اتفاق غير معلن بين "قسد" والاتراك.. "الماء مقابل الكهرباء" ولكن..؟

وسام دالاتي – دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.08.21 - 09:50
Facebook Share
طباعة

 تعمل "قوات سورية الديمقراطية"، بين الحين والآخر على تعطيل العمل باتفاق "الماء مقابل الكهرباء"، الذي تم العمل به منذ سيطرة القوات التركية على مدينة رأس العين في تشرين الأول الماضي، إذ ينص الاتفاق الذي لعب الجانب الروسي دور الوساطة فيه على تأمين "قسد"، لوصول ٢٠ ميغاواط من التيار الكهربائي إلى "محطة المبروكة"، الواقعة إلى الجنوب من مدينة "رأس العين"، وتغذي المنطقة التي يسيطر عليها الأتراك بالتعاون مع الفصائل السورية الموالية لهم، مقابل قبول الجانب التركي بدخول موظفي المؤسسة العامة لمياه الشرب السورية إلى "محطة آبار علوك"، لتشغيلها وتأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة و٥٤ منطقة وقرية تتبع لها.

يقول مصدر صحفي مقرب من "قوات سورية الديمقراطية"، ان الأخيرة تعمدت في ١٣ من الشهر الجاري خفض كمية الكهرباء الواصلة إلى محطة المبروك إلى النصف، ثم عمدت إلى قطعها بشكل نهائي في اليوم التالي، الأمر الذي قابله الجانب التركي بمنع دخول ورشات تشغيل "محطة علوك"، علما أن الجانب التركي لا يقبل بتشغيل المحطة على مدار الساعة، ويقضي الاتفاق أن يكون تواجد عناصر ورشات التشغيل خلال الفترة الصباحية فقط.

تؤكد مصادر هندسية تواصلت معها "وكالة أنباء آسيا"، أن محطة آبار علوك تغذى بالتيار الكهربائي من خط يصلها من "محطة السويدية"، الواقعة بريف الحسكة الشمالي الشرقي، ويمر الخط بمدينة "الدرباسية"، التي تقع إلى الشرق من المحطة، كما إنها تحتوي على أربع مجموعات توليد تعمل بمادة "المازوت"، تستخدم في حالات انقطاع التيار الكهربائي، وبالتالي فإن مزاعم توقف عمل المحطة بسبب انقطاع الكهرباء عارية عن الصحة، وما يجري حقيقة هو جولة من المفاوضات غير المباشرة بين "قسد"، والجانب التركي على إعادة تغذية المناطق التي تحتلها القوات التركية بالتيار الكهربائي مقابل السماح بعودة عناصر تشغيل محطة "آبار علوك"، وفيما تصر "قسد"، على إنها لن تزود محطة التحويل في المبروكة بأكثر من ٧ ميغاواط يومياً، يعتبر الأتراك ان "محطة آبار علوك"، التي تعد المصدر الوحيد لمياه الشرب في مدينة الحسكة هي الورقة الوحيدة التي بيدهم لمواجهة موقف قادة "قسد" الذي لا يبدو له أسباب موجبة سوى إحراج القوات التركية أمام سكان المنطقة التي تسيطر عليها والتي تمتد من شرق مدينة "رأس العين"، بريف الحسكة الشمالي الغربي، وصولاً إلى غرب مدينة "تل أبيض"، بريف الرقة الشمالي.

تشير المصادر إلى أن المناطق ذات الصبغة الكردية والتي تمتد من مدينة "الدرباسية"، وصولاً إلى مدينة "المالكية"، في أقصى الشمال الشرقي من محافظة الحسكة غير متضررة بتوقف محطة "آبار علوك"، التي تغذي الحسكة والمناطق الواقعة في محيطها القريب فقط، الامر الذي جعل المشكلة محصورة في منطقة تميل لعودة الدولة السورية إليها بدلاً من "قسد"، والأخيرة تتحدث من خلال وسائل إعلامها عن جهوزية "محطة آبار الحمة"، للدخول في العمل بشكل جزئي لتكون مصدراً بديلاً عن "آبار علوك"، لتأمين مياه الشرب، إلا أن مصادر هندسية مطلعة أكدت لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن "محطة آبار الحمة"، والتي تتألف من ٥٠ بئراً، كانت قد حفرت بتمويل من المنظمات، لا تقدر على تأمين أكثر من ٣٠ متراً مكعباً في الدقيقة، وهي ثلث الكمية التي تؤمنها محطة آبار علوك التي تعمل بنصف القدرة الانتاجية لها، وعلى اعتبار أن "قسد"، تقول إن التشغيل سيكون جزئياً، فإن الكمية المرجح تأمينها لا تزيد عن ١٠% من الاحتياج اليومي لمدينة الحسكة من مياه الشرب.

الظهور بصورة "المخلص"، لمدينة الحسكة من "شبح العطش"، يعني قادة قوات سورية الديمقراطية أكثر من تخليصها بالفعل، ونتيجة لانعدام وجود حلول مستدامة، اتجه السكان نحو التشارك في حفر آبار منزلية في الأحياء لتأمين الاحتياج اليومي للمساهمين في كل بئر من المياه، وتشير الإحصائيات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، إلى أن السكان تمكنوا من حفر ٣٠٠ بئراً موزعة على عدد من الأحياء، إلا أن الأمر لا يبدو حلاً مثالياً بالنسبة لهم، ومع استمرار الصهاريج التابعة للمؤسسات الحكومية مضافاً إليها صهاريج تتبع لكل من "الهلال الأحمر العربي السوري"، و "الصليب الأحمر الدولي"، تعيش مدينة الحسكة يوماً جديداً من أزمة العطش، وسط تجاهل من المجتمع الدولي على الرغم من إشارة المندوب السوري الدائم إلى هذه القضية خلال كلمته الأخيرة في مجلس الأمن.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1