف المتر، فإذا كان السلاح من نوع كلاشينكوف وعلى زاوية ٤٥ درجة تكمن فرضية أن مصدر الرصاصة هو من عين الرمانة لكن إذا كان مسدس فالرصاصة لا تقطع هذه المسافة. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار حركة الجو والمناخ ".

ويلفت شربل في حديثه إلى أن " لبنان عاش حروب وخضات أمنية كثيرة أجبرت معظم اللبنانيين على إمتلاك سلاح في منزلهم، فاليوم المشكلة تكمن في وعي الشعب وليس في القوانين، أي العمل على رفض المجتمع لهذه الظاهرة المتفشية بينهم سواء عبر التربية المنزلية أو عبر المدارس التي يجب أن تساعد في الموضوع. لأن المشكلة لن تُعالج إلا بوعي وإدراك الشعب الذي من واجبه إنهاء الرصاص المتفلت في المناسبات". مشيراً إلى أنه "بالرغم من وجود قوانين تحد من هذه الظاهرة، إلا أن تقاعس الأجهزة الأمنية لا يساعد في محاسبة الفاعلين فمن هنا يجب على المواطن أن يبدأ من نفسه بالتخلي عن فكرة اطلاق الرصاص العشوائي الذي قد يتسبب بمقتل شخص على الأقل ".

من المؤسف والمخزي أن يكون سبب وفاة أحد الأشخاص هو رصاصة طائشة، فكم من عائلة فجعت بأبنائها بسبب هذه الظاهرة المخيفة التي تهدد حياة اللبنانيين في كل لحظة. فلا النداءات ولا الشعارات تنفع في الحد من هذه الظاهرة بل ما ينفع هو الوعي والثقافة، وعلينا البدء بأنفسنا أولاً، هنا تأخذ الجهود ثمارها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8